سوق إنترنت الأقمار الاصطناعية – بقلم : تهاني الظفيري
أصبحت المجالات العلمية والمعرفية متداخلة بشكل كبير ليكون التفاضل بينها صعبا للغاية فالنظرة العلمية المجردة لا تكفي فالألوية للأوجه الاقتصادية المدعومة بالاحتياجات الأساسية المتعلقة بتوفير الأمن الإنساني المرتبط اليوم بالاقتصاد المعرفي المعتمد على ثورة تكنولوجيا الفضاء لاسيما مع التحول الرقمي لكل أنشطة القطاعات والأنظمة داخل الدولة، والتي تتطلب القدرة على تأمين البنية التحتية لاتصالات الشبكات الدولية.
ومن هنا ظهرت منافسات كثيرة لعدة شركات معنية بهذا المجال لتغطية الطلبات المتزايدة على خدمات الاتصال المتمثلة بالإنترنت والاستشعار عن بعد، وهذا ما أنعش سوق الأقمار الاصطناعية ودفع إلى استحداث تكنولوجيا إنترنت الأقمار الاصطناعية ذات المدار المنخفض بحدود ارتفاع لا تتجاوز 2000 كم بخاصية عالية السرعة ومزود بأجهزة استشعار فائقة لتحل محل الانترنت الأرضي عبر كيبلات الألياف البصرية غالية الثمن والمعرضة لحوادث التلف والانقطاع والتأخير في معالجة البيانات.
كما أن الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض قادرة على تحقيق إمكانية الوصول الآمن للإنترنت في المناطق التي يصعب الوصول لها، فتعزز بذلك فرصة إشراك الكل في عجلة الاقتصاد العالمي، إضافة إلى استخداماته العديدة والمهمة في دراسة النظام الكوني والغلاف الجوي وسطح الأرض.. الخ.
فالدول أخذت تتسابق على الاستثمارات بمجال تقنيات الأقمار الاصطناعية وتسعى لتخصيص نطاقات في الفضاء لأقمارها عبر الوكالات الدولية المتخصصة لبسط نفوذها الاقتصادي والسياسي عالميا بزيادة قدرتها على التصدي للمعوقات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، لأنه مع الحداثة والتطور الرقمي بات يفي لغرض الإضرار بأي دولة القيام بتدمير بنيتها للاتصالات وتقييد حركتها وشل إدارتها والتحكم بها، لذا تعد تكنولوجيا الإنترنت الفضائي المنخفض المدار أفضل الحلول لتأمين الاتصالات، وهذا يبرر سبب تدافع حكومات الدول لاقتناء هذه التكنولوجيا من المؤسسات المصنعة له، بالرغم من ذلك وبالنظر إلى التقنية المتبعة المعلنة نجد أنها بحاجة للكثير من التطوير، فإذا كان الهدف منها هو سرعة نقل البيانات وهذا محقق بخلاف التأمين الذي يجب إعادة النظر فيه وإيجاد حلول بديلة، تكون أكثر أمانا وفاعلية عن طريق إيجاد مصادر بديلة للطاقة المتجددة في الأطباق المستقبلة للإشارات المرسلة وأجهزة التوجيه مع العمل على زيادة القدرة في التوليد الذاتي للموجات الكهرومغناطيسية التي يعهد إليها في ثورة الاتصالات الحديثة لتطوير سوق الانترنت الفضائي.