حقن الكورتيزون علاج فعال لـ5 حالات
شاع استخدام حقن الستيرويد والتي تسمى عادة بـ«إبر الكورتيزون» في جراحة العظام والتخصصات الأخرى لعقود عدة كمضادات فعالة للالتهابات، وفي السنوات الأخيرة أصبحت أكثر إثارة للجدل حيث أثبتت الدراسات الطبية أنه من المحتمل أن يكون لها آثار سلبية في أجسامنا وقد تؤدي إلى تفاقم حالات معينة على المدى الطويل.
ومع ذلك لا يزال لإبر الكورتيزون بعض الفوائد الإيجابية، لذا أوضح د. أحمد المحمد، المتخصص في جراحة كسور العظام وتبديل المفاصل وجراحة القدم والكاحل والحاصل على الزمالة الكندية من جامعة ماكمستر ومغيل، أنه من الضروري على الطبيب إجراء مناقشة دقيقة مع كل مريض لتحديد ما إذا كانت حقن الكورتيزون أكثر فائدة أو أكثر ضررًا، فكل حالة فريدة عن الأخرى.
وأجاب على أهم أسئلة قد يطرحها المريض في السطور التالية:
◄ ما الكورتيزون؟
الكورتيزون هو نوع من الجزيئات يعرف باسم «الكورتيكوستيرويد»، وهو يعتبر مقدمة لهرمون الكورتيزول الذي تنتجه الغدة الكظرية ويلعب العديد من الأدوار المهمة في جسم الانسان على رأسها تثبيط الالتهاب الحادث بالجسم.
وقال: الالتهاب هو طريقة الجهاز المناعي لحماية الجسم من الإصابات أو المواد الغريبة أو أي شيء آخر قد يكون ضارًا، ينتج الالتهاب مواد مختلفة بما في ذلك هرمونات البراديكينين والهستامين وبالتالي تهيج هذه الهرمونات الأعصاب وترسل إشارات الألم إلى العقل فيشعر الانسان بالأوجاع.
واضاف أن جرعة الكورتيزون بدورها تقلل من مستويات الجزيئات التي تحفز الالتهاب، وهذا يمكن أن يحسن وظيفة المفاصل ويقلل من تحفيز الأعصاب فيؤدي إلى تخفيف الألم.
◄ متى يبدأ مفعوله؟
أوضح المحمد أنه غالبًا ما يبدأ مفعول إبر الكورتيزون في غضون أيام قليلة، على الرغم من أن بعضها يمكن أن يكون فعالًا في غضون ساعات، ويمكن أن تخفف الألم لمدة تصل إلى أشهر عدة اعتمادًا على ثلاثة أمور، وهي:
1 – الجزء المعالج من الجسم – 2 – الجرعة التي يتلقاها المريض – 3 – طبيعة ردة فعل الجسم.
◄ مفيدة في هذه الحالات
بيّن المحمد أنه يمكن أن تكون إبرة الكورتيزون مفيدة في الحالات مختلفة، ومنها:
1- الكتف المتجمدة: وهي حالة شائعة وتعرف أيضا بالتهاب المحفظة اللاصقة للكتف وأكثر شيوعًا عند النساء في منتصف العمر، وتشمل الشعور بالتيبّس والألم في مفصل الكتف. وعادةً تبدأ مؤشرات المرض والأعراض ببطء وتتفاقم بعد ذلك وتتحسَّن الأعراض عادةً بمرور الوقت، خلال فترة تتراوح بين سنة واحدة وثلاث سنوات. وتساعد حُقَن الكورتيزون في هذه الحال على تخفيف الألم وتحسين حركة الكتف، خاصةً إذا أخذها المريض خلال فترة وجيزة من بدء ظهور أعراض الكتف المتجمدة.
2- حالات التشخيص والعلاج: في كثير من الأحيان، نرى مريضًا يعاني من ألم في منطقة ما، ومع ذلك لا يمكننا تحديد المصدر الدقيق من شدة الألم وبالتالي فإننا نستخدم حقنة موضوعة بدقة مع الموجات فوق الصوتية (السونار) لمعرفة ما إذا كان الألم قد تم تخفيفه. إذا كان الأمر كذلك، فيستطيع الطبيب تحديد المصدر وبالتالي يحدد خطة علاج أكثر فاعلية، ويتم استخدام هذه الإستراتيجية غالبًا لألم الورك.
