وكالات عالمية تُحذّر من حرب سيبرانية! – بقلم : هدى الكريباني
الحروب السيبرانية هي حروب القرن الحادي والعشرين، وهي من أخطر ما تتعرض له اقتصادات العالم في الوقت الحالي، فالاقتصاد العالمي اليوم يعتمد على سرية المعلومات الإلكترونية وقوة التصدي للهجمات السيبرانية، وقد تطرقت في مقال سابق إلى الحروب السيبرانية، وأن من خطورتها مهاجمة شبكات الكهرباء ومحطات معالجة المياه وشبكات الاتصالات والبنوك، وقد تتسع الى عمليات التجسس، ونشر معلومات مضللة، وشن هجمات على البنية التحتية للمعلومات وشل مطارات الدول مثل ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية مؤخرا.
جدير بالذكر، أن في هذه الفترة نشهد استهدافا لبعض المنظمات الحكومية والعسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من قبل مخترقين يعملون تحت اسم Dark Pink، والجزء الأكبر من الهجمات يكون على الهيئات العسكرية والوزارات والوكالات الحكومية والمنظمات الدينية غير الربحية في كمبوديا وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وفيتنام والبوسنة والهرسك.
وتشير التقديرات إلى أن هذه العصابة بدأت عملياتها في منتصف عام 2021، على الرغم من أن الهجمات تصاعدت بعد عام واحد فقط باستخدام مجموعة أدوات مخصصة مبتكرة، مصممة لنهب معلومات قيمة من الشبكات المخترقة، ومن الأهداف الأساسية لها هي إجراء تجسس على الشركات وسرقة الوثائق والتقاط الصوت من ميكروفونات الأجهزة المصابة، وما تتميز به حملة Dark Pink هو توظيف سلاسل عدوى متعددة، حيث تحتوي رسائل التصيد الاحتيالي على صورة ISO مفخخة لتنشيط عملية نشر البرامج الضارة.
كذلك قبل أسبوع، حذرت وكالة الأمن الإلكتروني الإيطالية من هجوم سيبراني كبير سيطول عددا من الدول، وأن الهجوم بالفعل استهدف الآلاف من الخوادم من خلال برامج خبيثة، وشددت المنظمات العالمية على ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية أنظمتها، من هذا الهجوم الذي استغل ثغرة في البرمجيات، واستهدف خوادم في دول مثل فرنسا وفنلندا وكندا والولايات المتحدة.
وتأتي هذه التحذيرات أيضا بعد أيام من اشتباه جهاز مكافحة الجرائم الإلكترونية في هولندا بهجوم سيبراني استهدف عددا من المستشفيات في هولندا وألمانيا، وتشير التحليلات الى أن قراصنة من روسيا نفذوه.
من جهة أخرى، واصلت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم OilRig استهداف المنظمات الحكومية في الشرق الأوسط كجزء من حملة تجسس إلكتروني تستفيد من باب خلفي جديد لتسلل البيانات.
كل تلك الحروب الجديدة في عالمنا المعاصر تنذرنا بأهمية اتخاذ التدابير اللازمة لبناء قاعدة حديدية لحماية قواعد البيانات الإلكترونية للدولة، فمن غير تأمين قواعد للأمن السيبراني في الكويت سنكون مكشوفين لدى قراصنة الدول المتحكمة في الفضاء الإلكتروني، فالخوف اليوم ليس فقط التجسس على بياناتنا ومعلوماتنا وليس الخوف بقراءة تلك البيانات لدى العصابات المخترقة، بل الخوف هو التحكم بمرافقنا ومؤسساتنا والهيئات العسكرية والوزارات والوكالات الحكومية من تلك العصابات.
فهل نحن مدركون أهمية التسليح السيبراني؟ أم أن أموالنا تصرف فقط للتسليح العسكري؟!