مدينة مؤتة التاريخية – بقلم : عبدالمحسن محمد الحسيني
سبق أن زرت مدينة مؤتة الأردنية وهي مدينة تاريخية شهدت معركة مؤتة التي دارت بين جيش المسلمين والروم، وهي مدينة تابعة لمحافظة الكرك الأردنية وتبعد عن الكرك مسافة 145 كيلو جنوب العاصمة عمان وبها أشهر جامعة أردنية وهي جامعة مؤتة.
وهي مدينة جبلية وعندما زرتها شعرت بالبرودة المختلفة عن بقية المدن الأردنية وفيها زرت قبر جعفر بن أبي طالب الذي يعرف بـ«جعفر الطيار» ومازالت ذرية جعفر الطيار موجودة في مكة، وهناك عائلة الطيار من العوائل الكويتية وفي نفس المسجد الذي يوجد بجواره قبر جعفر الطيار هناك قبر زيد بن حارثة وهو من المسلمين الأوائل وهو مولى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
لقد حارب جيش المسلمين الذي كان عدده ثلاثة آلاف مقاتل ضد جيش الروم وحليفهم «الغساسنة» وكان عددهم يفوق جيش المسلمين حيث بلغ مائتي ألف مقاتل، وكذلك في هذه المدينة قبر الصحابي عبدالله بن رواحة وشرحبيل بن حسنة.
ولقد استبسل المسلمون في هذه المعركة ضد الروم استبسالا كبيرا فكان حامل الراية الاسلامية زيد بن حارثة وظل يقاوم حتى قتل وسقطت الراية من يديه فحملها جعفر بن أبي طالب الذي عرف بجعفر الطيار، وجاءت هذه التسمية بعد أن حمل الراية وتعرض لقطع يديه فحمل الراية بساعديه وظل يحارب ولم يتخلف عن ركب المسلمين، وكان أن رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه جعفر الطيار في الجنة بجناحين ومن هنا جاءت تسمية جعفر الطيار.
وبعد أن أصيب جعفر الطيار حمل راية المسلمين عبدالله بن رواحة، وبعدها جاء خالد بن الوليد الذي حمل الراية وظل يقاتل حتى سحب بقية ما تبقى من جيش المسلمين من ساحة القتال، وقد سجلت هذه المعركة بطولات عدد من أبطال المسلمين.
وفي الحقيقة أن مدينة مؤتة التابعة لمحافظة الكرك الأردنية مدينة جميلة، ويتميز جوها بالبرودة لارتفاع أرضها، ومحافظة الكرك تتبعها عدة مدن تاريخية معروفة، أشهرها مدينة مادبا ومدينة الطفيلة.
ومن معالم مدينة الكرك قلعة الكرك، وكانت مدينة الكرك تعرف باسم «كركا» ومعناها باللغة الآرامية المدينة المحصنة أو المسورة.
الحقيقة فإن محافظة الكرك جنوب عمان العاصمة الأردنية تستحق الزيارة لأنها تتميز بجوها ومعالمها التاريخية وبها أشهر المطاعم.
آية كريمة: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين).
والله الموفق.