عبدالله العليان يكتب : هاتف ابي …
هاتف ابي …
بعد وفاة والدي غفر الله له في 29 مايو 2017 اصبح هاتفه معي ، وليست المرة الاولى التي يصبح فيها هاتفه لدي ، فكان رحمه الله اذا سافر الى اي بلد يترك هاتفه معي لأجيب على المكالمات وانظم له المواعيد ، واذكره بهم بعد عودته ، فكنت سكرتيراً له ، كنت احب ان اسمع اصوات اصدقائه ودعائهم له احببت كل من احبهم ويحبوه ، ولكن لا اعلم ما بال الهاتف فربما اصبح قديماً او بدأ يخرف.
فلا زلت اذكر رنين ذلك الهاتف في منتصف التسعينات عندما كان يشغل منصب مدير تحرير مجلة اليقظة كان لا يصمت الهاتف مما يسبب الازعاج والارهاق ، واذكره عندما انشئ جريدة خدمات الإعلانية كان لا يزال الهاتف يصدح وكنت اعتقد لو كان الهاتف انساناً لنشف “ريقه” من كثر الاتصالات.
واستمر هاتفه بالرنين والرنين … الو الدكتور موجود ؟ ، بلغه بو فلان … نعم ذلك هو الوزير السابق وذاك النائب وهذاك رجل الاعمال وذاك صديقه المقرب البسيط ، كان هاتفه يجمع كل اطياف المجتمع من الوزير الى الغفير.
ولكن لا اعلم ما به هذا الهاتف فربما اصبح قديماً أو ربما فيه خلل من الشبكة فلم يرن ذلك الهاتف منذ انتهاء مراسم التشيع والعزاء حتى أنتي اتصلت على شركة الإتصالات لاستفسر إن كان الهاتف يعمل أم فصل واجابني بأنه يعمل ، لم اسمع صوت ذلك الصديق يسأل عن احوالنا ، ولم يتصل ذلك الوزير للاطمئنان ، لا تصل من الرسائل الا “جمعة مباركة” من اشخاص لا يتعدون اصابع اليد الواحدة … ربما لا يستطيعون كتم مشاعرهم عند الاتصال ولكن اتمنى مثلما كان مهماً في حياته وخصصوا الساعات لـ لقاءه أت يخصصوا جزءً من الدقيقة للدعاء له.
عبدالله جاسم العليان