بن غفير يقود اقتحام عشرات المتطرفين لـ«الأقصى».. وتنديد دولي
في محاولة لتشتيت الأنظار عن الأزمة الأخطر التي تعيشها إسرائيل منذ عقود والمعركة بين حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة والقضاء، قاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير، اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك شرق القدس المحتلة تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وجرى الاقتحام على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى تزامنا مع ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل»، وأدوا هناك طقوسا تلمودية.
وشارك في الاقتحام نواب في الكنيست ومسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزير الجليل والنقب اسحق فسرلاوف، الذين دخلوا لاحقا إلى باحات الأقصى ونفذوا جولات «استفزازية».
وكان المستوطنون باتوا ليلتهم قبالة باب المغاربة تلبية لدعوات جمعيات استيطانية متطرفة لتنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى، بينما وفرت الشرطة الإسرائيلية الحماية لهم ومنعت الفلسطينيين من دخول المسجد وقامت باعتقال العديد منهم.
ونقلت الإذاعة عن بن غفير الذي ينتمي إلى حزب القوة اليهودية المتطرف، قوله إن «هذا المكان هو أهم المواقع للشعب اليهودي وعلينا العودة إليه وإبراز سلطتنا عليه»، في تحد لجميع الإدانات الدولية.
وتعد هذه المرة الثالثة التي يقوم فيها بن غفير بدخول المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، حيث سبق أن دخل للمرة الأولى في يناير 2023 ومن ثم في مايو من ذات العام الأمر الذي قوبل برفض وتنديد فلسطيني وعربي في حينه.
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لوقف الانتهاكات، ونددت حركة حماس بما وصفتها بأنها «الاقتحامات الواسعة والمستمرة».
وأضافت أن هذا «تصعيد خطير للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى». ودعا خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري إلى شد الرحال بشكل دائم لساحات الحرم القدسي، معتبرا ان ما يجري حرب مفتوحة تشنها عصابات المستوطنين، بدعم وتأييد حكومة نتنياهو المتطرفة.
وتوالت الإدانات الدولية للاقتحام، حيث أعربت وزارة الخارجية السعودية عن استنكار المملكة العربية السعودية للاقتحام، وأكدت، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن «هذه الممارسات الممنهجة تعد تعديا صارخا على جميع الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم».
وحملت الوزارة «قوات الاحتـــلال الإسرائيلــي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه التجاوزات». وشددت على مطالبتها للمجتمع الدولي بـ «الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وبذل كل الجهود لإنهاء هذا الصراع».
بدورها، نددت مصر بالاقتحام وقيام السلطات الإسرائيلية بمنع المصلين المسلمين من ممارسة حقهم الأصيل في النفاذ إليه والتعبد به.
وشددت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، على أن الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى الشريف ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا لن تنال من وضعيته القانونية والتاريخية القائمة، والتي تقر بأن الأقصى وقف إسلامي خالص ومكان عبادة للمسلمين.
كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الخطوة الاستفزازية. وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان أن تكرار اقتحامات المسجد الأقصى من قبل مسؤولي الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين المستعمرين يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم، ويأتي في إطار السياسة الممنهجة لحكومة الاحتلال لمحاولة تغيير الوضع التاريخي القانوني القائم في الأقصى المبارك وفرض سياسة التقسيم الزماني والمكاني.
وحذر الأردن من تبعات الاقتحام الخطيرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سنان المجالي ان «قيام وزير إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وانتهاك حرمته وممارسات المتطرفين تمثل خطوة استفزازية وخرقا فاضحا ومرفوضا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها». وأكد أنه لا وصاية لإسرائيل على المسجد الأقصى.
وتأتي خطوة بن غفير فيما تتعمق الأزمة السياسية التي تواجهها الحكومة، حيث قدمت جماعة الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل طعنا ضد عدم دعوة الحكومة لانعقاد لجنة اختيار القضاة، الأمر الذي يقع في وسط أزمة دستورية على خلفية إقرار الكنيست التعديلات القضائية التي تحد من سلطات القضاء.
وأظهر الموقع الإلكتروني للمحكمة العليا تحديد موعد لجلسة استماع هو السابع من سبتمبر للحركة ضد وزير العدل ياريف ليفين، وهو بمنزلة مهندس التعديلات القضائية المثيرة للجدل.
وتوقفت المظاهرات المناهضة والمؤيدة للتعديلات القضائية أمس، لكن المواجهة القانونية ستبدأ الخميس المقبل عندما تنظر المحكمة العليا في استئناف ضد مشروع قانون للائتلاف تم التصديق عليه في مارس ويحد من شروط عزل رئيس الوزراء من منصبه.
ويقول قادة الاحتجاجات إن أعدادا متزايدة من جنود الاحتياط في الجيش قرروا التوقف عن تأدية الخدمة للتعبير عن معارضتهم. ووعد متظاهرون بأنهم سيخرجون بقوة مرة أخرى بمجرد انتهاء فترة الصيام غروب أمس.
ونشرت شيكما بريسلر، وهي من قادة الاحتجاجات، ملصقا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يقول: «الحكومة غير شرعية». وأضافت: «الاحتجاجات ستستمر كما هو مقرر لها في الوقت نفسه الذي يتم فيه تكثيف الإجراءات واستخدام أدوات لم تستخدم من قبل».