إفطار #جمعية_الإرادة.. “سيمفونية فرحة ومحبة” بين مشاهير المملكة وموهوبيها
جدة– النخبة:
عسيري: لم آت لأدعمكم.. بل لأدعم نفسي بما لديكم من إرادة وعزيمة
باجسير: الصورة النمطية للإعلام تغيرت لنصبح صفًا واحدًا في قطار التنمية
المدني: فوجئت بهذه الطاقات وآمل في ظهور أكاديمية شاملة للموهوبين
اليافعي: هؤلاء الموهوبين جواهر ثمينة بحاجة إلى من يقدرهم حق قدرهم
العرياني: المملكة تمضي سريعًا نحو المستقبل بخطط مدروسة
د.عمار بوقس: أبناؤنا قادرون على المنافسة عالميًا
حظي حفل الإفطار السنوي لجمعية “الإرادة لدى الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة “الذي أقيم مساء الثلاثاء 6 رمضان 1439هـ الموافق 22 مايو 2018م، بـ”قاعة الشيراتون” في جدة، بحفاوة بالغة من رموز المجتمع السعودي من رجال أعمال وإعلاميين وصحفيين وفنانين ورياضيين ونجوم “السوشيال ميديا”.. والذين أعربوا جميعًا عن دعمهم للدور الذي تقوم به الجمعية في الارتقاء بواقع الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة، وحفزهم على تحقيق أحلامهم، وتفجير طاقاتهم الكامنة فيما يفيد مجتمعهم ووطنهم ككل.
الحفل الذي شارك فيه عديد من المشاهير من بينهم خالد قهوجي، دارين البايض، علي الحميدي.. وغيرهم، تحول إلى “سيمفونية فرحة” ظهرت على وجوه الموهوبين والموهوبات من أعضاء الجمعية المشاركين في حفل الإفطار، والذين عبروا بكلمات بسيطة ومشاعر جياشة عن امتنانهم لهذه الحفاوة الكبيرة من جانب المشاهير وضيوف الحفل، والذي يأتي كتقليد سنوي للجمعية بهدف كسر العزلة المجتمعية عن ذوي الإعاقة وتصحيح الصورة السلبية التي ترسبت في أذهان البعض عنهم.
وتضمن الحفل – الذي قدمه الإعلامي ياسر السقاف مجموعة من الفقرات بدأت بتلاوة عطرة لآيات الذكر الحكيم تلاها القارئ الشيخ سهل ياسين، وقدمت الفنانة سارة اليافعي والفنان سامي سليمان فقرة تمثيلية تحاكي الواقع المرير الذي يعيشه الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة.
ومن ثم ألقى الدكتور أنمار مطاوع ممثل جمعية “الإرادة” كلمة رحب فيها بضيوف الحفل، وأكد على أهمية مثل هذه اللقاءات مع الفاعلين في المجتمع والمشاهير في تخطي السلبيات المترسبة مجتمعيًا حول فئة ذوي الإعاقة، متطرقًا إلى رسالة الجمعية وأهدافها، وأبرز إنجازاتها، والدور المحوري الذي تقوم به في الارتقاء بمكانة الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة في مختلف أرجاء المملكة، مؤكدًا أن المشاركة الفاعلة للمشاهير والإعلاميين ورجال الأعمال في الحفل تؤكد مساندتهم لهذه الفئة، وحرصهم على أن تحظى بأفضل فرصة ليحققوا أحلامهم المشروعة، ويثبتوا للقريب والبعيد أنهم ليسوا مشاريع عجزة، بل مشاريع إنجاز وتميز وإضافة، سواء للذات أو للأهل والمجتمع أو للوطن ككل.
أتينا لندعم أنفسنا
إلى ذلك، قال الكابتن أحمد عسيري –لاعب نادي الإتحاد- إنه لم يشارك في حفل الإفطار بهدف دعم الموهوبين والموهوبات من أعضاء الجمعية، بل على النقيض من ذلك، موضحًا: كان الاعتقاد السائد لدى كثيرين أن ذوي الإعاقة منكسرون نفسيًا، ولديهم نفوس إنهزامية تميل إلى العزلة، لكن اتضح أن الحقيقة نقيض ذلك، فمن خلال معرفتي عن قرب ببعض الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة تبين لي أن لديهم إرادة وعزيمة تفوق ما لدى كثير من الأصحاء، ولذلك فإنني حينما أقول إنني جئت لأدعم نفسي من خلال التواجد جنبًا إلى جنب مع هذه الفئة، فإنني أستلهم منهم الإرادة والعزيمة والإصرار على اجتياز كل العقبات وتحقيق كل أسباب التميز والنجاح.
