تتوقع منظمة «أوپيك» ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى 110 ملايين برميل يوميا خلال 20 عاما مقبلة، وأن النفط سيظل يشكل نحو 29% من مزيج الطاقة بحلول عام 2045.
وأوضح أمين عام المنظمة هيثم الغيص، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر آسيا للطاقة المنعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور: «لا يمكن الاستغناء عن النفط في المستقبل المنظور، وفي رؤيتنا العالمية، نتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى 110 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2045، بارتفاع 23% من المستويات الحالية». وأشار الغيص إلى أن نقص الاستثمار في صناعة النفط سيؤدي فقط إلى تحدي جدوى أنظمة الطاقة الحالية، وإلى فوضى في مجال الطاقة.
وفي سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط السعودية أرامكو أمين الناصر، إن أساسيات سوق النفط العالمية من المتوقع أن تظل قوية لبقية العام الحالي، بدعم من قوة الطلب من بلدان نامية لاسيما الصين والهند.
وأضاف الناصر: «على الرغم من مخاطر الركود في العديد من بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن اقتصادات الدول النامية، لاسيما الصين والهند، تؤدي إلى نمو قوي للطلب على النفط بأكثر من مليوني برميل يوميا هذا العام».
وعن تحول الطاقة، قال الرئيس التنفيذي لأرامكو، إن استكمال تحول الطاقة العالمي خلال ربع قرن فحسب «أمر خيالي»، موضحا أن نمو الطاقة المتجددة لم يواكب النمو في استهلاك الطاقة العالمي.
وعلى صعيد أسواق النفط خلال تعاملات أمس، فقد صعدت الأسعار في المعاملات الآسيوية المبكرة، بعد تمرد وجيز لمجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في مطلع الأسبوع أثار مخاوف من اضطراب سياسي في روسيا وتأثيره المحتمل على إمدادات النفط من أحد أكبر المنتجين في العالم.
وخلال جلسة تداولات أمس، زادت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا أو 0.24% إلى 74.03 دولارا للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 14 سنتا أو 0.20% إلى 69.30 دولارا للبرميل.
وتجنبت روسيا صداما بين القيادة في موسكو ويفجيني بريجوجن رئيس فاغنر يوم السبت الماضي بعد انسحاب المجموعة المدججة بالسلام من مدينة روستوف في جنوب البلاد بموجب اتفاق أوقف زحفها السريع نحو العاصمة.
لكن الأزمة أثارت تساؤلات بشأن قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة ومخاوف بشأن الاضطراب المحتمل في إمدادات النفط الروسي.
وقال محللون في غولدمان ساكس، إن الأسواق ربما تضع في اعتبارها احتمالا أكبر على نحو طفيف أن يؤدي التوتر المحلي في روسيا إلى اضطرابات في الإمداد أو تأثير سلبي كبير على إمداد النفط مستقبلا.
وانخفض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنحو 3.6% في الأسبوع الماضي بفعل مخاوف من رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة مجددا وهو ما قد يقوض الطلب على النفط في وقت جاء الانتعاش الاقتصادي الصيني مخيبا لآمال المستثمرين بعد عدة شهور من البيانات الضعيفة للاستهلاك والإنتاج وسوق العقارات.
