لبنان | فيتو «الثنائي» على أزعور يلقي ظلال الشك على نجاح الراعي بتسويقه في باريس
استبق ثنائي «أمل ـ حزب الله» وصول البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الفاتيكان وباريس بوضع «الحرم» على مرشح ثلاثي المعارضة المسيحية («حزب القوات اللبنانية» و«التيار الحر» و«حزب الكتائب») جهاد ازعور، الذي وصفه رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» محمد رعد بـ «مرشح المناورة».
وكانت أوساط المعارضة أجمعت على تحميل البطريرك الراعي اسم جهاد أزعور ليطرحه أمام أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، الذي التقاه أمس الاثنين، ثم أمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عصر اليوم الثلاثاء، ليكون المرشح المنافس لمرشح فريق الممانعة سليمان فرنجية، وبعد الـ «فيتو» الكبير ـ الذي أعلنه حزب الله بلسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وحركة أمل بلسان علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري ـ بات من الصعب على البطريرك الراعي إقناع الرئيس ماكرون بأي من الأسماء الأخرى في جعبته، إذ اعتبر رعد «ان المرشح الذي يجري التداول باسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه، من خلال فشل المرشحين بالحصول على الأكثرية، بعدئذ يدعوننا للاتفاق على مرشح ثالث من أجل ان يسقطوا مرشحنا».
رعد، وفي لقاء حواري في بلدة الدوير الجنوبية أمس، رد على اتهامات المعارضة للحزب بالتفرد والتسلط وإلغاء الآخر بقوله «ما كنا يوما إلغائيين، وإنما حريصون على وحدة هذا الوطن، وعلى تشارك مع كل مكوناته لنقوى بالمواطنين وليقوى بلدنا بنا».
على الإيقاع عينه، وضع النائب علي حسن خليل ترشيح أزعور في خانة «النكد السياسي»، وقال «سمعنا انهم يحاولون الاتفاق على مرشح بشكل مرحلي من أجل إسقاط ترشيح سليمان فرنجية. لم يطرح واحد منهم مشروعا للشخص الذي يحاولون الاتفاق عليه، لا في السياسة، ولا في الاقتصاد، ولا مشروع التفاهم حقيقي فيما بينهم».
واستبق الثنائي «أمل ـ حزب الله» اجتماع اليوم لقيادة التيار الوطني الحر بتسليف رئيسه جبران باسيل موقفا مهما في انتخابات نقابة أطباء بيروت الأحد، بسحب كل منهما مرشحيه للانتخابات النقابية الفرعية، لصالح مرشحي «التيار الحر»، مما وفر لهم فرصة الفوز.
من جهته، غرد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على تويتر قائلا «منذ البداية انطلق ترشيح فرنجية من عدد وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المتعارضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحا. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيس للمواجهة بخلفية طائفية. حرروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيقة وتعالوا ننتخب رئيسا حرا ينقذ البلد ولا يكون أسير من انتخبه».
وأعاد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل نشر تغريدة قاسم عبر تويتر ورد عليها قائلا «يعني إما التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم؟ لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة! تخبطكم يجعل منطقكم مضحكا مبكيا».
هذا التطور يجعل المرشحين متوازيين، الأمر الذي سمح للبطريرك الراعي حمل ورقة أزعور إلى روما وباريس، لكن موقف «الثنائي» ضده جعل المصادر المتابعة تشك في قرب نهاية الفراغ الرئاسي.
وبما ان «فيتو» المعارضة على فرنجية، حاصل بمجرد ترشيح أزعور بمواجهته، استبعدت المصادر المتابعة ان يعين الرئيس نبيه بري موعد جلسة الانتخاب، على الرغم من رفضه المسبق تعيين الجلسة بغياب منافس لفرنجية، لكن الصورة اختلفت الآن، لأن الحصيلة ستكون فشل الطرفين المتنافسين، وفرض التطلع إلى طرف ثالث، ما يعني من وجهة نظر حزب الله كسرا لمرشحه فرنجية، بصرف النظر عمن سيكون البديل، فالحزب دعا المعارضة للحوار حول مرشحه، وليس أي شخص آخر.
ومصدر قلق الممانعين أرجحية ان تستقر الرئاسة اللبنانية عند قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يلتقي الممانعون مع التيار الحر على معارضة وصوله إلى بعبدا.
وقد استقبل العماد عون أمس سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري وبحث معه التطورات.
وتواجه حكومة ميقاتي همَّا اضافيا يتمثل في عودة موظفي الدولة إلى الإضراب العام، اعتبارا من يوم امس الاثنين، بمناسبة مرور شهر عمل، دون ان تصل إلى الموظفين الرواتب الاربعة اضافية، ولا إلى المتقاعدين الثلاث رواتب، ولا مبلغ 450 ألف ليرة بدل نقل عن كل يوم عمل للموظفين، وسيستمر هذا الاضراب اسبوعين، الأمر الذي يشكل خطرا على الامتحانات الرسمية في لبنان.