حسم 4 قضايا يسهم في نجاح العام الدراسي الحالي
أكد عدد من التربويين انه بعد مرور أكثر من شهر على العودة الشاملة للدراسة لا تزال هناك الكثير من السلبيات التي يجب على وزارة التربية معالجتها وإيجاد حلول لبعض القضايا العالقة من أجل نجاح العام الدراسي الحالي، مشيرين إلى أنه ليس خافيا أن الوزارة واجهت بعض التحديات غير انها في كل الاحوال قبلت التحدي وتجاوزته في قرار الحضور الطلابي الكامل الذي اعاد الحياة مرة اخرى للتعليم بعد توقف استمر عامين بسبب جائحة كورونا. وقال التربويون لـ «الأنباء» إن نجاح العام الدراسي الحالي يجب ألا يكون مرهونا بالعودة الشاملة، وإنما بحسم أبرز القضايا والملفات وهي الآن على مكتب وزير التربية، مشيرين إلى ان الإدارات المدرسية والمعلمين اصبحوا يخوضون معترك التحديات لاسيما وان عدد الاسابيع التعليمية لا تتجاوز العشرة اسابيع، مع معالجة للفاقد التعليمي ومحو اثره الذي يحتاج إلى متابعة مكثفة من التوجيه وزيارات مقننة لهم للمدارس لمتابعة الحصص وأداء المعلمين وخاصة المعلمين الجدد الذين يحتاجون الرعاية والتوجيه المستمر لتنميتهم مهنيا ليتمكنوا من أداء رسالتهم ومهامهم. وأوضحوا ان هناك مدارس لا يوجد بها موظفون بتخصصات معينة ومدارس بها عدد فائض عن الحاجة، مؤكدين على ضرورة زيادة عدد عمال النظافة في المدارس وتوفير وسائل النقل (الحافلات) للمدارس. في السطور التالية تفاصيل آرائهم:
في البداية، أكد عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين د ..منصور العبدلي إن وزارة التربية تجاوزت مرحلة كانت محل رهان صعب للغاية بالعودة الشاملة في ظل التخوف من عدم استكمال الاستعدادات، وكان لهذه العودة تأثيرها الإيجابي على المجتمع بالكامل والعودة الطبيعية للحياة، ولو استعرضنا الإيجابيات لوجدناها عديدة، فعلاوة على ما أشرت إليه في البداية من التأثير الإيجابي في المجتمع، فإن الآفاق العلمية عادت من جديد لتأخذ حيزها من الوجود والاهتمام بعد أن تعطلت بشكل كبير خلال فترة «كورونا» وعادت فيها الحياة بشكل محدود في فترة العودة الجزئية، لافتا إلى انه الآن أصبح التحصيل العلمي للطالب متكاملا ووفق خطط دراسية مستقرة ومناهج واضحة ونظام تعليمي ثابت والتزام بالحضور اليومي، وهذا ما كان له مردوده الإيجابي حتى على مستوى أولياء الأمور الذين عانوا ما عانوه خلال فترة انقطاع أبنائهم عن المدارس بشكل كامل أو بشكل جزئي.
واضاف العبدلي أنه من الإيجابيات أيضا أن الإدارات المدرسية والأسر التعليمية والإدارية في المدارس عادت هي أيضا من جديد لتمارس دورها الوظيفي الكامل وواجباتها ومسؤولياتها وبما ساهم في تعزيز الروح المهنية التي اهتزت كثيرا بسبب الانقطاع.
اما بالنسبة للسلبيات، فذكر العبدلي أنه لا بد من الإشارة وبكل بأمانة وشفافية إلى أن مستوى الإيجابيات كان الأعلى من السلبيات ولن نختلف حول وجود بعض جوانب وأشكال القصور في الاستعدادات المدرسية خاصة مع بدء دوام الهيئات التعليمية والإدارية في المدارس ولكن بدأت الأمور تتحسن شيئا فشيئا في الوقت الذي تأثرت فيه الكثير من القرارات الوزارية والمعنية بوزير التربية وفي تسكين الوظائف القيادية والإشرافية والانتهاء من توقيع العقود بالنسبة لأعمال الصيانة وتوفير العمالة وخلافه وذلك لظروف استقالة الحكومة وتشكيل حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال ثم الانشغال بانتخابات مجلس الأمة أعقبها تشكيل الحكومة واختيار وزير جديد للتربية، وكل ما نتطلع عليه في ظل استقرار الوضع السياسي على مستوى الحكومة ووجود وزير جديد للتربية هو أن تعطى الأولية لمعالجة كل القضايا المهمة والعالقة حسب مدى تأثيرها، متمنيا ان يضع وزير التربية د.حمد العدواني في اعتباره الأول أن مسؤولياته في تصحيح المسار التعليمي لن تكون سهلة وسيواجه الكثير من التحديات والصعوبات، وإن نجاح العام الدراسي الحالي يجب ألا يكون مرهونا بالعودة الشاملة، وإنما بحسم أبرز القضايا والملفات وهي الآن على مكتبه.
