أمراض الشتاء.. خطر على الصغار
يتزامن دخول موسم الشتاء والتقلبات الجوية وبرودة الطقس مع تعرض الأطفال بمختلف أعمارهم للإصابة بمجموعة من الأمراض المعدية ونزلات البرد أو الإنفلونزا وغيرهم، ويزيد انتشار هذه المشكلات مع الاختلاط ومشاركة الأدوات الخاصة بين الصغار في دور الرعاية أو المدارس، وفي السطور التالية يستعرض الخبراء والاختصاصيون مجموعة من هذه الأمراض التي تُشكل خطراً على الصغار.
يقول د. احمد محمد عبد العال، استشاري طب الأطفال: يتسبب الاختلاط المباشر بين الأطفال في دور الرعاية أو المدارس لساعات وبدون وضع مسافة كافية، في الإصابة بمجموعة شائعة من المشكلات المرضية التي تنتشر بين الفئة العمرية من 3 سنوات إلى 10 سنوات، وأبرزها فيروسات الإنفلونزا (A-B) وهو داء معد ينتقل عن طريق العطس من الأشخاص المصابين، وتجدر الإشارة إلى زيادة انتشار هذين النوعين زاد هذا العام بعد الخروج من فترة الاغلاق التي تسبب فيها انتشار «كوفيد 19» في العامين السابقين.
يشير د.عبد العال إلى أن الجدري المائي من الأمراض المعدية والأكثر شيوعاً بين الصغار، والتي تحدث عن طريق السعال أو العطس أو التعامل المباشر مع السوائل، وعلى الرغم من ارتباط ظهوره بموسم الربيع إلا أنه لوحظ انتشاره في السنوات الأخيرة في شهري ديسمبر ويناير، وهناك مجموعة أخرى من الأمراض ترتبط أيضاً بهذه الفترة من كل عام، منها:
– التهابات اللوزتين تعد من أكثر الامراض التي تصيب الطفل في سن المدرسة نتيجة بعض العادات الخاطئة، مثل تناول المشروبات الساخنة أو الباردة بدرجة عالية، أو ارتداء ملابس ثقيلة ثم خلعها والتعرض للهواء، أو العدوى من زميل مصاب.
– الحمى القرمزية التي تعتبر أحد الامراض المعدية، ويرافقها ارتفاع درجات الحرارة، وصديد في الحلق، وتحول اللسان للون الابيض، وانتشار نقط حمراء في جسد الطفل بعد مرور 3 أيام من الإصابة.
– الحصبة من الأمراض الفيروسية، ومن أعراضها الشائعة احمرار العين، السعال، الرشح، ظهور بعض البقع الحمراء على الجلد، مع زيادة في درجة حرارة الجسم.
– التهاب النكاف من المشكلات المعدية التي تتسبب في ورم بجانب واحد من الوجه تحت الأذن، ويصاحبه ارتفاع درجة حرارة الجسم، والم عند مضغ الطعام.
إرشادات الحماية
وتؤكد د. رزان الطائف، أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة، على أن عودة الأطفال إلى روضاتهم ومدارسهم، بعد الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وتجنب التواجد في الأماكن المكتظة بالأشخاص والتعلم عن بعُد لما يقرب من عامين، من أهم الأسباب التي تجعلنا نواجه هذا العام ازدياداً ملحوظاً في حدوث «الانتانيات» الفيروسية والبكتيرية، وللحد من انتشار العدوى بين الأطفال يجب علينا اتباع بعض النصائح والإرشادات الصحية، مثل: التدريب على غسل الأيدي بالماء والصابون بشكل مستمر ولمدة لا تقل عن 20-30 ثانية، لعدم انتقال الأمراض الانتانية، خاصة قبل تناول الطعام، وبعد الدخول إلى الحمام، وعند العودة من المدرسة وقبل الاحتكاك بباقي أفراد الأسرة.
وتضيف: يجب تدريب الأطفال في سن مبكرة على الطريقة الصحيحة للسعال والعطاس، على أن يكون نحو سطح قماشي بحيث يغطي الفم والأنف بأكمامه، لتحجيز قطيرات الرذاذ المتناثرة والمفعمة بالفيروسات والجراثيم، ما يمنع انتشارها في المحيط وتموضعها على الأسطح، بالإضافة إلى تعليمه الاستخدام السليم للمناديل الورقية وضرورة التخلص منها بعد ذلك، والقائها في الحاويات المغلقة ومن ثم تعقيم اليدين بشكل جيد، مع الحرص على تهوية المنزل وفتح النوافذ لتقليل عدد البكتيريا والفيروسات.
