السفير المصري لدى البلاد: أفريقيا تحتاج 200 مليار دولار سنوياً للتنمية المستدامة
أكد السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت أن الاحتفال بيوم أفريقيا هذا العام يتسم بأهمية خاصة، حيث يصادف الذكرى الـ60 لتأسيس الاتحاد الأفريقي، لافتا إلى أن الاتحاد الأفريقي ومنذ نشأته مر بالعديد من المحطات الهامة، لعل أبرزها مرحلة النضال من الاستعمار إلى الاستقلال، ومن ثم مرحلة النهضة والتوجه نحو التنمية وتحقيق التكامل بين الدول الافريقية، مشددا على أن مصر تفخر بهويتها الأفريقية والعربية والإسلامية.
وأوضح شلتوت، في تصريحات خاصة لـ«الأنباء»، أن شعار الاحتفال بيوم افريقيا هذا العام يأتي تحت عنوان «نحو تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية» والتي تحوي العديد من المؤسسات تحت مظلتها هدفها النهوض بأفريقيا، لافتا إلى أن القارة الأفريقية غنية بمواردها الطبيعية والتي تمثل على أقل تقدير ثلثي الموارد الطبيعية العالمية وبالرغم من التحديات العديدة التي تواجه القارة السمراء إلا أنها منفتحة للاستثمار الخارجي واستطاعت أن تحقق معدل نمو أعلى من المتوسط العالمي.
وأشار إلى انعقاد مؤتمر بنك التنمية الافريقي في مدينة شرم الشيخ والذي يعتبر أحد أذرع التنمية الهامة في القارة ويمول جميع المشروعات الاستراتيجية في القارة الافريقية، لافتا إلى أن القارة الأفريقية تحتاج 200 مليار دولار سنويا للتنمية المستدامة و109 مليارات دولار لتعويض الخسائر الناجمة عن تغير المناخ.
وشدد على أن مصر تهتم بعمقها الأفريقي وتولي العلاقات مع دول القارة أهمية قصوى ولا تألوا جهدا في الدفع بجهود التنمية في القارة ولا تبخل بمشورة ولا تتوانى عن تقديم المساعدة، لافتا إلى عدد من المشروعات الاستراتيجية الضخمة مثل مشروع القاهرة ـ كيب تاون الطريق القاري، لربط بلدان القارة فيما بينها وهناك ربط سككي، حيث نعمل على الربط بين مصر والسودان، وهناك ربط قاري بين السنغال والسودان، ذلك فضلا عن مشروعات عملاقة للربط الكهربائي، وبالتالي فإن كل الدول لديها الرغبة المشتركة في التعاون فيما بينها للنهوض بالقارة، موضحا أن القارة اذرعها مفتوحة للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأشاد السفير شلتوت بالتعاون الوثيق بين الكويت والدول الأفريقية منذ نشأة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وتمويله لعدد من المشروعات التنموية في القارة الأفريقية، مشددا على أن الكويت كانت ومازالت سباقة ورائدة في مجال العمل الإنساني ودعم ورعاية المؤسسات الخيرية، ولعل تسيير جسر جوي من الكويت إلى السودان في أزمته الحالية بأكثر من 120 طنا من المساعدات الإنسانية دليل على أنها بلد الخير والتي تعلي القيم الإنسانية، مضيفا ونحن كسفراء لـ 34 دولة مقيمون على أرض الكويت، يمثلون حوالي أكثر من 70% من سكان دول القارة، نثمن كل الجهود التي تقوم بها الكويت سواء من خلال استثمارات مباشرة أو غير مباشرة أو القروض من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أو المساعدات الإغاثية من خلال جمعيات النفع العام.