معالجة الفاقد التعليمي
من جانبه، قال مدير ثانوية الراعي النميري للبنين صلاح الصانع: الحمد لله اولا واخيرا على العودة الكاملة للتعليم، فلا يخفى على احد مميزات وايجابيات انتظام التعليم للصحة النفسية والجسدية للنشء والمجتمع، مشيرا الى انه تلمس الجميع اهمية دور المعلم والتعليم خصوصا عندما كانت الاسر تتابع دخول ابنائها للفصول وتحرص على تعليمهم خلال التعليم عن بُعد.
واضاف: رجونا اتقان البدايات وللاسف فقد بدأنا متأخرين عن الجميع واصبحنا آخر العائدين للتعليم دون مبرر يذكر، فالتعليم الخاص استأنفوا تعليمهم في اواخر شهر اغسطس والتعليم العام بدأ في أول اكتوبر وسط دهشة المختصين والعاملين، فالبدايات المبكرة من اولى توصيات التخطيط ولكننا قررنا إن نتأخر دون توضيح للاسباب، فأصبحت الادارات والمعلمين يخوضون معترك التحديات، مشيرا الى ان عدد الاسابيع التعليمية لا تتجاوز العشرة اسابيع، مع معالجة للفاقد التعليمي ومحو اثره، واختبار للدور الثالث بدأت في الاسبوع التعليمي الثالث مما يعني انقطاع هؤلاء الطلبة عن التعليم الى حين اصدار نتائجهم فتكون دراستهم قليلة ويستمر ضعفهم كما ان امتحانات نهاية الفترة الاولى مبكره في غير وقتها المعتاد.
واكد الصانع أنه اذا كان هناك نجاح فيحسب لأهل الميدان التربوي من معلمين وادارات مدرسية الذين نجحوا بامتياز واقتدار في ادارة التعليم خلال هذا الشهر فشكرا معلمي.
الصيانة وتوزيع الكتب
من جهتها، قالت مديرة مدرسة عائشة المضاحكة ابتهاج الشمري: لله الحمد بمتابعة وزارة التربية وتهيئة جميع المدارس للعودة من تجهيزات للأثاث المدرسي وعمل صيانة ومتابعة جادة لصيانة التكييف وتوزيع الكتب للمدارس وتزويدها بكل النواقص من أعداد الهيئة الادارية والتعليمية وسد الشواغر مما سهل للمدارس العودة الشاملة وكما كانت وفي المسار الصحيح، مشيرة الى انه وبمتابعة القيادة المدرسية وعملها الجاد تم اعادة المناخ الدراسي في المبني المدرسي ولله الحمد والعملية التعليمية أفضل من قبل الآن، حيث يتمكن المعلم من أداء مهمته مباشرة وأداء رسالته من التعليم اضافة الى ان المتعلم يكتسب التوجيه من داخل الفصل مباشرة وأصبح قادرا علي اكتساب المعلومات والخبرات اللازمه في المرحلة التعليمية بصورة مباشرة وقادر على ممارسة الأنشطة التي تلبي احتياجاته وميوله والتمكن من تحقيق الأهداف التربوية المرجوة وغرس القيم التربوية لدى نفوس أبنائنا المتعلمين.
واضافت: بلاشك ان وزارة التربية نجحت في تحقيق العودة الشاملة بعد الاستعداد المسبق لها وتشكيل الفرق اللازمة والمتابعة المستمرة لعملها والتواصل المستمر بين المناطق التعليمية كمديرة الشؤون التعليمية ومراقبة التعليم مع الادارات المدرسية بما يعود بالنفع ويحقق مصلحة العمل، موضحة انه من السلبيات التي واجهناها في الميدان التربوي ما قبل العودة الشاملة النجاح التلقائي والتفوق الوهمي الذي ينذر بمخرجات سيئة للتعليم وحصول المتعلمين خلال كورونا نسب عالية دون جهد خاصة بالمرحلة الثانوية، وعند العودة الشاملة لاحظنا قلة من اولياء الامور وجدوا صعوبة في أوقات الانصراف للمتعلمين فربما لم تناسب البعض خاصة من لديه أكثر من ابنة وابن في أكثر من مرحلة دراسية وكذلك واجهنا صعوبة في المدارس بداية العام الدراسي لقلة عاملات النظافة لكن تم حلها وتدارك المشكلة بتوفير وبتعيين عمالة وأصبح بالامكان سد النقص من الصندوق المالي.
