ثورة 23 يوليو.. اليقظة العربية – بقلم : عبدالمحسن محمد الحسيني
تعتبر ثورة 23 يوليو المصرية انطلاقة اليقظة العربية، حيث قامت بعدها عدة ثورات عربية، وذلك للتخلص من الاستعمار وهيمنة الدول الأوربية على مقدرات الشعب العربي التي تتمثل في البترول والغاز والمحاصيل الزراعية كالقطن والقمح.
وثورة 23 يوليو هي الثورة التي غيرت معالم الحياة في القطر الشقيق جمهورية مصر العربية، حيث تبدلت حياة فلاحين إلى عمال يديرون مصانع الحديد والصلب ومحطات الكهرباء التي كانت تعتمد على السد العالي. كذلك تغيرت أوضاع المصريين من فلاحين إلى ملاك للأرض من خلال قانون الإصلاح الزراعي.. كذلك تمكن المصريون من خلال قوانين ثورة 23 يوليو إلى أن يقوم العمال ، من إدارة قناة السويس التي تعتبر من أهم الممرات البحرية.
كما سمحت ثورة 23 يوليو للمصريين الذين كانوا يمنعون من دخول العاصمة، بأن يلتحقوا بالجامعات الكبرى مثل جامعة القاهرة وجامعة عين شمس، وأصبحوا فيما بعد هم الأكاديميين الذين يدرسون في الجامعات..
وعلى المستوى الاجتماعي شهدت مصر بعد ثورة 23 يوليو نهضة فنية وعصر العباقرة من أمثال طه حسين والعقاد والشيخ الشعراوي، وكذلك كانت هناك عبقريات فنية من أمثال أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وبفضل تطبيق حرية الصحافة، فقد صدرت عدة صحف مصرية منها الأخبار والأهرام ومن هذه الدور الصحافية تخرج أكبر كتاب وصحافيين على المستويين المحلي والعربي، وكان في مقدمتهم محمد حسنين هيكل ومصطفى وعلي أمين وأنيس منصور وإحسان عبدالقدوس.
لقد ساعدت أهداف ثورة 23 يوليو على توفير أجواء الحرية لينطلق هؤلاء الكتاب والصحافيون ليكونوا في مقدمة الكتاب والصحافيين العرب.
في بداية الستينات والسبعينات كان اختيارنا لقضاء اجازة الصيف بمدينتي القاهرة والاسكندرية، واليوم جاءت مدينة شرم الشيخ لتصبح من المدن السياحية، وكانت الأجواء جميلة وتتوافر كل الاحتياجات في القاهرة والاسكندرية الجميلة بشواطئها.. وعلى شاطئ البحر في الاسكندرية هناك عدة مطاعم مشهورة ومطاعم الأسماك التي تجاور البحر.
ولابد هنا من أن نعود بالذاكرة لتصفح تاريخ الثورة المجيدة بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر الذي كسب سمعة وشعبية كبيرة بين الشعوب العربية، ولو حاولت زيارة الدول العربية آنذاك كنت تشاهد صور جمال عبد الناصر معلقة في المحلات وبعض الشوارع ومنها الكويت.
وإننا إذ نستذكر سيرة ثورة 23 يوليو، فلابد أن نتصفح سجل تاريخ ثورة 23 يوليو التي أصبحت ثورة الشعوب العربية.
وتعالوا الآن لنردد مع كوكب الشرق أم كلثوم:
مصر التي في خاطري وفي فمي
أحبها من كل روحي ودمي
يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا
والله الموفق.