3- خشونة المفاصل: أثبتت بعض الدراسات أن حُقَن الكورتيزون قد تساعد في تخفيف أعراض الخشونة من آلام وتورم خصوصا في مفصل الركبة. مما يساعد المريض على العودة الى حياته وممارسة العلاج الطبيعي وتقوية العضلات التي لها دور كبير في الحفاظ على صحة المفاصل وبالتالي تقل حاجة المريض الى مسكنات.
4- الإصبع الزنادي: هو حالة يعلق فيها أحد أصابعك في وضع الثني وقد ينثني أو يستقيم الإصبع مع إصدار صوت طقطقة كالضغط على زناد المسدس، وتحدث هذه الحالة عندما يؤدي الالتهاب إلى ضيق المساحة التي تحيط بالوتر في الإصبع المُصاب. وذكر المحمد أنه يعد الأشخاص الذين يستلزم عملهم أو هواياتهم إلى أفعال متكررة تحتاج إلى استخدام قبضة اليد هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالإصبع الزنادي، وتعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا بين النساء والأشخاص المصابين بداء السكري ويختلف علاج الإصبع الزنادي بناء على شدة الحالة. مما يستلزم حقَن الكورتيزون قرب غمد الوتر أو داخله إلى الحد من الالتهاب والسماح للأوتار بالانزلاق بحرية مرة أخرى. ويعد الكورتيزون العلاج الأكثر شيوعًا، وهو عادةً ما يكون فعالاً لمدة عام أو أكثر لدى معظم الأشخاص المعالجين ولكن في بعض الأحيان يتطلب الأمر أكثر من حقنة واحدة. وقال المحمد: بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري، فإن حُقن الكورتيزون تميل لأن تكون أقل فعالية.
5- متلازمة النفق الرسغي: النفق الرسغي هو ممر تحيط به العظام والأربطة في جانب راحة اليد وبسبب الضغط على العصب المتوسط تحدث المتلازمة، يمكن أن تشتمل الأعراض على الشعور الخَدَر والتنميل والضعف في اليد والذراع. وقال: قد تحدث الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي بسبب السمات التشريحية للرسغ والمشكلات الصحية وربما حركات اليد المتكررة. لذا يحقن الطبيب النفق الرسغي بالكورتيزون لتخفيف الألم وقد يستخدم الطبيب السونار لتوجيه هذه الحقن الي يمكنها أن تخفف من الالتهاب والتورم وبالتالي يخفف الضغط على العصب المتوسط. وأشار المحمد إلى أنه لا يعد الكورتيزون الفموي فعالا مثل حُقَن الكورتيزون لعلاج متلازمة النفق الرسغي.
◄ متى يجب تجنب حُقَن الكورتيزون؟
أوضح المحمد أن هناك حالات يجب فيها تجنب إبر الكورتيزون كالآتي:
1- التهاب الأوتار المزمن أو إذا كان المريض يعاني من مشاكل في مرفق التنس. فلن تحقق حُقَن الكورتيزون فائدة طويلة الأجل في هذه الحالات.
2- تكرار الحقَن لعلاج أعراض خشونة الركبة خلال فترات متقاربة حيث ننصح أن يكون هناك فترة زمنية لا تقل عن 3 أشهر بين حقنة وأخرى.
3- حقن الكورتيزون في الأوتار المعرضة لخطر التمزق مثل وتر العرقوب ووتر الصابونة، بل إنه تزيد نسبة التمزق بتكرار الحقن.
4- خطر الإصابة بالعدوى: إذا كان هناك أي اشتباه في وجود عدوى في المفصل، فإن حقن الكورتيزون تعد «محظورة»، ومن الأفضل شفط السائل وإرساله للتحليل أولاً قبل التفكير في استخدام الكورتيزون.
5- إذا كان المريض مقبل على إجراء استبدال للمفصل في الأشهر القريبة يُنصح بتجنب الكورتيزون لمدة لا تقل عن 3 أشهر.
معلومات مهمة
◄ الطبيب يقرر ما إذا كانت حقن الكورتيزون مفيدة أم مضرة حسب الحالة.
◄ جرعة الكورتيزون تقلل من مستويات الالتهاب في المفاصل والألم.
◄ الإبر يمكن أن تخفف الألم لمدة تصل إلى أشهر عدة.
◄ الكورتيزون الفموي ليس فعالاً مثل الحُقَن لعلاج بعض الحالات.