سارة بهبهاني: الوصول بالتنس الكويتي إلى العالمية ليس مستحيلاً.. والمستقبل أفضل
كانت إحدى المبادرات في الرياضة النسائية، شقت طريقها في عمر لا يتجاوز الـ 12 عاما، عانت من العقبات المجتمعية، والعوائق الرياضية، لكن الإصرار والدعم الأسري كانا حاضرين على الدوام، لتواصل سارة بهبهاني يوما بعد آخر مسيرتها الرياضية في التنس، فطورت مهارتها في معسكرات طويلة في الولايات المتحدة الأميركية، وشاركت في عديد البطولات الخليجية، والقارية، والدولية، وسجلت «بصمة كويتية» مميزة.
سارة بهبهاني، ضحت بالكثير من أجل هوايتها المحببة، وبعد طول مسيرة مع عالم الكرة الصفراء المشوق، غادرت ملاعبه الترابية والعشبية والصلبة، لكن ليس بعيدا، حيث اتجهت إلى عالم التدريب الواسع، بحثا عن موهبة كويتية جديدة تواصل المسير، ولكن هذه المرة ليست كما خاضت «سارة» طريقها وحيدة في عالم كشفت أسراره الكثيرة يوما بعد آخر، ولكن ستكون سارة بهبهاني داعما ومساندا لجميع المواهب الصغيرة على مختلف الصعد.
«الأنباء» التقت سارة في لقاء مطول تناول مراحل مسيرتها ومستقبلها وتمنياتها وآمالها.
فإلى تفاصيل الحوار:
كيف كانت بداية المشوار مع التنس؟
٭ البداية كانت بالمصادفة في نادي الفتاة، وحينها كان عمري 9 أعوام فقط، وقد كان حينها «الفتاة» النادي الوحيد الخاص لممارسة الرياضة للفتيات، وقد اتجهت حينها إلى رياضة التنس، فيما اتجهت اخواتي إلى الألعاب الجماعية، وقد أشرفت على تدريبي في تلك الفترة مدربة روسية، وكانت ملمة برياضة التنس، خاصة أن لديها أكثر من ابن محترف في التنس، وقد كانت فترة ممتعة، تدربت بداية ليومين في الأسبوع، وبعد سنة زادت الحصص التدريبية لتصبح 4 مرات رفقة أسماء الأيوب، ومنار الجزاف، وكانت المشاركة الأولى لنا في البطولة العربية بتونس عام 2000، وتبين لنا حينها أن اللاعبات التونسيات يتدربن بشكل يومي ولأكثر من مرة.
ما الخطوة التي ساهمت في تطور مستواك الفني خلال المراحل السنية؟
٭ رغبت في تطوير مستواي، خاصة بعد معرفة الفارق الفني الكبير بيننا وبين اللاعبات العربيات، وبعد بحث طويل، عرفت أن هناك معسكرا لتدريب التنس (Saddlebrook) في ولاية فلوريدا، وقد لقيت واللاعبة منار الجزاف كل الدعم من الأهل، فتوجهنا إلى الولايات المتحدة، حيث أقمنا معسكرا تدريبيا لمدة شهر كامل، ووجدنا حينها الأميركية سيرينا وليامز، والسويسرية مارتينا هينغيز، وكانت التجربة ثرية جدا، واكتشفنا أن اللاعبين المحترفين، حتى ممن هم دون 12 سنة، يتدربون على 4 فترات في اليوم الواحد، بحيث يصل إجمالي ساعات التدريب إلى 8 ساعات، (6 تدريب، و2 لياقة)، بالإضافة إلى المشاركة في بطولات أسبوعية منتظمة، وقد تكررت التجربة ثلاث مرات متتالية، وكذلك معسكر تدريبي في إسبانيا.
ما أبرز الإنجازات التي حصلت عليها خلال مسيرتك الرياضية؟ وهل أنت راضية عن مشوارك في التنس؟
٭ شاركت في العديد من البطولات الإقليمية والقارية والدولية، وحصلت على العديد من المراكز المتقدمة، ومن بينها المركز الثالث في البطولة العربية للتنس في مصر، والمركز الثاني في منافسات غرب آسيا التي أقيمت في إيران، وكانت المنافسة صعبة خاصة في البطولات العربية، لكون لاعبات المنتخبات العربية وخاصة في مصر وتونس والمغرب يتدربن بشكل مستمر، ولفترات طويلة، وأغلبهن لديهن تصنيف في الاتحاد الدولي للتنس، كما شاركت في منافسات زوجي بطولة دبي المفتوحة 2022 رابطة محترفات التنس السيدات WTA مع اللاعبة التركية كالا بويوكاكي المصنفة 60 على العالم، ضد الزوجي المكون من الكرواتية داريغا ستشريبر المصنفة 9 على العالم، والأميركية اليكسا غوراتشي المصنفة 11 على العالم، بدعوة من اللجنة المنظمة، وكانت مشاركة ناجحة، كما حصلت على المركز الثاني في الفردي والزوجي في بطولة البحرين المفتوحة 2019، والمركز الأول في الزوجي والمركز الثاني في الفردي في بطولة البحرين المفتوحة عام 2022، وفيما يتعلق بالمنافسات المحلية، فقد حصلت على المركز الأول لسنوات عدة متتالية في فردي وزوجي السيدات، كان آخرها المركز الأول في بطولة الاتحاد للسيدات سبتمبر الماضي، وحصلت على لقب افضل رياضي للموسم.
