الغزو العراقي الغاشم للكويت.. لن ننسى – بقلم : سعد النشوان
لم يكن الثاني من أغسطس 1990 يوما عاديا، وإنما كان يوما تجلت فيه الخيانة والغدر بأبشع صورهما، ففي هذا اليوم قطع حزب البعث العربي الاشتراكي متمثلا في النظام العراقي أواصل الأخوة وغزا الجيش العراقي الكويت في أقذر جريمة في القرن العشرين والتي فاقت النكبة العربية باحتلال فلسطين وقيام دولة الصهاينة، فالمحتل لفلسطين هو عدو صهيوني، ولكن في غزو العراق للكويت هو اعتداء عربي ومسلم على عربي ومسلم، ومن ذلك اليوم أخذت الفجوة العربية- العربية بالتنامي ودخلنا في سلسلة تنازلات من مؤتمر مدريد 1991 والذي نتجت عنه اتفاقيات أوسلو 1993 والهمجية الصهيونية في الأراضي المحتلة بسبب تنامي التمزق العربي بسبب وقوف عدد من الأنظمة العربية مع النظام العراقي، وكان الجزاء من جنس العمل فلم يقف أحد مع الظالم إلا انتقم الله تبارك وتعالى منه.
وعلى الصعيد الداخلي، فقد كان الغزو العراقي له آثــار عظيمة على الشعب الكويتي وعلى البيئة الكويتية، فمن هـــذه الآثار حدوث العديد من الآثـــار النفسية لبشاعة الجرائم التـــي ارتكبتها قـــوات الاحتلال العراقية، فكيف تكون نفسية الأم أو الزوجة والأبـــناء الذين قتل والدهم أمـــام أعينهم، فيكف يجرؤ أحد على ان يطلب منهم أن ينسوا هذه الجريمة؟!
وطالت جرائم الجيش العراقي حتى البيئة والحيوانات، وكلنا نذكر كيف تحول نهار الكويت إلى ظلام دامس بسبب حرق 732 بئرا نفطية في أكبر جريمة بيئية في التاريخ.
ولن ننسى أتقياء أبناء وبنات الكويت وهم أسرى والتنكيل بهم، وكما يقول من خرج منهم لا يمكن أن يقوم به أي إنسان في قلبه ذرة إيمان أو شعور إنساني أصلا.
ولكن هناك دروسا عظيمة وإيجابية من الغزو العراقي، فاللحمة الوطنية أيام الغزو العراقي الغاشم كانت في أوج صورها، وهذه رسالة لكل من يريد ان يفرق بين أبناء الشعب الكويتي (خبت وخاب مسعاك)، فأكبر مجرمي القرن لم يستطع ان يفرق بين أبناء الشعب الكويتي ولا يؤلبهم على حكامهم.
ومن الفوائد المهمة للغزو، كيف قام الشعب الكويتي بإدارة الحياة المدنية بكل اقتدار، وهنا يجب على الحكومة ان تعتمد على الشباب الكويتي، فهم إن أتيحت لهم الفرصة فوالله سيبدعون ولن ننسى من وقف معنا ومن أعطانا طعنة في الظهر، وكمواطن كويتي سأبقى أعلم أبنائي وأحفادي بأن يوم الثاني من أغسطس 1990 هو يوم الغدر والخيانة، ولن ننسى.