خصصت إذاعة الكويت محطة خاصة لتقديم الأغاني الشعبية الكويتية.. أغاني البحر والغوص وسامريات القروية أهل الفنطاس، إن فكرة المحطة هي نوع من إحياء التراث الشعبي فأغاني البحر هي صورة للتراث البحري، وكذلك سامريات القروية أهل الفنطاس تعتبر من التراث الذي يحيي الفنون الشعبية للقروية أهل الفنطاس والفحيحيل وأبي حليفة وفي الغرب قرية الجهراء التي أصبحت اليوم من المدن المهمة للكويت.
ولا شك أن فكرة تخصيص محطة للأغاني الشعبية فكرة لنتصفّح تاريخنا تاريخ الكويتيين الأوائل، وأنا من متابعي هذه المحطة لحبي وسماعي أغاني البحر التي لها ذكريات جميلة عن الماضي.. كانت بيوتنا أكثرها تقع على ساحل البحر وكنا نتتبع البحارة عندما تبحر سفنهم أو ترسو في الأسكلة (الميناء) وكان البحارة يرددون أغانيهم الجميلة عند قيامهم برسو سفنهم في الساحل.. وكان من جملة الساحل هناك ميناء صغير لرسو السفن التي كانت تحمل أنواع التمر والخلال (البلح) من البصرة وإيران وكنا نسمي هذا الميناء بالفرضة.
أرجو من إذاعتنا إذاعة الكويت الحبيبة أن تهتم بأغاني مطربينا القدامى مثل عبداللطيف الكويتي وعبدالله الفضالة ومحمود الكويتي وسعود الراشد وعوض الدوخي وعبدالحميد السيد وغريد الشاطئ.. فهناك أغان جميلة لهؤلاء المطربين ونتمنى سماعها وما دمنا مقبلين على شهر رمضان المبارك أتمنى أن نسمع أناشيد المالد للملا محمد الدوب والمقرئ علي الحسيني وهو أول مقرئ في إذاعة الكويت مع الشيخ ناصر محمد ملا حسين والمنشد عيسى الهولي.
وكثيرا ما حضرت جلسات المالد مع الخال علي الحسيني وما زلت أذكر الاحتفال باختتام الشهر الفضيل في قصر مشرف للشيخ عبدالله المبارك، طيب الله ثراه، وكان يترأس الجلسة الشيخ عبدالعزيز حماده، وكان الشيخ عبدالله المبارك حريص على إقامة مثل هذا الاحتفال في ختام الشهر الفضيل.
وما زلت أتذكر المطرب الشعبي الفنان عبدالله الفضالة الذي كان يتردد على منزلنا في سكة العنجري وكنت استمع إلى الفنان الكبير عبدالله الفضالة الذي كان يراجع الأغاني التي كان يؤلفها بنفسه مع الخال علي الحسيني الذي كان مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية في معهد النور فهو أول مدرس لطريقة البرايل الخاصة بالمكفوفين ولقد درس في معهد متخصص للمكفوفين في القاهرة لمدة عامين، وكان الفنان الكبير عبدالله الفضالة حريصا على مراجعة الآيات القرآنية مع الخال علي الحسيني لقد ترك الفنان الكبير عبدالله الفضالة تراثا كبيرا من الفنون الشعبية.
لقد تعلقت بخالي علي الحسيني حيث عشت طفولتي في منزل جدي حسين علي الحسيني وكنت دائما أرافق خالي في زياراته ومنها زيارة الاذاعة الكويتية التي كانت تقع في مبنى الأمن العام حاليا مبنى محافظة العاصمة.
حبذا لو اهتمت الإذاعة بتقديم سيرة لهؤلاء الفنانين خلال إذاعة الأغاني الشعبية ولا يسعني في الختام إلا أن أحيي الإخوة المسؤولين بوزارة الإعلام وبالأخص المسؤولين على محطة إذاعة الكويت.. مع مزيد من النجاح وتطوير برامجها من حين إلى آخر.
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه: «لقد كانت الكويت حصن الذين بقوا بداخلها لا يبالون بالأخطار المحدقة بهم ولاء لهذه الأرض وعشقا لترابها وإيمانا بعدالة قضيتها وكانت الكويت أمل الذين كانوا خارجها فواصلوا سعيهم لجمع القوى حول حقها ولولا هذان الجناحان لكان الحال غير الحال». والله الموفق.
