الرئيس الروسي يُشرف على تدريبات «نووية إستراتيجية»
صعّدت موسكو من خطواتها التصعيدية بوجه خصومها الغربيين، خصوصا الداعمين لأوكرانيا، وأجرت أمس تدريبات عسكرية نووية بإشراف مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين، وأعلنت عزمها الاستيلاء على «الأصول» في المناطق الأوكرانية المحتلة التي أعلنت ضمها الشهر الماضي، وتزامن ذلك كله مع الترقب لمآل المواجهات لاسيما على جبهة خيرسون الآيلة للسقوط بيد الاوكرانيين.
وقال الكرملين إن بوتين أشرف أمس على تدريبات قوات الردع الاستراتيجي الروسية المسؤولة عن الرد على التهديدات بما في ذلك في حالة نشوب حرب نووية.
وقال الكرملين في بيان «تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين أجرت قوات الردع الاستراتيجية البرية والبحرية والجوية تدريبات وإطلاقا عمليا للصواريخ البالستية وصواريخ عابرة».
وتم بشكل خاص إطلاق صاروخ باليستي على شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق الروسي، وآخر من مياه بحر بارنتس في القطب الشمالي. وشاركت في التدريبات طائرات بعيدة المدى من طراز «تي يو 95».
وتم تصميم القوات «الاستراتيجية» الروسية للرد على التهديدات بما في ذلك عند نشوب حرب نووية. وهي مجهزة بصواريخ عابرة للقارات وقاذفات استراتيجية بعيدة المدى وغواصات وسفن وطيران بحري.
وفي السياق، أعلن الكرملين أيضا أن الأصول في المناطق الأوكرانية الأربع المحتلة، التي قالت روسيا إنها ضمتها الشهر الماضي قد يتم تحويلها في المستقبل إلى شركات روسية.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه من الطبيعي عدم ترك «الأصول التي تم التنازل عنها» معطلة، مضيفا أن الحكومة ستتعامل مع هذه المشكلة.
وأدانت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون وغالبية الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان ضم روسيا للمناطق الأربع باعتباره غير قانوني.
في المقابل، أعرب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف عن ثقته في تحرير منطقة خيرسون جنوبي البلاد من القوات الروسية. وقال إن أوكرانيا لديها «خطة حقيقية لتحرير جميع الأراضي المحتلة».
وفي مقابلة حصرية مع هيئة الإذاعة اليابانية (إن.إتش.كيه)، في كييف، تحدث ريزنيكوف عن الوضع الميداني في أوكرانيا، وقال إن المرحلة الأولى كانت ردع القوات الروسية، وتمثلت المرحلة الثانية في تحقيق الاستقرار على الجبهات.
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة، وهي الجارية حاليا، وهي حملة الهجوم المضاد، التي تستعيد القوات الأوكرانية من خلالها أراض.
وأضاف أن الهجوم المضاد تباطأ في جنوب البلاد بسبب استخدام القوات الروسية قنوات الري كخنادق. لكنه قال إن القوات الأوكرانية ستتقدم بحلول الشتاء، عندما تتراجع حركة القوات الروسية.
وقال إن الأولوية القصوى لأوكرانيا هي أنظمة الدفاع الجوي لحماية المدنيين. وحث الغرب على تقديم المساعدة لتمكين كييف من إسقاط ما تعرف بالطائرات المسيرة الانتحارية التي يتهم الغرب ايران بتزويدها موسكو بها.
وذكر وزير الدفاع الأوكراني أن موسكو تعلم أن استخدام سلاح نووي في ساحة المعركة سيكون محفوفا بالمخاطر بالنسبة لقواتها.
في غضون ذلك، غادر «أكثر من سبعين ألف مدني» منازلهم «في أسبوع» في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا بعدما باشرت سلطات الاحتلال الموالية لروسيا عملية إجلائهم في 19 اكتوبر الجاري.
وقال فلاديمير سالدو رئيس إدارة الاحتلال الروسي لقناة «كريم 24» التلفزيونية «أنا واثق بان أكثر من سبعين الف (شخص) غادروا في اسبوع منذ تنظيم عملية عبور» الضفة اليمنى لنهر دنيبرو نحو الضفة اليسرى البعيدة من الجبهة.