عُري وشذوذ وشتائم .. النجمات الوافدات حولن #الدراما_الكويتية لـ #الكبار_فقط!
الكويت – النخبة:
تعرضت الدراما الكويتية في الآونة الأخيرة إلى هجوم حاد وانتقادات شديدة، على الرغم من أن هناك تجارب درامية ناجحة استطاعت لفت أنظار المشاهدين إليها، إلا أن التجاوزات من بعض الفنانين والفنانات المصريين والعرب المحسوبين على الدراما الكويتية، إضافة إلى الاتهامات المعتادة والمكرّرة كانت حاضرة هذا الموسم وبامتياز، وأهمها ضعف النصوص وعدم التجديد والتكرار والظهور في عدّة أعمال دون الاهتمام بالجودة والتركيز على البكائيات في مقابل الكوميديا السطحية.
وسادت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بالكويت، بسبب مشهد خادش للحياء في أحد المسلسلات ما دفع رواد موقع التدوين المصغر “تويتر” إلى تدشين هاشتاج بعنوان “أوقفوا مسلسلات رمضان الهابطة”، جاء ضمن التريندات الأكثر تداولاً في الكويت.
وطالب رواد “تويتر” بضرورة وقف هذه المسلسلات في شهر رمضان المبارك، مطالبين وزير الإعلام الجبري بضرورة التدخل في الأمر.
وتسبب المشهد الذي يظهر فيه الفنان الكويتي «عبدالله السيف» الذي كان يجسد شخصية «عبدالله» في غرفة النوم؛ حيث حاولت «نجلا» التي جسدت دورها «جيسي عبدو»، الإيقاع به في شباكها بإغوائه، بطريقة اعتبرها الجمهور «فجة وغير مقبولة».
وهاجم كثيرون الممثل الكويتي، متسائلين كيف قبل أداء هذا المشهد بهذا الشكل، وكيف مررته الرقابة الكويتية، وطالبوا بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن تمرير المشهد، معتبرين أن المسلسل يحرض على الدعارة، ويخالف للقيم والآداب وأخلاق المجتمع الكويتي.
أمام مفترق طرق
إلى ذلك، يؤكد الناقد عبدالمحسن الشمري أن الدراما الكويتية أمام مفترق طرق، حيث ستشهد الساحة انسحاب بعض المنتجين مرغمين، لأنهم لن يتمكنوا من تسويق أعمالهم على بعض الفضائيات، وسيكون امامهم طريق واحد للاستمرار في الإنتاج من خلال التعاون مع تلفزيون دولة الكويت لضمان مستحقاتهم المالية، خاصة أن العديد من الفضائيات الخليجية بدأت طريق الإنتاج الدرامي.
يقال إن أزمة الدراما ستتواصل وربما نشهد متغيرات عدة في دراما عام 2019، وهو أمر يقلق العديد من المنتجين على الساحة المحلية، وربما يكون أمام بعض الممثلين اللجوء إلى الدراما الخليجية للبقاء في الصورة، وفي هذه الحالة لا شك أنهم سيتنازلون عن جزء من أجورهم.
مكررة ومستنسخة
ويقول الكاتب عبدالوهاب العريض: دراما اليوم اختلفت كثيراً عن الأمس، فنجد أن هناك غياباً واضحاً لمسلسل تستطيع متابعته طوال الشهر بعيداً عن ذكر مسلسل محدد، إنما تلك التي تقدم لك التاريخ الحقيقي بقالب درامي مفيد، بينما نجد اليوم قصصاً مكررة ومستنسخة من قناة لأخرى، مع تغيّر الممثلين والشكل الإخراجي. كما نفتقد تلك الدراما التي يخرج منها المتابع بمعلومة مفيدة أو رؤية حقيقية لمشاكل مجتمعية، ولا نجد أمامنا سوى نصوص ضعيفة أمام شاشات عملاقة تدفع الملايين لإنتاج مسلسل خال من الأهداف والأفكار الواضحة، بل تذهب إلى معالجات خالية من الواقع الذي نعيشه، ويلاحظ أن هناك إغراقاً في ترويج «التفاهة» الكوميدية ما بين الماضي والحاضر، وتسلط الأضواء على شخصيات «شاذة» مجتمعياً من خلال سلوكها، لتمنحها دور البطولة، فيعتقد المشاهد أنها ظاهرة في مجتمعاتنا الخليجية.
