عشية قفل باب الترشيح .. من يخلف تراس لرئاسة وزراء بريطانيا
أعلن وزير المال البريطاني السابق ريشي سوناك أمس ترشحه رسميا لرئاسة الوزراء عشية إغلاق باب التقدم للانتخابات داخل حزب المحافظين، فيما يكافح بوريس جونسون للحصول على التأييد الكافي داخل الحزب لضمان عودته لرئاسة الوزراء.
وكتب المصرفي السابق الذي شغل منصب وزير المال من عام 2019 إلى يوليو الماضي «المملكة المتحدة بلد عظيم لكننا نواجه أزمة اقتصادية عميقة».
وتابع عبر تويتر «لهذا السبب أترشح لأكون زعيم حزب المحافظين ورئيس وزرائكم المقبل. أريد إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا وتقديم المساعدة لبلدنا».
ووفق موقع «غيدو فاوكس» الذي يتابع عن كثب حملة الترشح لخلافة رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس، حصل ريشي سوناك حتى امس على 139 تزكية متقدما على بوريس جونسون (75) وبيني موردنت (27).
وبمجرد أن يقدم المرشحون تزكياتهم، سيصوت نواب حزب المحافظين (357 نائبا) لاختيار أفضلهم، وإذا لم يحسم أحد المرشحين السباق سيتعين على أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفا الاختيار بين أكثر مرشحين شعبية عن طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول 28 الجاري. أما في حالة وجود مرشح واحد، فإنه سيدخل داونينغ ستريت مباشرة.
في غضون ذلك، استمرت المفاوضات داخل حزب «المحافظين» الحاكم المنقسم بشدة.
فقد التقى ريشي سوناك وبوريس جونسون مساء امس الاول لمناقشة إمكانية توحيد جهودهما، بحسب الكثير من وسائل الإعلام البريطانية.
ومن الواضح أن الاجتماع لم يثمر اتفاقا بين الرجلين اللذين على خلاف منذ يوليو الماضي عندما أدت استقالة سوناك التي تلتها عشرات الاستقالات، إلى تنحي جونسون من رئاسة الوزراء.
ووفق استطلاع لصحيفة «صنداي تلغراف» سيكون لدى جونسون حظوظ مرتفعة إذا كان على أعضاء الحزب الاختيار بين مرشحين: أكثر من نصفهم بقليل يعتقدون أنه سيكون أفضل رئيس وزراء، بينما يميل 28% فقط إلى انتخاب سوناك.
ويعتقد 60% من أعضاء حزب المحافظين أن رحيل جونسون في بداية الصيف كان خطأ.
أما المرشحة الثالثة، بيني موردنت فقد نفت إجراء مفاوضات مع معسكر بوريس جونسون، فقالت إنها «واثقة» من حصولها على عدد كاف من التزكيات.
وقالت لهيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي»، «أعتبر أنني في أفضل موقع لتوحيد الحزب»، مضيفة «سئم الناس خلافاتنا… المهم هو أن نعيد إرساء الاستقرار والثقة».
ويحاول بوريس جونسون جاهدا تأمين ما يكفي من الدعم ليصبح رئيس وزراء بريطانيا المقبل بعد أن تكتلت شخصيات بارزة في الجناح اليميني لحزب «المحافظين» خلف ريشي سوناك.
وأبدت شخصيات بارزة أيدت جونسون في الماضي دعمها امس لوزير المالية السابق، وقال وزير الدولة لشؤون أيرلندا الشمالية ستيف بيكر إنه سيصوت لصالح سوناك لأن البلاد لا تستطيع تحمل العودة إلى المشاهد الدرامية التي شهدتها في وقت سابق من العام الحالي قبل إجبار جونسون على ترك منصبه في أعقاب سلسلة من الفضائح.
وقال بيكر: «هذا ليس الوقت المناسب لأسلوب بوريس في الإدارة. سيكون كارثة مؤكدة».
ونوه إلى أن البلاد بحاجة الآن إلى فترة من الاستقرار بعد أن أثارت خطط تراس اضطرابات واسعة النطاق في الأسواق المالية، وهو ما يعني عدم التصويت لجونسون مرة أخرى.
كذلك، أعرب وزير الداخلية البريطاني غرانت شابس، ووزيرة العمل والمعاشات البريطانية كلوي سميث، عن دعمهما لريشي سوناك في سباق رئاسة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء.
وقال شابس، في تغريدة على موقع «تويتر» إن بريطانيا تحتاج شخصا يمكنه توفير الاستقرار ولديه كفاءة اقتصادية مثبتة في هذه الأوقات الصعبة.
من جانبها، قالت كلوي سميث إن سوناك سيمكن البلاد من تحقيق الاستقرار وسيمثل الفرصة التي تحتاجها بريطانيا.