واشارت الشمري إلى ان المشكلة الآن تنحصر في الفاقد التعليمي الذي بحاجة الي متابعة مكثفة من التوجيه وزيارات مقننة لهم للمدارس لمتابعة الحصص وأداء المعلمين وخاصة المعلمين الجدد الذين يحتاجون الرعاية والتوجيه المستمر لتنميتهم مهنيا ليتمكنوا من أداء رسالتهم ومهامهم.
من جهتها، اكدت مديرة مدرسة الفوارس الابتدائية للبنين مريم المطيري انه في كل الاحوال فإن العودة الشاملة للدراسة شيء اسعدنا جميعا وهو الانتماء الكامل للمكان الاساسي للتعليم مع ضرورة الحرص على سلامة ابنائنا الطلبة، مشيرة الى ان بالعودة الكاملة يكون التحصيل العلمي وافيا وشاملا.
واوضحت المطيري انه رغم الايجابيات الكثيرة للعودة الشاملة غير ان هناك بعض الملاحظات والسلبيات التي تحتاج الى معالجة لاسيما ان بعض المدارس تحتاج الى صيانة وكذلك اوقات خروج المتعلمين في المراحل المختلفة في وقت واحد يسبب ازمة اضافة الى ان نسب النجاح متفاوته وحسب الامكانيات المتوفرة للمدارس ناهيك عن خدمات النظافة والهيئات التعليمية التي لا تغطي الأنصبة، متمنية ازالة كل هذه الملاحظات وان يكون عاما دراسيا ناجحا.
عمال النظافة ووسائل النقل
من جانبها، أعربت مديرة روضة المقدسي هبة الكندري عن سعادتها بعودة الطلبة الشاملة للمدارس قائلة: الحمد لله على العودة للحياة الطبيعية في البلاد والعودة الشاملة للدراسة والتي نتمنى استمرارها دون الرجوع إلى التعليم عن بعد أو نظام المجموعات.
واضافت: من وجهة نظري أرى أن للعودة الشاملة إيجابيات عديدة بالنسبة لرياض الاطفال منها انتظام يوم الأطفال من حيث النوم والاستيقاظ المبكر والانتظام في الحضور بشكل يومي مما يسهم في تنمية مهاراتهم في التواصل فيما بينهم واكتساب الخبرات التربوية والاجتماعية من المعلمات بالإضافة إلى المحافظة على نشاطهم البدني والعقلي من خلال التزامهم بالحضور، مشيرة الى ان ذلك يؤدي الى تجنب الأهالي من توتر بقاء الأطفال بالمنزل مما يضطرهم لمجالسة الأطفال وعدم قدرتهم على انجاز أعمالهم.
وذكرت الكندري أن للعودة الشاملة فائدة للمعلمة بأن تقدم الفترات دون تكرار وإعادة للدرس، فتكون الدروس والأنشطة متعددة مما يساعد على التنوع والإبداع في التعليم، مشيرة الى ان الامر لا يخلو من بعض السلبيات ومنها عدم تسكين الوظائف الاشرافية في العديد من المدارس مما نتج عنه تحمل بعض الإدارات أعباء ومسؤوليات مضاعفة والنقص في بعض الموظفين مثل: أمين مخزن، مجهزة أغذية، ومنفذة خدمة، مشيرة إلى حاجة الروضة لمعلمة للغة الإنجليزية ومعلمة للتربية البدنية ومعلمة للتربية الفنية ناهيك عن عدم وجود وسائل النقل الجماعي المدرسي في بعض المناطق التعليمية لتفعيل الأنشطة المدرسية الخارجية والرحلات المبرمجة وغير المبرمجة.
ودعت الكندري وزارة التربية إلى الإسراع في وضع الحلول المناسبة لحل هذه السلبيات وهي: البدء في وضع ضوابط ترشيح الوظائف الاشرافية لسد الشواغر في المدارس بأقرب وقت مع توفير معلمات بالتخصصات المذكورة سابقا وسد النقص في بعض الوظائف وتوزيع الموظفين بالعدل بين المدارس، لافتة الى ان هناك مدارس لا يوجد بها موظفون بتخصصات معينة ومدارس بها عدد فائض عن الحاجة. واكدت على ضرورة زيادة عدد عمال النظافة في المدارس وتوفير وسائل النقل (الحافلات) للمدارس وتخصيص حافلة ثابتة لكل روضة متمنية النجاح والتوفيق لجميع ابنائنا الطلبة.