تفسد الذوق السليم
الخبيرة التربوية د. لطيفة الكندري، وهي مديرة مركز الطفولة والأمومة سابقاً، تقول «اطلعت على عدة مشاهد تلفزيونية لمسلسلات محلية وآلمتني تلك اللقطات والنقلات الحوارية غير الموفقة، حيث تم استخدام كلمات شعبية نابية، وترديد جمل فجة وغير لائقة من حيث المضمون والشكل، ولا تليق بالمشاهد لاسيما شريحة الشباب والأطفال. تلك اللقطات من عدة مسلسلات يجب أن نقف عندها لأنها تفسد الذوق السليم، هالني رؤية الأطفال واقحامهم في مشاهد لا تتفق مع أعمارهم وبراءة طفولتهم والقيم الفاضلة، تلك المشاهد تتناقض مع أسس التربية الحميدة خاصة دعوات الآباء على الأبناء وردود الأفعال المتشنجة».
مسار معاكس
ومن الملاحظ أن عديد من الفنانات المصريات، اخترن مسارًا معاكسًا في مجال الفن بعيدًا عن هولييود الشرق، محققات شهرتهن من خلال عملهن خارج إطار السينما والدراما المصرية، بل إن الكثير منهن لم يسبق لهن العمل من قبل في أعمال مصرية، وكانت وجهتهن تحديدا نحو الخليج وخاصة الدراما الكويتية التي تستقطب العديد من النجمات العربيات، واكتسب الكثير منهن شهرة واسعة بين الجمهور الخليجي، معتمدات على اتقانهن للهجة الكويتيية، حتى ظن الكثيرون أنهن من أبناء الكويت كالفنانة أسمهان توفيق وهبة الدري وعبير أحمد ونور الغندور وعبير الجندي ولمياء طارق، وغيرهن من الفنانات اللاتي يصنفن كنجمات خليجيات، ولجوء بعض المخرجين إلى إسناذ أدوار بعينها إليهن مما لا تقبل بها الفنانات المواطنات.
وتعد الفنانة أسمهان توفيق التي تحمل الجنسية المصرية إلى جانب الفلسطينية أقدم هؤلاء الفنانات، فقد بدأ مشوارها الفني على مسرح الكويت مطلع الستينات من القرن الماضي، وهي تعد واحدة من بين أشهر الفنانات الخليجيات اللاتي أدين دور الأم، وكان أول عمل درامي لها مسلسل “لعبة الأيام”، ومن بين أبرز أعمالها كذلك مسلسل “الوجه المستعار”، و”حكاية روح روحي” و”دموع الرجال”، وغيرها. وخاضت توفيق أيضا مجال التأليف والإخراج الدرامي، ولها مشاركة وحيدة في الدراما المصرية من خلال مسلسل “فرقة ناجي عطالله” مع النجم عادل إمام.
وظلت توفيق المصرية تعمل بمفردها في الدراما الخليجية لعدة سنوات حتى بدأ توافد جيل آخر من الفنانات المصريات بداية من منتصف ثمانينات القرن الماضي، من بين هؤلاء الفنانة أمل عباس التي تحمل الجنسيتين المصرية والعراقية، وقد عملت عباس في الدراما الخليجية منذ ثمانينات القرن الماضي عبر مشاركتها في بعض الأدوار الصغيرة، غير أن تجربتها الحقيقية بدأت من مسلسل “الحيالة” الذي نجحت فيه بأدائها دور “حكيمة” مع خالد النفيسي، وكانت آخر مشاركاتها من خلال دور أم عدنان في المسلسل الكويتي “اليوم الأسود” الذي عرض أخيرا في رمضان.
ومع تطور صناعة الدراما الخليجية، خاصة الكويتية، في فترة التسعينات من القرن العشرين تزايدت أعداد الفنانات المصريات الوافدات، ومن بينهن على سبيل المثال الفنانة عبير أحمد التي شاركت بقوة في الدراما الخليجية من خلال العديد من الأعمال اللافتة، والتي كان من بينها مسلسل “الأصدقاء” ومسلسل “دروب الشك” و”المقاصيص” و”ريحانة”، كما عملت لفترة كمقدمة برامج في تلفزيون الكويت، وكان مسلسل “كالوس” من آخر الأعمال التي عرضت لها في بداية العام الجاري.
