كيف تطور قطاع السكك الحديدية في السعودية؟
تواصل السعودية تطوير قطاع السكك الحديدية لديها من خلال إطلاق المزيد من القطارات الرابطة بين المدن، وهو ما يوفر الوقت والمال في عملية التنقل لسكانها.
وانطلق العمل في قطاع السكك الحديدية بالسعودية، في أكتوبر 1947، وبعده بأربعة أعوام دشن الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، أول خط حديدي (الرياض – الدمام).
وبعد تدشين الخط الأول بدأت المملكة تتوسع في إنشاء القطارات وخطوط السكة الحديدة، لربط المدن بعضها ببعض، بهدف إيجاد منظومة نقل متكاملة.
وأولت القيادة السعودية اهتماماً واسعاً بقطاع السكك الحديدية، حيث قرر مجلس الوزراء، في فبراير 2021، إلغاء المؤسسة العامة للخطوط الحديدية وإحلال الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار” محلها، اعتباراً من أبريل 2021.
وتستهدف “سار” تطوير القطارات والبنية التحتية الخاصة بها، ومحطات الركاب، وعمل الحاويات، والحاويات المتخصصة في نقل المواد الصلبة والسائلة.
ولدى “سار” شبكة سكك حديدية متطورة يزيد طولها على 5.5 آلاف كم، وتشغل قطارات ركاب ليلية ونهارية تتوفر فيها جميع وسائل الراحة والأمان للمسافرين عبر 15 محطة في شمال وشرق وغرب السعودية.
وتضم القطارات أجنحة مخصصة للعوائل، ومناطق للصلاة، ومساحة لذوي الاحتياجات الخاصة، وعربات خاصة بالمطعم، ومقصورات مخصصة للنوم.
وحرصت الشركة السعودية على تصميم القطارات لتكون متوائمة مع طبيعية البيئة الصحراوية في المملكة، وارتفاع درجة الحرارة فيها، وذلك لضمان جودة تشغيلية عالية.
قطار الشمال
تعد شبكة قطار الشمال، التي دشنت في 26 فبراير 2017، وكانت تعرف سابقاً باسم سكة الشمال والجنوب، أطول خطوط حديدية في العالم؛ إذ يبلغ طولها (2750 كم)، وتستخدم نظام إدارة الحركة الأوروبي ETCS –L2”.
وينطلق قطار الشمال للركاب بطول 1,250 كم من الرياض إلى الشمال الغربي باتجاه مدينة الحديثة قرب الحدود الأردنية، مروراً بكل من المجمعة، والقصيم، وحائل، والجوف، والقريات.
ويبلغ طول خط الشحن للقطار 1,550 كم، ويمتد من منجم الجلاميد علي الحدود الشمالية، مروراً بالجوف وحائل، وصولاً إلى تقاطع البعيثة في محافظة القصيم.
وتتكون قطارات الركاب ثنائية الاتجاه من مقطورتين و8 عربات ركاب، حيث يضم الأسطول 4 قطارات نهارية و2 ليلية، وتبلغ السعة القصوى للقطار الواحد 442 مقعداً، ومن ذلك درجتا الأعمال والاقتصادية، فضلاً عن مطعم بخدمات متكاملة.
قطار الشرق
ضمن توسعة مشاريع القطارات بالسعودية بدأ العمل بمشروع الخط الحديدي الرابط بين شبكة قطار الشرق (الدمام – الرياض) وشبكة قطار الشمال، ومشروع شبكة الخطوط الحديدية الداخلية بمدينة الجبيل الصناعية، ويربط المشروع الذي دشن، الأحد 9 أكتوبر الجاري، بشبكة قطار الشمال ومشروع شبكة الجبيل.
وجاء تدشين المشروع، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية “واس”؛ تمهيداً لمرحلة التشغيل التجاري للمشروع في الربع الأول من العام القادم 2023، وبعد استكمال إجراءات ومتطلبات الهيئة العامة للنقل في الحصول على رخصة التشغيل للمشروع.
ويهدف المشروع للترابط اللوجستي من خلال ربط شبكة الشمال بشبكة الشرق، ومن ثم الوصول إلى 4 موانئ في مختلف أجزاء الشبكة، وتشمل ميناء الملك عبد العزيز بالدمام، وميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، وميناء الجبيل التجاري، وميناء الرياض الجاف.
