قبل أيام، أصدر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد قرارا تاريخيا بإلغاء التحفظات الأمنية عن المواطنين، التزاماً بالمادة 36 من الدستور الكويتي التي كفلت حرية الرأي، كما شكّل لجنة تختص بالنظر في التظلمات المقدمة من أصحاب الشأن.
القضاء الكويتي الشامخ ملاذ للجميع يلجأ إليه المتضرر، سواء كان شخصا أو جهة ما، وهناك عقوبات تتناسب مع أي خطأ أو جرم صدر عن أي مواطن ليقول القضاء كلمته بعيدا عن تدخل أي سلطة، وبالتالي نأمل سرعة إنهاء تبعات القيود الأمنية التي كانت قد فرضت وظلت تشكل معاناة على أصعدة عدة لشريحة كبيرة.
قرار الوزير الخالد لم يأت من فراغ، وإنما جاء ليتوافق مع الرغبة السامية بتصحيح المسار والخطى الإصلاحية المتسارعة لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، وبما يسهم في طي صفحة الماضي وبدء صفحة جديدة، خاصة مع السلطة التشريعية، وبما يحقق الطموحات.
سيدي سمو ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد وفي كلمة لسموه، حفظه الله، في يونيو الماضي قال: «استقرار البلاد واستكمال نهضتها وتعزيز مكانتها وترسيخ ممارستها الديموقراطية، وتحقيق طموح وتطلعات وآمال شعبها، تتطلب منا كقيادة سياسية للدولة أن نقف وقفة تأمل ومصارحة ومراجعة للنفس»، وإذ دققنا في قرار النائب الأول سنجده ترجمة لتوجيهات سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، لترسيخ المبادئ الديموقراطية وتعزيز الحريات العامة ومنح أصحاب الرأي الفرصة كاملة لأن يدلوا بدلوهم بحرية، واضعين في اعتبارهم أن الكويت تستحق، وشخصيا أرى أن هذا القرار بمنزلة خطوة تعزز الانفراجة السياسية بين الحكومة ومجلس الأمة.
التجاوب النيابي والإشادة بقرار النائب الأول يؤكدان أن القرار كان مطلبا وربما عقبة مستقبلية، لذا لمسنا استحسانا من الكافة، وظهر ذلك بشكل أكثر وضوحا عبر تصريحات نيابية وشعبية مرحبة ومثمنة القرار، واصفة إياه بخطوة مقدرة.
حفظ الله الكويت من كل مكروه.
٭ آخر الكلام: أتقدم بأطيب التبريكات والتهاني إلى الفريق أول م.الشيخ فيصل النواف بصدور قرار مجلس الوزراء بتعيينه نائبا لرئيس الحرس الوطني، وبإذن الله يسهم في تحقيق المزيد من التقدم والرقي لهذه المؤسسة المهمة والعريقة، فخبرات الفريق فيصل الأمنية كبيرة وزاخرة بالعطاء، ومن المؤكد أن تنعكس هذه الخبرات على جهاز الحرس الوطني والارتقاء به، تحت راية قائد مسيرتنا صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما وسدد على طريق الخير خطاهما.
