إلى أمّة إقرأ .. بقلم / دانة العلي
بما أننّي أحب القراءة، ورغم أننّي قرأت الكثير سأظلم نفسي لو قلت أننّي أعرف كل شيء؛ لأنّي مهما عرِفت لم أعرف إلّا القليل. بالنسبة لقُرّاء اليوم والذين للأسف الشديد عددهم محدود جداً. في الأجيال السابقة، ولما نذهب بعيداً، الجيل الذي يسبق جيل اليوم كانوا يتفاخرون بعدد الكُتب التي يقرؤونها. ما المشكلة التي نعانيها من قرّاء جيل اليوم؟ أن الكُتب أصبحت “ترند” .. لا يشترون إلّا كُتب المشاهير ويتفاخرون بتوقيع المشهور على كتابه. وياليتَ لو كانت شهرته أتت من تميزه عن غيره ولأنه إنساناً مبدعاً .. ولكنه لم يفعل إلّا أنه اقتبس حديث الكثيرين وطرحه بأسلوبه الذي جذب عدداً كبيراً من الناس الذين للأسف لا وعي لهم أن مبتغى هذا المشهور التسويق والربح فقط. لما لا نقرأ لعُلمائنا؟ لما لا نقرأ على سبيل المثال لكتابات زرادشت التي شملت معاني الإنسان المبدع والأخلاقيات ، لما لا نقرأ للفلاسفة العظماء وإبن خلدون؟ لما تذهبون دائماً للكُتب البسيطة وللكاتب الذي يملك تحت إسمه سمة “مشهور” .. وأنا لا أعني أن لا نشجع هذا النوع من الكُتب ولكن للأسف التركيز الكامل أصبح لهم فقط. وإن لاحظتم في أغلب المكتبات تُهمل الكُتب القديمة المهمة والمثمرة تحت الطاولات وتأتيها طلبات مخصصة. لما لا نعكس الآية ونصبح نحن العلم لأجيالنا القادمة ونجعل التاريخ يكتُبنا بدل أن نكتُب أرقاماً ضخمة في بُنوك المشاهير على حساب عقولِنا. قيل لأرسطو : كيف تحكم على الإنسان؟ قال : أسأله كم كتاباً قرأ؟ وماذا يقرأ؟ .. وقال أرنولد : ليست العبرة في كثرة القراءة ، بل في القراءة المُجدية. لا تظلمو عقولكم وغذّوها بالقراءة المُثمرة.