جلسة سمر تكتب الانطلاقة الكوميدية للثنائي مقرن وفهد عبر العالم الأزرق
الرياض – خاص لـ”النخبة”:
لم يعد فن الكوميديا حبيسًا لخشبة المسرح، والذي يعاني تراجعًا كبيرًا خلال العقدين الأخيرين بسبب مشكلات تتعلق بالنصوص والإنتاج، فقد وجد هذا الفن نافذة جديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي وأشهرها يوتيوب وسناب شات وتيك توك.
فقد شهدت السنوات الأخيرة ظهور جيل جديد من المبدعين الموهوبين اتخذوا من هذه المنصات فضاءً واسعًا لمواهبهم المتنوعة، مستلهمين أفكارهم الحياة اليومية التي يعيشونها، ويتفاعلون مع أحداثها وينقلونها لحظة بلحظة بأداء طريف غير مكرر، يجمع بين الطرب والفكاهة والمقالب الطريفة، ولا يواجهون أزمات إنتاجية، فكاميرا هاتف محمول كفيلة بإنجاز الأمر كما هو الحال مع الثنائي السعودي مقرن وفهد.
نقطة انطلاق
لم تكن بداية الثنائي مقرن وفهد مخططة، بل مجرد جلسة سمر جمعتهما رفقة بعض الأصدقاء، قاما خلالها بأداء اسكتش ساخر بطريقة ارتجالية، صوره أحد الحضور بهاتفه الجوال، ومن ثم أعاد الجميع مشاهدته لينفجروا بالضحك من المشهد الذي لم يتجاوز دقيقتين، الحوار الارتجالي، تعبيرات الوجه وحركات الجسد، مضمون الكلمات.. كلها صنعت مقطعًا طريفًا، حظي بتفاعل ملحوظ بعد نشره على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون هذه نقطة الانطلاق.
الثنائي مقرن وفهد أيقنا أن فرصتهما الحقيقية لاثبات موهبتهما إنما تتحقق من الواقع الذي يعيشان فيه ويعبران عنه، لاسيما وأن مواقع التواصل الاجتماعي باتت المنصة الأكثر تفاعلا ومتابعة خاصة من جيل الشباب الذي يمثلانه.
وهكذا، كان محور تجربة الثنائي مقرن وفهد هو نقل الصورة بصورة ساخرة من أرض الواقع إلى فضاء العالم الأزرق، من خلال المقاطع التي يبدعانها وينشرانها عبر سناب شات وتيك توك، وهذا كان سر نجاحهما.. إضافة إلى ذلك أسلوبهما الفكاهي البعيد عن التكلف والتصنع، والذي أزال الحواجز بينهما وبين جمهور المتابعين سواء في الفضاء الأزرق أو على أرض الواقع.
تنويع
ويمضي الثنائي مقرن وفهد في طريقهما بخطوات واثقة، متمتعان بذكاء ملحوظ في اختيار الموضوعات التي تعكس اهتمام المتابعين، وتنويع أداءهما باستمرار، فهما يجمعان بين الغناء والمحاكاة، والتجسيد الساخر للواقع، كما أنهما لا يحبسان موهبتهما في ستديو، بل يصوران المشاهد من أي مكان يتواجدان فيه، يمكن أن يكون ذلك في مطعم، أو حافلة عامة، أو جلسة سمر، أو بيت أحد الأصدقاء، أو طريق عام، لتأتي المشاهد انعكاس طريف وخفيف للواقع.