«خاتم التسبيح».. سعره 10.350 دنانير
«خاتم التسبيح الذكي. يذكر بأوقات الصلاة وله مزايا أخرى عديدة. مناسب لمعظم المقاسات. سعره 10.350 دنانير».. هذا واحد من اعلانات كثيرة تجتاج منصات التواصل الاجتماعي، مثل «المسبحة الذكية» و«عداد الاستغفار»، بعد شيوع «هبّة» التسبيح الرقمي بين مختلف فئات المجتمع، وكذلك التذكير بالأذان عبر تطبيقات سهلة التشغيل على الهواتف الذكية.
كم مرة ذكرت الله على خاتم التسبيح؟.. يسأل أحدهم الآخر. الأمر يبدو أحيانا، كما لو كان سباقاً في مضمار التقوى، لحصد «رقم قياسي» قد يحجب الروح عن الإخلاص، وعن الخير والمصداقية، بدعوى الأجر.
لا ندخل في النيات القلبية، لكنها أحوال تُخبر عن كينونتها دون وصف، يكتفي معها بعضهم بصورة أو فيديو على وسائل التواصل توحي برسالة صاحبها: ها أنذا، ها قد فعلت..الخ، بعد زمان من الستر واعتبار مثل هذه الأعمال سرا خاصا بين العبد وربه.
سألنا شيوخ الدين عن «هبّة العبادات الرقمية»؟ وسرّ تعلق الكثير من الناس بها؟ وعن موقعها في ميزان الدين والتقوى؟ فتباينت رؤاهم ما بين جوازها واعتبارها بدعة.
«هبّة» جديدة تجتاج المجتمع، يسميها البعض «العبادات الرقمية»، المتوزعة ما بين خاتم التسبيح الالكتروني، وتطبيقات على الهواتف الذكية تساعدك على «التهليل والتكبير» وتذكرك بمواقيت الصلاة، والتي اختلف العلماء وشيوخ الدين حول تصنيفها، حيث يعتبرها بعضهم «بدعة» و«رياء»، وبعضهم الآخر يراها جائزة.
أقوى تلك المظاهر شيوعا، هو خاتم التسبيح الذكي، الذي وجد انتشارا واسعا بين الناس، الذي يظل على أطراف أصابع المتعاملين به، خلال غدوهم ورواحهم في الأماكن العامة، كالمستشفيات والمجمعات التجارية والجهات الحكومية، وحتى أثناء قيادتهم للسيارات، ووصل الحال ببعضهم تصوير «الحصيلة» التي بلغها من التسبيح ووضعها على حسابه في «تويتر» أو «انستغرام» ليراها متابعوه، كما لو أنها مسابقة.
ولا يقف الحال عند هذا الحد، بل إن بعضهم يلاحقك برسائل نصية، محتواها الطلب منك أن تسبّح الله تعالى أو تحمده، بقدر معين، وترسل الطلب نفسه إلى عشرة من أصدقائك، على وعد «أن تسمع خبرا سارا»، مع تحذير يقول لك إنك ستتعرض لأمر سيئ إن لم ترسلها!
احذروا الرياء
ويظن البعض أن «خاتم التسبيح» الذكي، أو الالكتروني هذا، يمنح صاحبه الحسنات حين يذكره بالعبادات ويدعوه لأدائها، لكن هناك شروطا يجب العمل بها لتجنب الدخول في «الرياء»، كما قال لـ القبس المدير السابق لمركز الوسطية د.عبدالله الشريكة.
فالشريكة يرى أن «من الأفضل أن يقتصر المسلم في تسبيحه، على أنامله كما جاء في السنة، وإذا اتخذ هذا الخاتم الذكي دون رياء فلا بأس إن شاء الله»، مبينا أن استخدامه مثل غيره من الوسائل التي تحضّ على العبادة «جائز، برأي جمع من العلماء».
ويضيف الشريكة شارحاً: هناك عدد من الفتاوى في هذا السياق، فقد قال ابن تيمية: أما عد التسبيح بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك، وقد رأى النبي أم المؤمنين تسبح بالحصى وأقرها على ذلك، وروى أن أبا هريرة كان يسبح به.
وقال: أما التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز ونحوه، فمن الناس من كرهه، ومنهم من لم يكرهه؛ وإذا حسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه.
ويشير الشريكة إلى أمر آخر، في قوله: أما اتخاذه من غير حاجة، أو إظهاره للناس مثل تعليقه في العنق، أو جعله كالسوار في المعصم، أو نحو ذلك فهذا إما رياء للناس، أو مظنة المراءاة؛ ومشابهة المرائين من غير حاجة، فالأول محرم، والثاني أقل أحواله في الكراهة.
فكرة الخاتم
تتلخص فكرة «الخاتم الذكي»، في قيامه بإحصاء عدد التسبيحات عن طريق الضغط على زر كبير يسجل الأذكار على شكل أرقام، تظهر على شاشة مثل تلك التي بالآلة الحاسبة، وهو قابل لحفظ آخر رقم حتى بعد إطفاء الجهاز.
غير جائز
الداعية د.داود بن عيسى، قطع بعدم جواز استخدام «الخاتم الذكي» في التسبيح، رغم إقراره بأنه «مسألة خلافية».
وقال بن عيسى لـ القبس، إن «جمهور العلماء يرى عدم جوازه، لمشابهة أهل البدع والتصوف، ولمخالفته لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته».
وبين أن قوله بعدم جوازه «يأتي من مخالفته لما هو أفضل، بأن الأنامل وكل شيء يستخدم في طاعة الله من الجسد ينطق يوم القيامة، يشهد لصاحبه بانه كان يستخدمه للطاعة.. انهن مستنطقات، قياسا والتزاما بقول الرسول الكريم لبعض النساء: عليكنَّ بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّقديسِ واعقِدنَ بالأناملِ فإنَّهنَّ مسؤولاتٌ مستنطقاتٌ ولا تغفلنَ فتنسينَ الرَّحمةَ».
منتج صيني في أسواق المسلمين
صراع الحداثة مع التراث (تصوير: محمود الفوريكي)
المعروف عن الصين، أنها صاحبة نشاط واسع في صنع المنتجات المتعلقة بالمسلمين، وبيعها في أسواقهم، ومن ذلك:
• سجادات الصلاة العادية والمرفقة ببوصلة
• السبح والمصاحف الرقمية وإسدالات الصلاة
• مسابح اليد.. استبدال بها خاتم إلكتروني