تعرف المصادر النصية بأنها تلك المراجع المستقاة من الكتب القديمـــة التاريخية أو من الروايات الشفاهية الموثوقة والتي تم توثيقها عن طريــق التدوين.
لقد مرت مسألة الاهتمام بتدوين تاريخ الكويت عبر عدة مراحل ، بل الأجدر أن نطلق عليها أطواراً فكلنا يعلم أن لأي وضع أو حالة أطواراً يمر من خلالها حتى يظهر بشكل مخطط له كحرفة صناعية تبدأ بمادة خام تقتطع أو تؤخذ كي يتم تشكيلها أو تهيئتها حتى تكون مادة صالحة لاستغلالها بنمط قابل للتحوير أو الإضافة عليه ، على سبيل المثال إذا أردنا صناعة مقعد خشبي فإنه يلزمنا أن نبحث عن شجرة لكي نقطع منها قطعة خشبية تكون صالحة ونافعة للاستغلال وتصبح بعدها عاملاً مساعداً أو عنصراً ملزماً في عملية صناعة الكرسي وبالتالي يتم تشكيل هذه القطعة وإدخال عناصر أخرى لازمة لها حتى تقوم ونصل بعدها إلى المراد وهو المقعد الخشبي ، والحال يسري أيضاً على التاريخ والذي يلزم أن نحصل على مادته الرئيسية أو الأم حتى ندونه ، السواد الأعظم من الناس يبحثون دائماً عن مصادر أو مراجع تاريخ معين من الفترات التاريخية التي تهمهم وتشغل حيزاً من اهتمامهم ونهمهم ناحية التاريخ .
نتجه معاً إلى التعرف على ماهية التاريخ وكيفية تعريفه والذي أخذ يتطور عبر مراحل متعددة من ثقافتنا العربية ، حيث بدأت أولاً باسم التقويم والتوقيت حتى انتقلت إلى اسم آخر ألا وهو تدوين الأحداث على أساس الزمن ومن ثم أصبح لدينا مصطلح التاريخ ، وبعد ذلك أصبحت لدينا مؤلفات اسلامية أخرجت لنا مصادراً هامة في مجال البحث عن تاريخ أرض الكويت لمراحل ماقبل القرن السابع عشر الميلادي وتحدثت عن مواقع و مواضع و أمكنة وصفت جغرافياً وحدثت عليها استيطانات و أحداث تاريخية مهمة ومنها نذكر : (( تاريخ الطبري ، تاريخ ابن الأثير ، تاريخ اليعقوبي ، تاريخ البلاذري ، الأغاني للأصفهاني ، معجم البلدان لياقوت الحموي ، معجم ما استعجم للبكري ، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي )) .
إن الكويت وتأريخ أرضها لم تكن ببعيدة عن المراحل والتقلبات أو التطورات التي اعتلت على التاريخ ، إذ يعتبر تاريخ الكويت مادة صالحة وتستحق الاهتمام والعناية اللازميين ، نعلم بأن البشرية مرت بمراحل طويلة وأطوار زمانية كثيرة كالعصور والحضارات القديمة .
لقد كان طبيعياً اهتمام أهل الكويت بالتاريخ نتيجة طبيعية متوقعة لا بد وأن تمر عليها شتى التجمعات البشرية ، إن المتأمل والمتفكر والناظر إلى تاريخ الكويت وتحديداً إلى كتبه يوقن أن الاعتماد كان أولاً على النهل من الروايات الشفاهية المتناقلة والمتواترة بينهم والمتصلة لهم عبر السلف الأولين من أهل الكويت المؤسسين لذلك نرى أن الكتب الكويتية التاريخية الأولى اعتمدت على تلك الروايات وبينت السطور الموجودة على صفحات كتبهم منها حتى أخذ الأمر يتطور فيما بعد بالاعتماد على الكتب القديمة المدونة سابقاً ، وبشكل أوضح نرى كتاب تاريخ الكويت للرشيد قد اعتمد في أغلبه على الرواة أما كتبنا المعاصرة اليوم قد اتخذت منه مرجعاً أساسياً للتأليف.
خالد طعمة