أما الفنانة هبة الدري التي بدأت مشوارها الفني في الكويت عام 1997 وهي في سن الثالثة عشرة من خلال مشاركتها في المسلسل الكويتي “القرار الأخير”، فتعد اليوم واحدة من أبرز نجمات الخليج اللاتي تسند لهن أدوار البطولة.
ودرست الدري الطب في جامعة الإسكندرية، لكنها تفرغت في ما بعد للتمثيل وتزوجت من الفنان الكويتي نواف العلي، ولها أكثر من أربعين عملا دراميا وحوالي عشرين مسرحية من بينها “عنبر و11 سبتمبر” و”عالمكشوف”.
كما شاركت خلال الموسم الرمضاني المنقضي في عملين دراميين هما “كحل أسود.. قلب أبيض” مع عبدالله السيف وعبدالمحسن النمر وبثينة الرئيسي، ومسلسل “إقبال يوم أقبلت” مع الفنانة هدى حسين وصلاح الملا.
وبين أبرز الفنانات اللاتي يحملن الجنسية المصرية تأتي كذلك الفنانة لمياء طارق التي بدأت مشوارها الفني في تسعينات القرن الماضي، وشاركت في العديد من المسلسلات الخليجية التي كان من أبرزها “زمن الإسكافي” و”القدر المحتوم” و”أميمة في دار الأيتام” و”كسر الخواطر”.
وتشارك أيضا الفنانة نادية كرم، وهي شقيقة الفنانة عبير أحمد، في الدراما الخليجية منذ منتصف تسعينات القرن العشرين، ولها العشرات من الأعمال الدرامية، لكنها عرفت تحديدا من خلال مشاركاتها المسرحية المتميزة ومن بينها مسرحيات “حكم الحاس” و”فضيحة” و”سوبر ستار”، ومن بين المسلسلات التي شاركت فيها مسلسل “اثنان على الطريق” و”زمان الإسكافي” و”زحف العقارب” و”زماني على كيفي” و”بياعة النخي”.
أما الفنانة منى عبدالمجيد التي تحمل الجنسيتين المصرية والعراقية، فقد بدأت حياتها الفنية كمساعد مخرج في عدد من الأعمال الدرامية والمسرحية، لتتفرغ للمثيل في ما بعد، ولها العشرات من الأعمال الدرامية والإذاعية والمسرحية.
وتأتي النجمة نور الغندور كأحدث هؤلاء النجمات، وهي التي بدأت نشاطها في تلفزيون الكويت كمقدمة برامج، لتقتحم بعد ذلك مجال التمثيل بقوة من خلال
مشاركتها في مسلسل “سكن الطالبات” عام 2013، والذي تبعته بعدد آخر من المسلسلات من بينها مسلسل “المدرسة”، ومسلسل “بين قلبين” و”حياة ثانية”، وعرض لها في رمضان المنقضي مسلسل “اليوم الأسود”.
ومن بين الفنانات اللاتي حملن الجنسية المصرية من اعتزلن التمثيل بعد أن تركن بصمات واضحة في الدراما الخليجية، كالفنانة عبير الجندي التي كانت لها إسهامات قوية في المسرح والدراما الخليجية منذ ثمانينات القرن الماضي، وكذلك الفنانة نسرين أحمد التي بدأت مشوارها الفني من خلال مسلسل “سوق المقاصيص” في عام 2000، وتبعته بعدد محدود من الأعمال قبل أن تعتزل العمل التلفزيوني نهائيا وتكتفي بالعمل كمعدة برامج في تلفزيون الكويت، وأيضا الفنانة رشا مصطفى التي بدأت مسيرتها الفنية من خلال مشاركتها في مسلسل “قاصد كريم” عام 1993، ومن أعمالها الدرامية “المنقذون” و”سابع جار” و”دروب الشك”، كما أن لها مسرحية وحيدة بعنوان “روبن هود”.