لمواجهة التغير المناخي.. جين فوندا تستعد لـ “مزيد من الكفاح”
رغم مسيرتها السينمائية الطويلة وشفائها الحديث من مرض السرطان، لا تتوانى جين فوندا وهي في الخامسة والثمانين عن النضال لمكافحة الاحترار المناخي الذي تعتبره “أكبر أزمة واجهتها البشرية على الإطلاق”.
جين فوندا تكرس نفسها بالكامل لالتزاماتها كناشطة
لطالما كانت البيئة إحدى أهم أولويات فوندا
وقالت فوندا على هامش قمة هوليوود للمناخ التي تُعقد في لوس أنجليس حتى السبت: “أنا في طور الشفاء من مرض السرطان الذي أعاني منه. لدي الكثير من الطاقة. أنا مستعدة للمزيد من الكفاح”.
وأضافت الممثلة الحائزة جائزتي أوسكار “أنا جزء من مجتمع هوليوود، لا أعتقد أن هذا المجتمع قد فعل ما يكفي لمحاربة هذه الأزمة المناخية. لذلك أنا هنا لتشجيع الناس على السير في هذا الاتجاه”.
وتجمع القمة صانعي أفلام وعلماء وناشطين في محاولة لتغيير ثقافة صناعة السينما ورفع وعي المشاهدين بقضايا المناخ.
وكان من بين المشاركين مخرجا “إفريثينغ إفريوير آل آت وانس”، دانيال كوان ودانيال شاينرت، بالإضافة إلى نجمة مسلسل السيتكوم “أبوت إيليمنتاري”، كوينتا برونسون.
فوندا تناشد صناع الترفيه
وأدارت فوندا لجنة نقاش عنوانها “هوليوود تتصدى لقطاع النفط”، داعية الشركات الناشطة في مجال صناعة الترفيه إلى التوقف عن الاستثمار في الوقود الأحفوري وتقليل انبعاثات الكربون.
وأشارت الممثلة خصوصاً إلى قانون ولاية كاليفورنيا الذي يحظر حفر آبار نفطية جديدة ضمن نطاق كيلومتر واحد من المنازل أو المدارس أو الحدائق.
القانون، الذي وقّعه حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم العام الماضي، يطعن فيه قطاع النفط والغاز الذي نجح في تقديم التماس لتعليق الإجراء وإحالته إلى استفتاء عام 2024.
ورأت جين فوندا أن هذه المحاولات لعرقلة القانون “يجب منعها. يجب على الجميع التعبئة” لمنع حدوث سابقة في هذه الولاية التي يسيطر عليها الديموقراطيون.
وقالت الممثلة: “يصاب الناس بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة والربو والأطفال يتغيبون عن المدرسة، كما تُسجَّل ولادات لأطفال يعانون تشوهات بسبب وجودهم بالقرب من منشآت الوقود الأحفوري”.
جين فوندا.. الممثلة والناشطة
جين فوندا، وهي نجمة سطعت بقوة في الستينيات بأدوار مثل “بارباريلا”، صعدت إلى مرتبة أيقونة سينمائية مع نيلها جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دوريها في “كلوت” (1971) و”كومينغ هوم” (1978).
وأصبحت ناشطة في هذه المرحلة، حتى أنها باتت أول نجم هوليوودي يسافر إلى هانوي للاحتجاج على الحرب في فيتنام.
ولطالما كانت البيئة إحدى أولوياتها. في الآونة الأخيرة، ألقت كلمة في الأمم المتحدة دفاعاً عن التنوع البيولوجي البحري، وحملت على تركيب خط أنابيب نفط في مينيسوتا، وجرى توقيفها مراراً خارج مبنى الكابيتول في واشنطن أثناء احتجاجها للفت الانتباه إلى أزمة المناخ.
وقالت إنها إذا لم تفعل ذلك، فإنها ستكون “مكتئبة للغاية”، ولكن هذه ليست الحال، “لأنني أبذل قصارى جهدي .. علينا جميعاً أن نبذل قصارى جهدنا، قبل فوات الأوان”.
ظهرت جين فوندا أخيراً في أعمال عدة، بينها فيلم “80 فور برايدي” (2022) أو مسلسل “غرايس أند فرانكي” على نتفليكس بين 2015 و2022.
لكن في سبتمبر (أيلول)، كشفت أنها مصابة بسرطان الجهاز اللمفاوي، وبدأت العلاج الكيميائي. ثم، بعد ثلاثة أشهر، أعلنت المرأة التي حاربت سابقاً سرطان الثدي والجلد، أنها في مرحلة التعافي.
وبينما يهز إضراب لكتّاب السيناريو هوليوود حالياً، فإنها تعتزم تكريس نفسها بالكامل لالتزاماتها كناشطة، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وقالت: “لن أحاول حتى العمل في السينما خلال العام ونصف العام المقبل، مضيفة “الانتخابات المقبلة حاسمة حقاً”.