وتشدد د.الطائف على ضرورة استشارة الطبيب المختص عند ظهور أي أعراض على الطفل، مع مراعاة إعطائه اللقاحات المناسبة بحسب العمر، حتى تؤمن لهم قدراً جيداً من الحماية بما فيها لقاح الانفلونزا الموسمية، ودعم الجهاز المناعي عبر إعطائه غذاءً صحياً متوازناً يحتوي على كافة العناصر الغذائية الضرورية مع كمية كافية من الخضروات والفواكه الطازجة وتناول الماء، والحصول على ساعات كافية من النوم ليلاً وممارسة نوع واحد من الرياضة على الأقل، مع تجنب ارسال الطفل المصاب إلى المدرسة أو اصطحابه إلى أماكن اللعب لكسر حلقة انتشار العدوى.
وتنصح د.الطائف بالتدخل بالإسعافات الأولية في المنزل فور إصابة الطفل بأحد أعراض المشكلات المرضية المنتشرة لتخفيف الألم، وتعتبر الحمى، سيلان الأنف، السعال، القيء والاسهال من أهم علامات الإصابة بالإنتانات عند الصغار، وعند ارتفاع الحرارة البسيط حتى 38.5 درجة مئوية، نكتفي بإعطاء الطفل الماء والسوائل، مع غسل الوجه، واليدين، وتخفيف الملابس ليعزز الجهاز المناعي، ويحسن من كفاءة الكريات البيض في قتل الفيروسات والبكتيريا، ويمكن إعطاء مركبات الباراسيتامول عند استمرار الحالة، ويمكن غمر جسم الطفل بالماء الدافئ لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة، واللجوء الى مركبات الايبوبروفين أو الديكلوفيناك كخط أخير اذا تجاوزت الحرارة 40 مئوية، والانتباه لاستعمالها بعد الطعام والاكثار من شرب الماء لتلافي التأثيرات الجانبية على المعدة أو الكلى.
وتلفت إلى أن استعمال البخاخات لغسل الأنف يخفف الاحتقان الأنفي ويقلل امكانية حدوث الالتهاب والسعال حيث إن الإفرازات الأنفية تسيل عبر البلعوم الأنفي باتجاه الحنجرة، خاصة عند الاستلقاء ما يزيد من حدوث المضاعفات ليلاً، ويمكن أيضاً إعطاء الماء الدافئ مع العسل في حالات السعال للأطفال بعمر فوق السنة بكميات قليلة ومتكررة كمهدئ لهذا العرض المزعج.
وتشير الطائف إلى أن حالات القيء التي تعقب السعال الشديد أو الناتجة عن تراكم المفرزات اللزجة والمسببة لالتهاب الجهاز الهضمي، يمكن مكافحتها في المنزل فور حدوثها بإعطاء الطفل رشفات صغيرة متكررة من الماء أو الحساء لتلافي الإصابة بالجفاف، أو شرب السوائل بشكل متكرر عند حدوث الاسهال.
غذاء صحي
يعتبر النظام الغذائي السليم أساس الوقاية من الأمراض والداعم الأفضل لتعزيز جهاز المناعة، وتساهم مجموعة من الفواكه في الحد من التعرض للإصابة بالعدوى المنتشرة في فصل الشتاء، خاصة التي تحتوي على نسبة فيتامين (سي-د) كالبرتقال والجوافة والكيوي، مع الحرص على استهلاك كميات مناسبة من الخضروات يومياً وإضافتها للوجبات التي يتناولها الطفل، حيث إنها غنية بمضادات الأكسدة ومركبات البيتا كروتين، كالليمون والبندورة والبطاطا الحلوة وغيرها، مع الإكثار من شرب المياه والمشروبات الساخنة المفيدة مثل شوربة الدجاج والأعشاب الطبيعية حتى نمنع إصابة الطفل بالجفاف بالإضافة إلى الفائدة الغذائية.