القرود الخمسة – بقلم : د.هشام أحمد كلندر
«القرود الخمسة»، وما أدراك ما القرود الخمسة، هي نظرية شائعة الاستخدام كنظرية اجتماعية وتستخدم كذلك في علم الإدارة. باختصار لمن يسمع بهذا المصطلح أول مرة، في تجربة تم فيها إحضار خمسة قرود في قفص، وعلق بمنتصفه حزمة موز مع وجود سلم بأسفله. في حال محاول أحد القرود استخدام السلم للوصول إلى الموز، يطلق رشاشا من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين. يتم تكرار هذه العملية ومع الوقت وجد أن القردة سيمنعون أي واحد منهم يحاول أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز خوفا من ألم الماء البارد.
بعد ذلك يتم استبدال أحد القردة بقرد جديد والذي رأسا سيذهب للسلم لقطف الموز، حينها تقوم القردة المرعوبة من ألم الماء البارد بمنعه ومهاجمته، والقرد الجديد يستغرب، ولكن بعد أكثر من محاولة يتعلم أنه متى حاول قطف الموز فإنه سينال عقابا قاسيا من القرود لا يعرف سببه. يستمر باستبدال القرود التي تعرف القصة بقرود جدد، حتى وجد في حال تبديل جميع القرود بجيل ثان لم يشهد سبب الضرب ستجد أن القردة ستستمر في ضرب كل من يجرؤ على الاقتراب من سلم الموز. وإذا سألتهم مجازا لماذا؟، فلا أحد منهم يدري، ولكن وجدنا من قبلنا يفعلون ذلك.
ماذا يمكن أن نتعلم من تجربة القرود الخمسة؟
هناك جدل حول ما إذا كانت تجربة القرود الخمسة قد حدثت بالفعل، وبغض النظر عن ذلك، هناك الكثير لنتعلمه من هذا، حتى لو كان ينظر إليه على أنه تشبيه فقط. سأتناول هذه النظرية من جانب العمل المؤسسي مع التركيز على آليات العمل المعمول بها وممكن نطلق عليها أعراف العمل داخل المنظمة.
الأعراف هي جزء من كل منظمة، خاصة إذا كانت غالبية القوى العاملة موجودة لفترة من الزمن، ولكن يمكن أن تكون هذه الأعراف ضارة بالتقدم في مكان العمل، خاصة عندما يتم منع الموظفين الجدد من تبني أفكار جديدة من خلال التركيز على فعل شيء ما بالطريقة التي يتم بها دائما لأنه فقط من الأعراف، وتجاهل المؤسسات الطرق الجديدة التي يمكنها من خلالها الحصول على «الموز» (الجائزة التي تسعى وراءها) والذي يؤدي إلى التطوير يعتبر جمودا.
لذلك، فإن تجربة القردة الخمسة تعلمنا أننا بحاجة إلى تحدي أنفسنا باستمرار للنظر إلى الأشياء من زاوية جديدة، ومراجعة الممارسات التي يمكن تطويرها، وتجنب استخدام العذر «لقد اعتدنا العمل دائما بهذه الطريقة»، وذلك لتجنب تجربة أشياء جديدة. بعبارة أخرى، إذا أردنا تلك «الموزة»، فهناك أوقات نحتاج فيها إلى الإبداع، أو السماح لهؤلاء الموظفين الجدد بتجربة أشياء جديدة.
نأمل ونعمل دائما للتغيير، ليس لأجل مجرد التغيير، ولكن للتغيير للأحسن الذي يؤدي للتطوير الذي يلامس احتياجات الناس.