ما بين الضريبة.. والفاتورة! – بقلم : معاذ عيسى العصفور
ما بين الضريبة والفاتورة الكثير من الأفراح والأحزان.. الضريبة نتيجة طبيعية لأمر محبب يرغب فيه ويريده الإنسان، أما الفاتورة فهي نتيجة إهمال وكسل وتراخ يبين أثره بعد فترة.
البحث عن الشهرة والسعي للظهور ومحاولة لفت الأنظار أمر محبب للنفس، لكن ضريبته قد تصل إلى انعدام الخصوصية ومشاركة الناس لك في حياتك، مما ينتج عنه قلق نفسي ومشاكل أسرية وصرف مادي وغيرها من الأمور.
كسب المال والسعي وراء الثروة وزيادة الرصيد بالبنك مطلب أغلب الناس، لكن ضريبته حسد الناس ومكائد المقربين والخوف من خسارة المال، مما ينتج عنه اضطراب نفسي وقلق ذاتي. ولا ننسى ضريبة المنصب، فالمناصب القيادية لها ضريبة قاسية، فكلما ارتفع المنصب وعلا الموظف بالسلم الوظيفي زاد الحسد وزادت الضغوط.
البحث عن الشهرة والمال والمنصب له ضريبة قاسية، لكن قد يتحمله الشخص لأن له لذة ومتعة للنفس وللروح وللجسد.
أما الذي يترك ممارسة الرياضة وهو صغير اغترارا منه بصحته وشبابه، فسيدفع الفاتورة حينما يكبر ويتجاوز الأربعين، فالصحة لن تدوم والشباب لن يبقى.
كذلك الطالب الذي يسوف ولا يذاكر أو يجتهد وهو بمقتبل العمر، سواء في التحصيل العلمي أو اكتساب مهارة يدوية، سيدفع الفاتورة حينما يكبر ويتقدم به العمر، فلا العقل يستوعب ولا الجسد قادر على تعلم حرفة جديدة.
فترك ممارسة الرياضة والمذاكرة واكتساب مهارة يدوية، كل هذه الأمور لها فاتورة قاسية حينما يتقدم العمر، قد لا يتحملها الشخص.
حياة الإنسان بين الضريبة والفاتورة تعلو وتكبر أو تنخفض وتصغر، على حسب اختياراتك وقراراتك، فكلما أحسنت بالاختيار ووفقت بالقرار ستكون الضريبة منخفضة والفاتورة منعدمة.