إن القوارض من جرذان وفئران.. إلخ موجودة منذ بداية التاريخ ولها ارتباط علمي موثق ومعروف في انتشار العديد من الامراض المعدية وتفشي الاوبئة القاتلة عبر العصور، وهي تعمل كـ«وسيط» يربط بين امراض الانسان وامراض الحيوان وبعض الحشرات اذا صح التعبير، وكذلك جزء من العلوم الطبية يركز على علاقات كهذه من ناحية الوقاية عبر تخصص «الصحة العامة»، وايضا بعض الأمراض مثل الطاعون التي صنعت بصمتها المأساوية في ازمنة قديمة وكانت لها علاقة مباشرة مع انتشار القوارض.
لذلك فالقضاء عليها ومكافحتها بشكل دوري ومنتظم تم اعتباره ضمن مجالات ومن اساسيات عمل «الصحة العامة»، وجميع الدول تركز عليها غنية كانت او فقيرة لما تمثله من خطر محتمل في حدوث الكوارث وإلحاق الأذى بالبشرية وخاصة في المدن الكبيرة والقديمة زمنيا مثل لندن او باريس وغيرهما من المدن المشابهة، لما تحتويه من شبكات كبيرة قديمة متشعبة ومتداخلة للمجاري والصرف الصحي وهذا الامر متوقع في هكذا سيناريوهات.
وهناك مستجدات وقائية مستمرة في مجالات مكافحة القوارض تحدث وتجري بشكل متسارع، وخاصة مع اهمية الموضوع وسرعة خروجه عن السيطرة لذلك هناك طلب مستمر ومتواصل من الجهات الرقابية للانتباه والمتابعة لأنه مع اي اهمال تتزايد احتمالات انتشار الامراض المرتبطة بها، وهنا يعتبر التساهل او التغاضي او ترك المسائل سائبة امرا خطيرا على الصحة العامة.
كما أن هناك ملاحظات وكلاما متزايدا في بعض وسائل الإعلام التقليدية الورقية وايضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن عودة تلك المشكلة في واقعنا المحلي الكويتي، ليس فقط في المناطق القديمة بل حتى في المناطق السكنية النموذجية، وهناك اصوات تتعالى للسؤال عن السبب وتبحث عن مصدر الخلل؟ وذلك الامر يحتاج في طبيعة الحال الى دراسة وتقييم وحركة وقائية تضع الحلول على خط التطبيق العملي والتنفيذ من الجهات المعنية.
وعلينا بهذا الخصوص ان نستذكر بالخير الجهود الجبارة للدكتور راشد العويش اثناء إدارته المهنية الحرفية لإدارة الصحة العامة، حيث لم تكن هذه المشكلة الحالية غير موجودة وبعيدة عن شكوى الناس، حيث تحرك ضمن اللوائح والبروتوكولات الوقائية، حيث ترك العمل يتحدث عن نفسه، والرجل للأمانة ترك بصمة في مجال عمله بأكثر من موقع آخر، منها لجان اللقاحات وفي فترات انتشار اوبئة «انفلونزا الخنازير»، وايضا في فترة وباء «الميرس» وملفات صحية أخرى.
وهنا يأتي دور المهنية وأصحاب والاختصاص الذين يتكلمون وهذا ما كان يميز د.راشد، ومنها ننطلق للقول: ان الحالة الوقائية من الامراض تمثل ركنا مهما في الحفاظ على صحة الفرد والمجتمع، وكذلك تساهم بتقليل التكلفة المالية وتخفف الضغط على النظام الصحي ككل.
