العبادي: سنفرض حكم العراق على كل كردستان
على وقع الضغوط العراقية والتركية والايرانية، اعلنت المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، امس، ان 92.7 % من الناخبين الاكراد العراقيين على الأقل صوتوا لصالح استقلال كردستان في الاستفتاء الذي جرى الاثنين. وبلغت نسبة الاقبال %72.16 في الاقليم والمناطق المتنازع عليها. واشادت اللجنة «بانتصار ونجاح» عملية التصويت. وأضافت المفوضية أن العملية الانتخابية جرت بدون اي خروقات او اعمال عنف.وتأتي هذه النتائج وسط نزاع متزايد بين اربيل والحكومة المركزية في بغداد، واعلن وزير المواصلات في الادارة الكردية مولود مراد رفضه لقرار الحكومة المركزية حظر الرحلات الجوية الى مطاري اربيل والسلمانية، وقال إن المطارين لم يرتكبا اي مخالفات للقوانين والقرارات الصادرة عن سلطة الطيران المدني الاتحادي. واضاف ان كل الرحلات الداخلية والدولية من اقليم كردستان واليه خاضعة لسلطة وتعليمات الطيران المدني الاتحادي، مؤكدا ان «مطاري اربيل والسليمانية حالهما كحال بقية المطارات في العراق».
واوضح ان قرار الحكومة العراقية بإغلاق المنافذ الجوية في الاقليم يمس حياة الناس في داخل العراق وخارجه، مؤكداً الاستعداد لتنفيذ قرارات سلطة الطيران المدني، مستدركا بالقول «ان كان القرار عقابي على خلفية الاستفتاء فإن الحوار لن يجدي نفعا». من جانبها، قالت مديرة مطار أربيل الدولي، تلار فائق إن «قرار بغداد بتعليق الرحلات الجوية غير قانوني».
وكانت بغداد طلبت من شركات الطيران تعليق رحلاتها إلى مطاري الاقليم اعتبارا من يوم الجمعة المقبل، وحتى إشعار آخر. ويأتي هذا الإجراء بعد رفضت حكومة الاقليم طلبا للحكومة المركزية بتسليم مطاري أربيل والسليمانية إلى بغداد. واصدرت بعض شركات الطيران قرارا بوقف الرحلات، لا سيما شركة الشرق الاوسط اللبنانية، والخطوط المصرية، في وقت قال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية إن الشركة ستواصل رحلاتها إلى أربيل ما دام المجال الجوي
مفتوحا. في حين قالت القنصلية التركية في أربيل إن الرحلات بين تركيا وشمال العراق ستعلق من الجمعة، وذلك عقب اعلان شركة الخطوط الجوية التركية إن رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية مستمرة وإنها لم تتلق إخطارا رسميا بإغلاق المطارين.
وفي استمرار للإجراءات العقابية التي ستفرضها بغداد ضد مسؤولي الاقليم، طالب البرلمان العراقي بإغلاق القنصليات والممثليات الأجنبية في أربيل ونقلها إلى خارج الاقليم، كما دعا الحكومة إلى نشر قواتها في مدينة كركوك المتنازع عليها.
بدوره طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي السلطات الكردية «بإلغاء» نتيجة الاستفتاء وما يترتب عليه كشرط لحوار تحت سقف الدستور العراقي للتوصل لحل لأزمة آخذة في التفاقم. وجدد العبادي في كلمة أمام البرلمان إنذاره لمسعود البرزاني رئيس الإقليم بتسليم السيطرة على مطارين دوليين إلى بغداد بحلول يوم الجمعة، وإلا سيفرض العراق حظرا على الرحلات الجوية الدولية المباشرة إلى المنطقة الكردية. وخاطب العبادي المواطنين في شمالي العراق قائلاً: «أنتم مواطنون من الدرجة الأولى». واستطرد: سنفرض حكم العراق في كل مناطق الإقليم بقوة الدستور، وسترون ذلك. ولفت إلى أنه أبلغ قيادات الإقليم بأنه الحكومة الاتحادية ستتخذ إجراءات معينة حال إجراء الاستفتاء، معتبرا أن الخطاب العنصري والقومي والشوفيني الذي استخدمه قادة الإقليم للترويح للاستفتاء جريمة بحق المواطنين. وأكد العبادي ان الحكومة الاتحادية ستفرض الدستور على كل المناطق التي تمت السيطرة عليها عام 2003 وبعد دخول «داعش» في 2014 وسنفعل ذلك دون إراقة دماء، مطالبا الإقليم بإعادة المناطق التي استحوذ عليها. وقال: أخبرت البرزاني أننا ضمن عراق واحد وسنتعاون أما إن كنتم تنوون الانفصال فأخبرونا، وهم قد أخلوا بالاتفاق.
وشدد العبادي على أن الانتخابات (البرلمانية) ستجري بموعدها المحدد (أبريل 2018) وأدعو لإجراء انتخابات في (محافظة) كركوك.
وامس غادر رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الأول الركن عثمان الغانمي إلى طهران على رأس وفد عسكري للقاء نظيره الإيراني في زيارة تأتي بغرض التنسيق الأمني بين البلدين عقب استفتاء إقليم شمال العراق.
بدوره أكد تحالف القوى العراقية، دعمه لحزمة الاجراءات الحكومية التي صوت عليها مجلس النواب شريطة ألا تمس ابناء شعب كردستان العراق، لافتا الى أن تلك الاجراءات دستورية قانونية لإعادة تنظيم العلاقة بين الحكومة الاتحادية وسلطة إدارة الاقليم.
وكان رئيس الاقليم مسعود البرزاني قال، الثلاثاء، إن الأكراد أيدوا الاستقلال ودعا الحكومة العراقية إلى الدخول في «حوار جاد.. بدلا من التهديد» بمعاقبة حكومة الإقليم. وقال البرزاني «ربما نواجه مصاعب لكننا سنتغلب عليها» ودعا القوى العالمية إلى «احترام إرادة الملايين الذين صوتوا» في الاستفتاء، وقال ان الاجراءات العقابية على الاقليم قد تكون اشد تأثيراً من مجزرة الانفال التي ارتكبها نظام صدام حسين ضد الاكراد. ( بغداد – ا ف ب، السومرية نيوز)