ابنك فريسة للمخدرات.. عبر الألعاب الإلكترونية
لم يتوقع «أبو حمد» أن ابنه الجالس في غرفته ويلعب ألعاب الفيديو يمكن أن يكون فريسة سهلة للمخدرات ومروجيها وهو داخل غرفته المغلقة، عبر برامج التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية.
لكن وقوع بعض الأطفال ضحايا لهذه السموم ومروجيها عبر الألعاب الإلكترونية بات يستدعي تسليط الضوء على مكامن الخلل النفسي لتوعية الأسرة وحماية أبنائنا من الوقوع في شرك المخدرات.
وتقول رئيسة قسم علم النفس بالإنابة في جامعة الكويت د. هدى جعفر إن الألعاب الإلكترونية انتشرت بشكل واسع في معظم دول العالم، ويقضي الأفراد، خصوصاً الأطفال، ساعات كثيرة وهم يستخدمونها في حال انشغال الوالدين.
الجذب بالإثارة
وأضافت أن الفراغ الذي يعيشه الأبناء سهل عليهم التسلية عبر هذه الألعاب التي يحتوى الكثير منها على إثارة وتحد، وهو ما يشد الأطفال لاستخدامها، موضحة أن الدافع الأساسي لتناول المخدرات هو التجربة والرغبة في التعرف على شيء جديد، ثم تتكرر التجربة للاستمتاع المزيف بتأثير المخدرات، إلى أن تصبح عادة وإدماناً لا يمكن التخلص منهما بسهولة.
وبحسب جعفر، فإن بعض الألعاب الإلكترونية ترسل رسائل غير مباشرة عن تأثير المخدرات، بأنها تنشط الفرد، وأنها رمز للقوة والرجولة والمتعة، وأنها سلوك عادي لا ضرر منه، فيحاول الطفل تقليدها حتى يحصل على النتائج نفسها.
ولفتت إلى أن مشكلة الطفل أنه لا يستطيع التمييز بين العالمين الواقعي والافتراضي، خصوصاً عندما يقضي وقتاً طويلاً جداً في استخدام الألعاب الإلكترونية، مشيرة إلى أن الأطفال يتبعون الإيحاءات بسبب تكرارها والمدة الطويلة التي يقضونها في استخدام هذه الألعاب.
وأكدت أن عدم وجود نموذج يقتدي به الطفل في حياته، كالأم أو الأب أو الإخوة، قد يكون مبرراً لاتخاذ شخصيات الألعاب الإلكترونية قدوة له، ويكون الأشخاص الذين يتواصلون معه في الألعاب هم نموذجه الذي يشرح له أمور الحياة ومصدر للإجابات عن بعض التساؤلات التي تراود خياله عند استخدامه للألعاب الإلكترونية.
وأوضحت أنه وفقاً لنظرية العالم «بنادورا»، فإن الطفل يتعلم سلوكياته من تقليده لسلوكيات النماذج في حياته. فإذا كانت هذه النماذج شخصيات إلكترونية، فبالتأكيد سيتبعها.
ألعاب خطيرة
من جهته، قال رئيس لجنة الأمن السيبراني في اتحاد الإعلام الإلكتروني محمد الرشيدي إن الألعاب الإلكترونية (الأونلاين) تعد أكبر خطر يواجهه الأبناء، باعتبارها بيئة خصبة لتجمع الأعمار والثقافات المختلفة، وهناك جهات منظمة وعصابات تستهدف الأطفال والمراهقين داخل هذه الألعاب.
وذكر أن من أبرز المشكلات دخول عصابات وجهات منظمة بمبالغ كبيرة جداً للإعلان داخل هذه الألعاب «تدعو الأطفال والمراهقين إلى رذائل عدة، ومنها المخدرات، وتوجيههم إلى ثقافات تتنافى مع ديننا الإسلامي والعادات والتقاليد».
وأضاف أن هذه الألعاب تعد المكان الأمثل والبعيد عن رقابة أغلبية أولياء الأمور، لاعتقادهم أن الأبناء في مكان آمن داخل المنزل، متناسين أن في لعبة الفيديو عالماً ممتلئاً بالإجرام والمتاجرة.
وأوضح أن الجهاز الذكي أصبح في يد الطفل والمراهق سلاحاً خطيراً جداً على مستقبله وحياته إن لم تكن هناك رقابة من أولياء الامور على أبنائهم، وقد يتم استغلالهم في ترويج المخدرات وتعاطيها أو الاستغلال الجنسي.
وشدد على أهمية ألا يسمح أولياء الأمور «بترفيه الأبناء من خلال الألعاب الإلكترونية إلا تحت الرقابة»، مؤكداً أنها خطر كبير إذا لم يكن هناك وجود عائلي ملازم.
ولفت إلى أهمية أن تكون هذه الألعاب مناسبة لأعمارهم قبل اللعب، وذلك من خلال التقييم العمري للعبة في ورقة الإرشادات، وتفعيل إعدادات العمر داخل الأجهزة الذكية. (كونا)