40 زعيماً يبحثون في باريس وضع «ميثاق مالي عالمي جديد»
انطلقت اعمال قمة «من أجل ميثاق تمويل عالمي جديد» في العاصمة الفرنسية باريس من أجل تعزيز تمويل الأزمات للبلدان الضعيفة في جنوب العالم وذلك بمشاركة الكويت.
وحضر القمة المقامة في قصر (برونيار) عن الكويت وفد يترأسه وزير المالية مناف الهاجري ممثلا صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسفيرنا لدى فرنسا محمد الجديع. وشارك في القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ورأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفد المملكة العربية السعودية المشارك في القمة، بجانب رؤساء دول وحكومات وممثلي المنظمات الدولية والمؤسسات المالية والجهات الفاعلة من المجتمع المدني والعالم الأكاديمي، بالإضافة الى الشركات والمستثمرين من القطاع الخاص.
وأمام نحو أربعين رئيس دولة وحكومة ومسؤولا اجتمعوا لمحاولة إعادة صياغة النظام الاقتصادي العالمي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى احداث «صدمة تمويل عام» ووضع الأسس لنظام مالي جديد لمساعدة الدول الهشة بشكل أفضل في مواجهة الفقر واحترار المناخ.
وقال ماكرون خلال افتتاح القمة إن الدول «لا ينبغي أن توضع أمام خيار محاربة الفقر أو مكافحة تغير المناخ»، مضيفا: «علينا أن نحدث صدمة تمويل عام ونحتاج إلى المزيد من التمويل الخاص».
وأشار إلى أنه من دون «تغيير النظام برمته، يمكننا أن نجعله يعمل بشكل أفضل بكثير إذا وظفت هذه الأموال وهذه السيولة في خدمة تقدم الكوكب وهذا التحدي المزدوج الذي ذكرته، الفقر والمناخ، والتنوع البيولوجي».
وقال الرئيس الفرنسي أمام المسؤولين وبينهم عدد من الأفارقة «هذه القمة هي قمتكم، أنتم الذين تقفون على خط المواجهة» في مكافحة تغير المناخ وتزايد الفقر وعدم المساواة.
وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان ان هذه القمة تهدف إلى إرساء الأسس لنظام مالي دولي متجدد وتهيئة الظروف لصدمة تمويلية بحيث لا يضطر أي بلد للاختيار بين الحد من الفقر ومكافحة تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأضاف البيان ان المناقشات على مدى يومين ستركز على التجسيد الضروري للالتزامات التي تم التعهد بها بالفعل فيما يتعلق بالتضامن الدولي وبشأن وسائل تعبئة المزيد من الموارد العامة الميسرة واستخدامها بشكل أكثر فاعلية، بالإضافة الى الدور الأساسي الذي يجب أن تلعبه الجهات الفاعلة الخاصة.
وأكد أن هذه القمة غير الرسمية ستسهم في إيجاد توافق في الآراء بين الشركاء وفي الإعداد للأحداث المتعددة الأطراف واتخاذ قرارات لمواجهة التحديات الرئيسية الحالية التي تهدد على وجه الخصوص دول جنوب العالم بأفريقيا وآسيا.
من جهته، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعواته إلى التغيير قائلا: إن «الهيكلية المالية الدولية فشلت».
وأضاف أن القواعد التي تخصص بموجبها الأموال من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي «أصبحت غير أخلاقية للغاية» و«الجمود ليس خيارا».
من جهتها، دعت الناشطة الأوغندية الشابة فانيسا ناكاتي رؤساء الدول والحكومات إلى التزام دقيقة صمت تكريما «لجميع الذين يعانون والجياع والمشردين والذين يتركون المدرسة».
وإن كان من المستبعد أن تفضي المحادثات الجارية إلى قرارات ملموسة، إلا أنها تستفيد من ثقل الضيوف المشاركين وبينهم ايضا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والمستشار الألماني أولاف شولتس ووزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين.
وفي خطاب ألقته يلين صباح أمس في باريس، قالت إن واشنطن «ستضغط» من أجل أن يشارك دائنو الدول الفقيرة والنامية في مفاوضات لإعادة هيكلة ديونها.
كذلك، تشارك الصين من خلال رئيس وزرائها لي تشيانغ. ويشارك أيضا في القمة الرئيس الكيني وليام روتو، بالإضافة إلى نحو عشرين زعيما أفريقيا رفع العديد منهم الصوت أخيرا ضد الدول الغنية التي تضخ المليارات لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
ونشأت فكرة القمة في نوفمبر خلال مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب27) في مصر، عقب الخطة التي قدمتها رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي. فقد أعادت إحياء الأمل في إحراز تقدم بشأن هذه المسألة التي باتت عقبة بوجه مفاوضات المناخ بين الدول الفقيرة والدول الغنية المسبب الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة.
ودعت موتلي التي حضت على إعادة توجيه التمويل الدولي نحو قضايا المناخ، إلى «تحول مطلق» في النظام المالي وليس فقط «إصلاح مؤسساتنا».
من جانبها، أعلنت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا أنه تم تحقيق هدف تخصيص مائة مليار دولار من حقوق السحب الخاصة للدول الفقيرة، وهي أصول احتياطية لصندوق النقد الدولي يمكن استخدامها للتنمية والتحول المناخي.
وقالت غورغييفا خلال القمة: «تم تحديد الهدف عند مائة مليار». وأضافت «حققنا الهدف، لدينا مائة مليار».