الغامدي: حديث لا يحبني إلا مؤمن ضعيف.. ويكشف السبب
نشرت صحيفة إرم نيوز مقالا لعضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق الدكتور أحمد الغامدي بعنوان ضعف حديث “لا يحبني إلا مؤمن”. ونص المقال على:
“أخرج مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنّه لعهد النبي الأمّي إليّ أنّ لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.
قلت: هذا الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن، وذلك لما يلي:
أولا: تفرد بروايته الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر عن علي، والأعمش مدلس وفيه تشيع والثابت أنه رواه بالعنعنة وعنعنة المدلس لا تقبل ورواية غير الأعمش له عن عدي لم تصح، ذكر هذا البزار والذهبي في السّير والدار قطني في عِلَله وأبو حاتم في العلل.
فالأعمش، فيه تشيع، وهو مشهور بالتدليس، وقد كان يدلس عن الضعفاء وربما دلّس تدليس التسوية.
قال ابن المبارك: (إنما أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش).
ونقل ابن عبد البر في التمهيد عن أئمة الحديث عدم قبول تدليس الأعمش.
ثانيا: أن هذا الحديث مداره على عدي بن ثابت وهو رافضي مبتدع غال مفرط في التشيع ومن كبار دعاته، قال ابن معين: شيعيٌّ مُفرط، وقال الدار قطني: رافضيٌّ غال.
والمتقررعند أهل الرواية عدم قبول رواية الداعية المبتدع فيما ينصر بدعته، أطلق ذلك المتقدمون.
قال ابن سيرين: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، حتى وقعت الفتنة، فلما نظروا من كان من أهل السنة أخذوا حديثه، ومن كان من أهل البدعة تركوا حديثه).
وقال ابن حِبّان في المجروحين: (الداعية إلى البدع، لا يجوز أن يُحتَجّ به عند أئمتنا قاطبة، لا أعلم بينهم فيه خلافا).
ثالثا: أن متن هذا الحديث فيه نكارة، فقد ثبت بحق الأنصار جميعا لا واحدا بعينه أنه لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، وذلك لعظم منزلتهم في تأسيس الإسلام ونصرتهم لله ورسوله في الدين وإيواء الرسول والمهاجرين، ولعلي فضائل عظيمة لا شك إلا أن القول بإيمان كل من يحبه مطلقا محل نكارة فقد ادعى حب عليا قوم لا دين لهم، فكيف لا يحبه إلا مؤمن، كما أنه قد أبغضه قومٌ لأسباب دنيوية ولم يُكَفّر أحدٌ بذلك.
وبالضرورة من دين الإسلام نعلم أن محمداً رسول الله أفضل من عليٍّ بلا شك، وقد أحبه كثيرون وهم على الكفر، فعم رسول الله أحبه ونصره ودافع عنه ومات على الكفر ولم يحكم له بالإيمان لمجرد محبته له.
فهذا الحديث ضعيف لنكارة متنه ولتفرد الأعمش به وهو مدلِّسٌ رواه بالعنعنة، ولكونه من طريق رافضي داعيةٍ غالٍ عدي بن ثابت، عن علوي وهو زر بن حبيش.
وقد اعترض بأن الأعمش صرح بالتحديث فيه عند العدني ورد بأن الراوي عن الأعمش يحيى بن عيسى وهو ضعيف جدا، قال عنه ابن معين: لا يُكتب حديثه، وتفرده بذلك عن أصحاب الأعمش الثقات يثبت بطلان ذلك فهو ممن لا يُعتبر به.
واعترض بأن شُعبة روى هذا الحديث عن الأعمش، ورد بأن ذلك لم يصح، فقد تفرد بتلك الرواية حسان بن حسان، وهو ضعيف، وتفرده عن أصحاب شعبة الثقات به دال على بطلانه، ولذلك جزم أبو حاتم الرازي في علله باستحالة رواية شعبة لمثل هذا.
واعترض بأن الأعمش توبِع على روايته ففي حلية الأولياء، رواه كثير النواء وسالم بن أبي حفصة عن عدي عن زر بن حبيش عن علي قال رسول الله: إن ابنتي فاطمة يشترك في حبها الفاجر والبر وإني كتب إلي أو عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
قلت: هذا إسنادٌ شديد الضعف، فكثير وسالم من غلاة الشيعة وضعفهم شديد ولا يعتبر بهم أصلا.
قال أبو نعيم: (وممن روى سوى ما ذكرنا: الحكم بن عتيبة وجابر بن يزيد الجعفي والحسن بن عمرو الفقيمي وسليمان الشيباني وسالم الفراء ومسلم الملائي والوليد بن عقبة وأبو مريم وأبو الجهم والد هارون وسلمة بن سويد الجعفي وأيوب وعمار ابنا شعيب الضبعي وأبان بن قطن المحاربي).
قلت: كتاب الحلية مليء بالموضوعات والأباطيل، ولم يصح شيء مما ذكره.
كما زعم أبو نعيم بأن عدي بن ثابت لم يتفرد بالحديث، فقال: (رواه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن موسى بن طريف عن عبادة بن ربعي عن علي مثله).
قلت: عبد الله بن عبد القدوس أبو صالح الكوفي. قال يحيى: ليس بشيء، رافضي خبيث. وقال النسائي: ليس بثقة، وهذا جرح شديد، لا يقبل منه هذا.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط من طريق الشيعي محمد بن كثير الكوفي، وهو ضعيف جداً قد حَرّق أحمد حديثه.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده من طريق الشيعي أبو نصر عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري وهو شيعي ضعيف.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد في أحد هذه الأسانيد عن ابن عباس: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. إلا أن في ترجمة أبي الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري أن معمراً كان له ابن أخ رافضي فأدخل هذا الحديث في كتبه.
وقد روى عدد من كذابي الشيعة شواهد أخرى له ذكرت في ميزان الاعتدال، ولسان الميزان، والكامل، وكتب الموضوعات، وهذه الشواهد كلها لا قيمة لها لأنها صدرت عن كذابين وغلاة في الرفض والتشيع، فهذا حديث ضعيف الإسناد منكر المتن لم يصح.
المصدر: إرم نيوز.