باربي بمواجهة أوبنهايمر.. أيهما حصل على مراجعات نقدية أفضل؟

واللافت أن المنافسة محتدمة بينهما رغم اختلافهما بالقصة ومدة العرض، إذ يمتاز باربي بكوميديا مبهجة، مع سيطرة للون الوردي للدمية الأيقونية الشهيرة وتصل مدته إلى 114 دقيقة، أما أوبنهايمر فيمتد إلى نحو ثلاث ساعات مع صور مظلمة تتمحور قصته حول الحرب والتدمير المحتمل للبشرية، وهذا التنوع في المضمون جذب الجمهور ذاته.

بالنسبة لتصنيف موقع “روتن تومايتو” لتقييم الأفلام نقدياً وشعبياً، جاءت النتيجة متقاربة بين فيلم أوبنهايمر للمخرج الكبير كريستوفر نولان وفيلم باربي للمخرجة غريتا جيرويغ، حيث حصل على تعليقات إيجابية بلغت 92%، في حين حصل باربي على 89%.

بدورها، عرضت العديد من الصحف والمواقع وحتى الإذاعات آراء النقاد حول الفيلمين، الذين حرّكا السوق السينمائية في ظل إضراب نجوم هوليوود المنضم حديثاً إلى إضراب كتّاب السيناريو المستمر منذ مايو (أيار) الماضي، فأيهما نال إعجاب النقاد، وأيهما حقق إيرادات أعلى في أول أيام عرضه؟

1- مراجعات فيلم باربي

من حيث شباك التذاكر، توقعت صحيفة “هوليوود ريبورتر” أن يحقق “باربي” ما بين 90 إلى 110 ملايين دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما من المتوقع أن يحقق “أوبنهايمر” ما بين 40 إلى 49 مليون دولار، والسبب (طول مدة الفيلم لـ3 ساعات).

ونوهت الصحيفة بالنقلة النوعية للمخرجة جيرويغ من الدراما التشويقية والسردية المشحونة بالعواطف أو الإثارة، إلى مادة لطيفة بسيطة، لكنها تقدم بصورة مبهرة، لا تخلو من هدف سامٍ وحكمة أخلاقية، يمكن استخلاصهما بين سطور الفيلم، لاسيما محاولته القضاء على فكرة “تسليع المرأة”.

من جهتها، اعتبرت “بي بي سي” أن الفيلم ليس مجرد “آكشن كوميدي”، بل هو حبكة درامية فيها الكثير من المشاعر، والجرأة في الطرح، مع نص مبتكر، وقادر على المنافسة على صعيد المخرجانات وجميع أنواع الجوائز، لاسيما جائزة أفضل صورة في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2024.

وأشادت الإذاعة الوطنية NPR” بفيلم باربي معتبرة أنه نقطة تحول وانعطافة مثيرة للاهتمام في صناعة الأفلام، ما يفرض على شركات المنتجة الأخرى العمل بجدية أكبر لتقديم مادة تكون بمستوى “باربي” وقادرة على المنافسة.

من جهتها، أشارت “لوس أنجليس تايمز” إلى أن الفيلم عمل ذكي مفعم بالحياة الحيوية، لأنه مهما كان رأي الجمهور بدمية باربي، فإن فيلم المخرجة غريتا جيرويغ، فتح الباب أمام النقاش، وانقسام الرأي بين مؤيد للنسوية وبين معارض لها!

2- مراجعات فيلم أوبنهايمر

“هوليوود ريبورتر” وصفت فيلم “أوبنهايمر” للمخرج كريستوفر نولان بأنه فيلم مثير، مليء بالذكاء والحيوية عن الرجل الذي قاد “مشروع مانهاتن” لبناء القنبلة التي أنهت الحرب العالمية الثانية، لكن العنصر الأكثر صدمة في هذه الملحمة الجريئة هو أن التدافع العالمي على التسلح النووي تم تناوله بشكل ثانوي جداً.

موقع ماشابل اعتبر أنه بالنسبة إلى محبي المخرج نولان، فهناك الكثير في فيلم “أوبنهايمر” ليغرموا به، من كيمياء فريق العمل المذهلة، إلى الصورة المذهلة والحبكة المترابطة، لكن بعد عام كامل من الترقب، ومنافسة مع “باربي” لغريتا جيرويغ، هل يمكن لأوبنهايمر أن يرتقي إلى مستوى الضجيج كأفضل فيلم لنولان حتى الآن؟.. الجواب: لا.

نيويورك تايمز قالت: “إنها قصة مليئة بالأحداث، خاصة أن نولان أعطى شرحاً مبسطاً للكثير من عقد النص، وقام بتقسيمه إلى مراحل، لتظهر براعة المخرج والممثلين في عدم تضخيم حدث على آخر، أو تسليط الضوء على حادث معين دون آخر، خلصة في المشاهد بالأبيض والأسود، حيث حافظ الفيلم على مستواه”.

ذا ديلي بيست لم يعجبها فيلم “أوبنهايمر”، ووصفته بأنه مليء بالتناقضات التي لا نهاية لها، فهو يرتكز في سرده لسيرة حياة روبرت جي أوبنهايمر على الخيال والتشويق، وطرح نظريات عن الأحلام والمعجزات التي حققت الدمار والموت في أقصى مجدها.