الاكتئاب الموسمي.. هكذا يمكنك التغلب عليه
يعتبر فصل الشتاء موسما صعبا للغاية بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون نفسيا، بسبب غياب الشمس وحلول الليل بسرعة فيصابون بما يسمى الاكتئاب الموسمي. ووفق المعهد الأميركي للصحة العقلية، فان هذا النوع من الاكتئاب يتميز بعدة أعراض، أبرزها الشعور بالإحباط والخمول وفقدان الاستمتاع بأي شيء.
ويؤكد خبراء وفق تقرير نشره موقع «بريفنشن» وجود علاجات تسمح بالشفاء من هذا الاكتئاب العاطفي الموسمي، على الرغم من شدة وحدة الاعراض في بعض الأحيان.
ما الاكتئاب الموسمي؟
نوع من الاضطراب العاطفي يظهر موسمياً وبشكل متكرر، حيث تستمر أعراضه عادة من أربعة إلى خمسة أشهر في السنة. وعلى الرغم من امكانية الإصابة بهذا الاضطراب صيفا، فإن الهيئة الصحية الأميركية تؤكد أنه مرتبط بموسم الشتاء. ولحد الآن لم يتمكن الباحثون من فهم أسباب هذا الاضطراب الا أن بعض النظريات تشير إلى ان المصابين به ينخفض لديهم مستوى هرمون السعادة السيروتونين في الخلايا العصبية خلال موسم الشتاء، كما يمكن ان يعانوا من فرط في انتاج هرمون الميلاتونين ما يولد لديهم الشعور بالخمول.
والاكتئاب الموسمي مرتبط أيضا بنقص فيتامين د في الجسم، وهو فيتامين ضروري لانتاج هرمون السيروتونين، كما أثبتت دراسات علمية توافر علاقة بين نقص هذا الفيتامين والأعراض العامة للاكتئاب.
العلاج ضروري
تقول الأستاذة المساعدة في جامعة ميشيغان حنان هوفمان إن أعراض هذا الاضطراب يمكن أن تكون قاسية ومرهقة ومربكة، ويمكن أن تؤثر في الحياة اليومية. أما الاختصاصي في اضطرابات المزاج أندرو لوشتر فيؤكد أيضا أهمية التعامل مع الاضطراب الموسمي كشكل آخر من أشكال الاكتئاب الذي علينا أن نعالجه.
متى نستشير الطبيب؟
إن كنت تعتقد بانك مصاب باكتئاب موسمي فعليك أن تستشير اختصاصيا وإن لم تكن متأكدا. تشير الخبيرة هوفمان إلى أن الشعور بعدد من هذه الاعراض يمكن أن يكون علامة تحذيرية تستدعي استشارة الطبيب وهي: الخمول وفقدان الحماسة والاكتئاب والشعور بالغضب وسوء المزاج، بالاضافة إلى تغير العادات الغذائية والوزن والإصابة بالأرق والتعب بعد الاستيقاظ والشعور بالذنب وبأنك محطم.
العلاج الفعال
يمكن تقسيم علاج الاكتئاب الموسمي عموما إلى فئات عدة رئيسية، وقد يوصي الأطباء باتباع علاج أو أكثر للمساعدة في السيطرة على الأعراض. وفيما يلي أبرز العلاجات:
1 – الضوء
يتضمن العلاج بالضوء الجلوس أمام صندوق ضوء ساطع للغاية لمدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة في اليوم، والهدف من هذه الطريقة هو تعويض نقص ضوء الشمس الطبيعي في الشتاء. وصناديق الضوء هذه أكثر سطوعا بحوالي 20 مرة مقارنة بالإضاءة الداخلية العادية. وتقول هوفمان: إن العلاج بالضوء يكون أكثر فاعلية عند استخدامه في الصباح، وفي موعد لا يتجاوز الساعة الواحدة ظهرا، إذ يلاحظ معظم الناس تحسنا في أعراضهم ما بين أسبوع إلى أسبوعين بعد بدء العلاج، ولكن من المهم الاستمرار في ذلك.
2 – العلاج النفسي
يُعرف أيضا باسم «العلاج بالكلام»، وقد ثبت أن جلسات العلاج النفسي مرتين في الأسبوع «تقلل من أعراض الاكتئاب الموسمي». وتشير د. هوفمان إلى أن العلاج النفسي يعمل أيضا بشكل جيد مع العلاج بالضوء.
ووفق المعهد الأميركي للصحة العقلية فإن العلاج المعرفي السلوكي، مصمم لمساعدة الأشخاص على تعلم التعامل مع المواقف الصعبة، وقد تم تصميمه خصيصا للمرضى الذين يعانون الاكتئاب الموسمي، وعادة ما يتم ذلك في جلستين جماعيتين أسبوعيتين لمدة ستة أسابيع لاستبدال الأفكار السلبية المتعلقة بموسم الشتاء. ويستخدم أيضا التنشيط السلوكي لمساعدة المصابين في العثور على أنشطة ممتعة تسمح بتعديل مزاجهم.
3 – الأدوية المضادة للاكتئاب
يشير الدكتور لوشتر إلى أن بعض مضادات الاكتئاب يمكن أن تستخدم في علاج الاكتئاب الموسمي. كما وافقت إدارة الغذاء والدواء FDA أيضا على مضاد للاكتئاب يسمى بوبروبيون، يمكن أن يساعد في منع النوبات الرئيسية من الاكتئاب الموسمي عند تناوله يوميًا من الخريف حتى الربيع.
4 – فيتامين د
يمكن أن تساعد مكملات فيتامين د المرضى الذين يعانون نقصا في هذا الفيتامين، وفق المعهد الاميركي للصحة العقلية، لكن دراسات علمية أكدت أن فيتامين د ليس لديه اي تأثير على أشخاص آخرين لا يعانون هذه المشكلة.
غيّر نمط حياتك
يوصي الخبراء بتعديل نمط الحياة لعلاج الاكتئاب الموسمي وبينها:
◄ حاول أن يكون محيطك أكثر إشراقًا من خلال الحرص على فتح الستائر والجلوس بالقرب من النوافذ الساطعة أثناء النهار.
◄ اخرج للشارع قدر المستطاع.
◄ مارس الرياضة بانتظام.
◄ غيّر نمط نومك من خلال تحديد أوقات الاستيقاظ والنوم.