الفساد ومستقبل البلاد .. بقلم : عادل نايف المزعل
الفساد وما أدراك ما الفساد اذا استشرى في بلد ضاعت مصالح الناس وتراجعت الأمة وظهر الكساد وعمت الفوضى في كل أرجاء المؤسسات الحكومية، واقرأوا التاريخ لتعرفوا كيف انهارت امبراطوريات وهزمت بعدما ابتليت بداء الفساد، ولعظم اثر الفساد صنفت الأمم المتحدة دول العالم تبعا لمدى استشراء الفساد فيها.
والمفسدون هم الباحثون عن الثراء من أقصر طريق ولتحقيق مطالبهم بأقل مجهود وهؤلاء يقتلون الطموح والآمال في نفس كل ساع ومجد فكيف لمجد ان يسعى ويجتهد وهو يرى من هو اقل منه قد سبقه في الترقية والعلاوات.. لماذا؟ لأنه يعرف طريقا غير الذي نعرفه ويسلك درب الفساد أو يلجأ للاستثناءات في تحقيق مصالحه وأخذ حقوق الآخرين مهما كانت الأضرار المترتبة عليها.
والسؤال الآن كيف نواجه الفساد القاتل للإبداع والمحطم للآمال والذي يهب من لا يستحق ما لا يملك فتكثر الواسطات، وهنا يكون الحل بترسيخ الانتماء للكويت الغالية وان يشعر كل منا بأنه ينتمي الى الكويت وانها له وليست لحفنة من المتنفعين الحريصين على تضييق دائرة الانتفاع الى اقصى درجة، والحل أيضا في تطبيق القانون وتفعيله وتشديده، فلا استثناءات ولا احد فوق القانون أو المساءلة وتفعيل قانون من أين لك هذا؟ وكذلك تفعيل قانون الذمة المالية للكشف عن الأملاك والثروات.
ونريد ان نكون دولة عدل ومساواة تحارب المفسدين وتلزمهم مكانهم وتقدمهم للعدالة، ولنعمل بهدي نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أرسل رجلا يجمع الصدقات والأعمال فجاءه الرجل وقال له هذا لكم وهذا أهدي إلي، فقال له محمد صلى الله عليه وسلم من استعملناه على عمل ورزقناه رزقا فما اخذ بعد ذلك فهو غلول، اي خائن للامانة، وهذا هو ديننا يحارب أولى حالات الفساد والتنفيع ويصفها بأنها خيانة للأمانة فلنسم الأشياء بأسمائها فخائنو الأمانة كثيرون، فسارعوا الى معالجة الفساد واجتثاثه من جذوره فلا حياة لأمة ضاع فيها الحق ولا مستقبل لأمة اختطت لنفسها الفساد طريقا والمحسوبية أسلوبا، فالعالم الآن صار قرية صغيرة مفتوحة والكويت كتاب يقرؤه العالم فطهروا صفحات الكويت من البقع السوداء لتكون كتابا ناصعا ينير لها طريق النماء، ولنكن أول الداعين للقضاء على الفساد عبر التشريعات من اجل أمنا الكويت، أفلا تستحق الكويت منا ذلك؟
قال تعالى (ومن الناس من بعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد).
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين لها من كل مكروه، آمين.
Adel.almezel@gmail.com