صحوة إعلامية
بينما أكد الإعلامي صبري باجسير أن الصورة الذهنية التي ترسخت لدى البعض عن ذوي الإعاقة أنهم قيود تعوق تحقيق التنمية، ولعب الإعلام دورًا سلبيًا في السابق نحو ترسيخ هذه الصورة النمطية، إلا أن ما حققوه من إنجازات بجهود بسيطة يوجب على صناع الإعلام الاعتذار لهم، والاعتراف بأنهم رموز للتحدي والعزيمة والنجاح.
وتابع قائلاً: بدأت في السنوات الأخيرة لاسيما مع إطلاق رؤية 2030 صحوة إعلامية تعيد تقييم جميع مفردات المجتمع ومكوناته، ومن ثم رسم صورة إعلامية جديدة ترتقي بجميع مكونات المجتمع، وتجعلهم صفًا واحدًا في قطار التنمية.
أكاديمية للموهوبين
أما الفنان فارس المدني فأكد أنه فوجئ بالطاقات الإبداعية الفريدة لدى عديد من أعضاء الجمعية، وأن هذا الأمر يفرض على الجميع التعاون لتقديم الفرصة كاملة لهم لبلورة مواهبهم وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم، معربًا عن أمله في أن تتبنى الجمعية مشروع أكاديمية شاملة تُعنى بهذه الفئة المتميزة من الموهوبين.
كنوز دفينة
بينما توجهت الفنانة سارة اليافعي بالشكر للقائمين على جمعية الإرادة، وعلى رأسهم الدكتور عمار بوقس، مؤكدة أنه لو لا جهوده الحثيثة للإرتقاء بالموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة لما سمع أحد عنهم، ولما كنا مجتمعين اليوم في هذا الحفل جنبًا إلى جنب مع كنوز دفينة من كنوز الوطن، وتحتاج إلى من يزيل عنها الغبار ليلمع بريقها ويشع نورها على كل ما حولها.
وأضافت: هؤلاء الموهوبين جواهر ثمينة بحاجة إلى من يقدرهم حق قدرهم، ويأخذ بأيديهم إلى النور، وأعتقد أن الفرصة الآن سانحة لاسيما مع الفكر الجديد الذي يسود المملكة حاليًا، والذي يضع نصب عينيه الارتقاء بكل مكونات المجتمع.
نحو المستقبل
بدوره، أكد الإعلامي صالح العرياني أن المملكة تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان تمضي سريعًا نحو المستقبل، من خلال خطط مدروسة تهتم بكل عناصر ومكونات المجتمع، وفي القلب من ذلك فئة ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن التجربة أكدت أنهم أكثر صلابة وإنجازًا من كثير من الأصحاء إن أتيحت لهم الظروف التي تمكنهم من تحقيق أحلامهم وترجمة مواهبهم على أرض الواقع.
وتابع قائلاً: هذه مسؤوليتنا كإعلاميين فاعلين في المجتمع، أن نتيح الفرصة أمامهم، وأن ندعم الجمعية في رسالتها النبيلة للارتقاء بأعضائها، والوصول بخدماتها إلى كل مكان على أرض المملكة.
قادرون على المنافسة عالميًا
وأخيرًا، أعرب د.عمار بوقس رئيس مجلس إدارة الجمعية، عن شكره الجزيل للحضور سواء من مشاهير المجتمع أو من أعضاء الجمعية، مؤكدًا أن المشاعر النبيلة التي لمسها للعام الثاني على التوالي تؤكد على الدور الريادي للرموز المجتمعية، وتحملهم مسؤوليتهم نحو فئة عزيزة من فئات المجتمع.
وتابع قائلاً: نحن في جمعية الإرادة لدعم الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة نمضي قدمًا نحو ترسيخ قاعدة متميزة من المبدعين من هذه الفئة يمكن المنافسة بهم ليس على المستوى المحلي أو الإقليمي، بل وعلى المستوى العالمي أيضًا، مؤكدًا أن المملكة في عهدها الجديد قادرة على أن تنجب من ينافس الفيزيائي الراحل “ستيفن هوكينغ”، لدينا من هم قادرون على أن يكونوا في يوم من الأيام مثل “توماس إديسون” الذي عانى من مشاكل في السمع في سن مبكرة.. ولدينا من هن قادرات على تكرار تجربة رمز الإرادة الإنسانية “هيلين كيلر”، وكذلك “جون ملتون”، وغيرهم من رموز الإرادة والتحدي.. متى توفرت الإمكانات لذلك فلا ينقصنا شيء لقهر المستحيل، وهذا ما نعمل عليه بدأب وإصرار في جمعية الإرادة.