وحول المشروع أكد وزير النقل السعودي صالح الجاسر، أن الشبكة ستساعد على تحسين البنية التحتية في المملكة، وإزاحة 450 ألف شاحنة من الطرق بغرض تخفيف الازدحام.
وقال الجاسر في تصريح له: “نستهدف إزاحة مليون شاحنة من الطرق من خلال المشاريع المستقبلية”.
بدوره أكد الرئيس التنفيذي لـ”سار” بشار المالك، أن تكلفة مشروع الخط الحديدي الرابط بين خطي الشرق والشمال ومشروع شبكة الخطوط الحديدية الداخلية بمدينة الجبيل الصناعية بلغت ملياري ريال (530 مليون دولار).
وقال المالك في تصريح صحفي: إن “عوائد المشروع تنقسم إلى عوائد مباشرة تجعل هذا الاستثمار مجزياً وتخدم الشركة بشكل مباشر، وأخرى غير مباشرة”.
وبين أن “المشروع سيتيح لكل المنشآت الصناعية والتجارية المستفيدة من شبكة خطوط الشبكة الحديدية الوصول إلى 3 موانئ من خلال القطار بسهولة ومرونة كبيرة، مما سيسهم بزيادة تنافسية منتجات هذه المنشآت على مستوى العالم”.
قطار الحرمين
يعد مشروع قطار الحرمين السريع الذي دشنته المملكة، في سبتمبر 2018، واحداً من أكبر مشروعات النقل العام بمنطقة الشرق الأوسط، وأول وأسرع قطار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويربط القطار بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال 120 دقيقة فقط، مروراً بمحافظة جدة، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، بطول 450 كم.
وتبلغ طاقته الاستيعابية له 60 مليون مسافر سنوياً، وسرعة تشغيلية تصل إلى 300 كم/ساعة.
وتمثل محطات قطار الحرمين السريع أحد المشروعات الكبرى التي شُيِّدت لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وتسهيل انتقالهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال وقت وجيز.
وتعد محطة قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة واحدة من خمس محطّات رئيسة لقطار الحرمين السريع، حيث يوفر قدرة إضافية لتنقل الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين المسافرين بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وكذلك عبر محطة مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومحطة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ.
قطار العلا
وإلى جانب خدمة القطارات لاقتصاد المملكة، بدأت السعودية أيضاً العمل على قطار العلا لخدمة السياحة وتراثها.
وأعلنت السلطات السعودية، في يوليو الماضي، خططها للعمل على مشروع “قطار العلا” الذي يسعى لتطوير المحافظة، وتحويلها إلى وجهة عالمية.
ووقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عقد تصميم “قطار العلا” مع مجموعة “سيسترا” المختصة في مجال النقل العام، وذلك في خطوة تعزز من تحقيق التنمية الشاملة في العلا.
وسيربط القطار المحافظة عبر عدد من المحطات والمسارات، ومنها المعالم والمواقع التراثية التاريخية.
ويعد مشروع “قطار العلا” من المشاريع الجوهرية في مخطط “رحلة عبر الزمن”، وضمن إحدى الركائز الرئيسة في برنامج تطوير محافظة العلا، وتحويلها إلى وجهة عالمية للفنون، والتراث، والثقافة، والطبيعة، تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030.
ويمتد مسار “قطار العلا” لـ50 كم، بدءاً من مطار العلا الدولي جنوباً، إلى مدينة الحِجر شمالاً.
وتهدف الهيئة الملكية لمحافظة العلا عبر مشروع القطار إلى تعزيز الاستدامة في التنقل، وذلك عبر تقليل الازدحام على الطرق، وخفض مستوى الضوضاء.
وسيعمل القطار على توظيف الطاقة الكهربائية المستدامة بفعالية، وسيربط بين المراكز والأحياء والمواقع التراثية والسياحية، وسيقدم تجربة سياحية تحتفي بجمال البيئة الطبيعية.
وحدد مسار القطار بشكلٍ يدعم وصول المشاة، وإتاحة الدراجات الهوائية المشتركة، والدراجات الإلكترونية، والمركبات الكهربائية أيضاً.