كيف تُصلح «قلباً مكسوراً»؟ – بقلم : معاذ عيسى العصفور
كنت في جلسة نقاشية رائعة، عن كتاب «كيف تصلح قلبا مكسورا؟» للكاتب غاي ونش، جميع من بهذه المعمورة يبحث عن إصلاح وجبر وشفاء، لما يتعرضون له من صدمات ونكسات وكسر لقلوبهم.
القلوب قد تكسر وقد تتحطم وقد تصاب بمقتل، فالقلوب كأي عضو في جسمك بل هو أهم عضو يتوجب عليك الاعتناء والاهتمام به، فكما أن اهتمامك بصحتك الجسدية يعطيك القوة والصلابة والنشاط، فاهتمامك بصحتك النفسية تعطيك الطاقة والحيوية والهدوء.
سمي القلب قلباً لتقلبه، فهو مثل الريشة بالفلاة، تعلقت في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن، فالقلب شديد التقلب كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا».
تعلقنا بالآخر يكون إما حبا أو صداقة أو منفعة و«قد» تكون مصلحة، فالتعلق سمة إنسانية، وطبيعة بشرية، وتطبعت به جميع الموجودات كذلك. فقد يأتي التعلق عند البعض بالمقتنيات، أو بالموجودات، أو بالحيوانات، فالبعض يتعلق بكلب ألفه، أو حصان ركبه، أو قط أحبه.
لكن آفة التعلق الفقد، والترك، والهجران، يقول هيرقليطس.. الشيء الوحيد الثابت في الدنيا هو التغيير المستمر.
الصغير سيكبر، والكبير سيشيب، والأعزب سيتزوج، والمتزوج سيترك من ارتبط بها إما أو، لا توجد في الحياة مياه راكدة، ولا توجد سعادة أبدية، أو تعاسة سرمدية، كل ما في الحياة سيمضي، وكل لحظاتها إلى أمد، وكل مر سيمر.
حينما يكسر كأس من زجاج لن تستطيع ترميمه، وحينما تسقط آنية من فخار لن تعود كما كانت كسابق عهدها، فكذلك القلب إذا كسر فلن تستطيع لملمة شتاته، القلب من لحم ودم ومع ذلك قد يكسر إذا صدم أو تعرض لما لا يحتمله من نوائب الدهر.
كيف تصلح قلبا مكسورا؟، العلاج مؤلم، والترميم متعب، والحلول ليست بالبسيطة، العلاج يحتاج إلى وقت، والترميم يحتاج إلى عون، والحلول تحتاج منك إلى اطلاع.
تجاربنا ليست واحدة، وآلامنا ليست متشابهة، والصعاب التي مررنا بها متفاوتة، لذلك العلاج والترميم والحلول تختلف باختلاف ما مر به كل قارئ لكلماتي ومتمعن بحروفي.
asfor83@gmail.com