رفع غوّاص كوبي – أمريكي، سجّل 21 رقماً قياسياً عالمياً، دعوى قضائية ضد شركة نتفليكس للإنتاج والبث الرقمي، مدعياً بأن الأخيرة تصوّرهكمجرم وقاتل في فيلم “لا حدود” الذي عرض في سبتمبر (أيلول) عام 2022،
الفيلم الناطق بالفرنسية، والذي تصفه نتفليكس على أنه عمل خيالي، مستوحى من أحداث حقيقية، يتناول وفاة غوّاصة شهيرة في ظروف غامضة، يتبين لاحقاً أن زوجها الغوّاص الحر، أقدم على قتلها بدافع الغيرة.
سرقة القصة
ووفقاً لمجلة “فارايتي”، فإن الغوّاص فرانسيسكو فيريراس يتهم نتفليكس بسرقة قصة حياته ومأساة وفاة زوجته الغوّاصة أودري ميستري، وتحويلها إلى فيلم فيه الكثير من المغالطات التي تودي به إلى السجن، وتتهمه بالقتل.
تعتبر رياضة الغطس الحر من الرياضات الصعبة بسبب نزول الغوّاصين مسافات طويلة تحت سطح البحر دون أوكسجين، وأحياناً كثيرة تودي بحياة أشخاص، وبالفعل توفيت ميستري أثناء محاولتها الغوص في جمهورية الدومينيكان عام 2002، بعد أن تعطل الجهاز الذي كان من المفترض أن يحملها إلى السطح.
نسخة مقتبسة
ويروي الفيلم “النسخة المقتبسة” حول أنّ الزوج “باسكال غوتييه” قتل زوجته “روكسان أوبري” لأنه يغار من نجاحها، حيث يظهر في مشهد الذروة “ماستر سين” وهو يعطّل خزان الهواء المضغوط الخاص بها، وتركه دون أوكسجين كافٍ لإحضارها إلى السطح.
وأشارت المجلة إلى أن فيريراس طالب في تفاصيل الدعوى، بوقف عرض الفيلم وتعويضه عن تشويه صورته، لوصفه بالقاتل، والعنيف حيث كان يمارس الحب مع زوجته بشكل قاتل لحد خنقها، لاسيما المشادة التي وفقعت بينهما قبل التوجه إلى الغوص القاتل.
مستهجن ومتألم
وفي تصريح هاتفي من كوبا، استهجن فيريراس تشويه صورته واتهامه بقتل زوجته الحبيبة، معرباً عن ألمه الشديد للمشاهد التي يمكن أن تهدم حياته بأكملها، خاصة أنهم صوروا زوجته الحبيبة تخونه، بينما – حسب ما يقول – كانت ملاكاً طيباً.
وإذ نفى أن يكون القائمون على الفيلم أبرياء من الإساءة إليه، إذ لم يتصلوا به لمناقشته، أشار إلى أنه صُدم عندما شاهد الفيلم بعد حوالى الأسبوع من عرضه (سبتمبر 2022)، واضطر إلى التوقف في منتصفه، خاصة أنه بقي لأسبوعين الفيلم الأكثر مشاهدة بغير اللغة الإنجليزية على المنصة، خاصة أن بطاقته التعريفية تشير إلى أنه عمل مستوحى ومن خيال الكاتب، كما تورد صورة زوجته ونبذة عن حياتها ووفاتها.
المخرج يفنّد
وبينما اكتفت نتفليكس بـ “لا تعليق” على الدعوى، أشار الكاتب والمخرج ديفيد إم. روزنتال لـ”فارايتي” إلى أن الفيلم تم عرضه على مجموع من المحامين، قبل البدء بإنتاجه، ولو كان فعلاً قاتلاً أو برئياً، فالقضية سقطت بمرو أكثر من 20 عاماً.
ولفت إلى أن هذا تصوّر خيالي للقصة، المعروفة أصلاً من الجمهور، لاسيما عبر العديد من الأفلام الوثائقية، والمقالات والكتب، مشدداً على أن المدّعي يسعى للحصول على المال ليس أكثر.
أعمال سابقة عديدة
وكانت القصة قد جرى تناولها على مدى السنوات الماضية بالعديد من الأعمال الوثائقية، حيث أعدت محطة “إي أس بي أن” الرياضية تقريراً وثائقياً اتهمت فيه الزوج بالأهمال وعدم التزام معايير السلامة المعمول بها في وقت الغوص، كما كتب الشريك التجاري السابق لفيريراس، كارلوس سيرا، كتاباً يدين فيريراس ويحمله مسؤولية وفاة ميستري.
حتى أن فيريراس نفسه أصدر كتاباً حول الحادثة، عازياً سبب الوفاة إلى عطل في سلسلة من العوامل الفنية، وكان على وشك التعاقد مع المخرج جيمس كاميرون لتنفيذ فيلم عن الحادثة، وتردد أن تؤدي جينيفر لورانس دور زوجته الضحية..