أما فيما يتعلق بمسيرتي مع التنس، فلست راضية تماما، وهناك غصة في القلب، ولكن مقارنة بالظروف الصعبة المحيطة في تلك الفترة، فإنني راضية عما حققته، خاصة أن الرياضة النسائية لم تكن منتشرة، أو حتى مرغوبة في المجتمع، واليوم الأمر اختلف كليا، وسوف أعمل على أن يكون مستقبل التنس النسائي أفضل من الماضي والحاضر، من خلال اتجاهي للتدريب، ومد يد العون والمساعدة للمواهب الصغيرة من اللاعبات.
كيف ترين الطريق إلى الاحتراف؟
٭ من خلال تجربة ميدانية والاحتكاك المباشر بالعالم الاحترافي للتنس، اكتشفت أننا في عالم والاحتراف في عالم آخر تماما، لسنا قريبين مطلقا، وهذا الأمر يحز في النفس كثيرا، لكنها الحقيقة، وبالإمكان تقليص هذه الهوة الكبيرة من خلال مزيد من الاهتمام، وإحداث تغيير جذري في العديد من الأمور المؤثرة على حياة اللاعب، وكذلك وضع خطة عملية مدروسة، وبمراحل زمنية متوالية، يرسم من خلالها طريق اللاعب أو اللاعبة، ويرصد تطوره فنيا وبدنيا، وصولا إلى التهيئة الكاملة لعالم الاحتراف، وهذا يتم في مراحل مبكرة، تتطلب معها الرعاية من عمر لا يتجاوز 6 أعوام، ولكون رياضة التنس فردية الطابع، وعليه فإن الأمر ليس مستحيلا، في ظل وجود منشأة رياضية عالمية الطراز في الكويت هي مجمع الشيخ جابر العبدالله الدولي، والبداية تكون عبر تعاون وثيق بين وزارة التربية واتحاد التنس، ووضع هيكل متكامل، يتضمن التدريبات اليومية، والالتزامات المدرسية اليومية، بالتنسيق مع أسرته، على أن تكون الأولوية للدراسة والرياضة فقط، وعلينا أخذ الموعظة والعبرة، والقدوة أيضا من اللاعبتين التونسية أنس جابر، والمصرية ميار شريف.
اتحاد التنس لديه مجلس إدارة جديد برئاسة علي حيات، ما رسالتك لهم؟
٭ علي حيات لديه معرفة تامة بمتطلبات لعبة التنس، وما افتقدته في السنوات الماضية، وما يجب أن يكون الوضع عليه حاليا، والمتطلبات الواجب توافرها لتطوير اللعبة، وذلك يرجع لكونه لاعبا سابقا، وأيضا هو متابع دائم للتنس محليا وخارجيا، ولدي أمل كبير بأنه سوف يقوم بتغيير الهيكل الحالي كاملا، وأتوقع أن يكون أحد أهدافه الرئيسية وصول اللاعبين إلى الاحتراف الكامل.
كيف ترين الرياضة النسائية حالياً؟
٭ الرياضة النسائية أخذت في الانتشار في العديد من الأندية والاتحادات، وبشكل واضح للعيان، وأصبح هناك تقبل مجتمعي للفتاة الرياضية.
وقالت: ما حدث في السنوات القليلة الماضية يعد نقلة مهمة، خاصة في ظل وجود تقدير ملحوظ للفتاة التي تحقق نتائج على المستوى الإقليمي والقاري والدولي، ولكن يبدو أننا بعيدون نوعا ما عن المنافسة في العديد من الرياضات، ولأجل الوصول إلى مراحل تنافسية أفضل في جميع الألعاب، يجب أن يستمر الدعم والاهتمام باللاعبات، لتطوير قدراتهن الفنية والبدنية.
«الماتادور» وسيرينا الأفضل في كل العصور
قالت سارة بهبهاني ان اللاعبة الأميركية سيرينا وليامز تعد إحدى لاعباتها المفضلات في التنس، لما تمتلكه من مقومات كثيرة، شخصية وفنية، قد لا يعجبني لعبها في الملعب لفرط القوة التي تستخدمها، لكنها على الجانب الآخر هي لاعبة قوية ذهنيا، وقدمت النموذج الأمثل للمرأة الرياضية، وفيما يتعلق بالرجال فالأفضل على الإطلاق هو المقاتل الإسباني رافائيل نادال، وهو يمثل المثل الأعلى في عالم التنس، من حيث الحضور الذهني، والأخلاق العالية، والقوة البدنية.
التعاون بين الاتحاد وأكاديمية نادال.. ضرورة
طالبت لاعب التنس الدولية سارة بهبهاني بمزيد من التعاون بين اتحاد التنس وأكاديمية رافا نادال، وخاصة فيما يتعلق بالمدربين الكويتيين، وقالت: اجتهد الكثير من الكوادر الوطنية وحصلوا على شهادات تدريب عالمية، لكنهم وللأسف الشديد لم يجدوا الفرصة المناسبة للانضمام إلى الطاقم الفني للأكاديمية، وذلك لعله يرجع إلى معايير فنية بالغة الخصوصية، وآمل أن يتم تخفيف هذه «الشروط» وبما يسمح للمدرب الوطني بأخذ فرصته كاملة في الأكاديمية، وأتمنى أن تطور الأجيال القادمة رياضة التنس والرياضة الكويتية بشكل عام، وأن تمنح الفتاة الكويتية فرصة للاحتراف والمساواة.