تعد المسابيح من أهم مظاهر «الكشخة» في الكويت ودول الخليج، فبالإضافة إلى استخدامها في التسبيح، تحول اقتناؤها لدى الكثيرين إلى هواية لها عشاقها في جميع الدول، كما غدت تجارة مزدهرة قد يتجاوز رأسمالها ملايين الدنانير. ويتميز بعض المسابيح بسعرها المرتفع الذي يصل إلى 25 ألف دينار، حيث تصنع من الأحجار الكريمة مثل الفيروز والكهرمان والعاج والعقيق وبعضها له خصائص فريدة وأسرار عجيبة، وتعد أسواق الكويت وتحديدا «المباركية» الأكثر خليجيا في عالم المسابيح وخاصة الكهرب منها، وتصدرها إلى الخارج، كما أن الشباب يعدون من أكثر الفئات شراء لها، ويفضلون اللون الأصفر متوسط الحجم منها. «الأنباء» ورغبة منها في تسليط الضوء على خفايا وأسرار عالم المسابيح، قامت بجولة على محلات بيع النادر منها في أسواق المباركية للوقوف على أهم وأشهر الأنواع وأغلاها ثمنا، والتعرف على الفئات الأكثر اقتناء لها، حيث أكد باعة وهواة لجمع المسابيح أن الكهرب والعاج أكثر الأنواع طلبا، والأصفر الغامق هو اللون المفضل، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، أكد بائع المسابيح والأحجار الكريمة أحمد والذي يعمل بهذا المجال منذ أكثر 20 عاما، ان اقتناء المسابيح هواية لدى الكثيرين، وسعرها لدينا يبدأ من 80 إلى 25 ألف دينار، لافتا إلى ان المسابيح الأكثر طلبا يبدأ سعرها من 500 إلى 1500 دينار، وتتميز بشكلها الجميل وسعرها المناسب.
وقال أحمد: أكثر المسابيح المطلوبة هي مسابيح الكهرب ثم مسابيح العاج وأكثر الألوان المطلوبة هو اللون الأصفر الغامق، كما توجد جميع الأحجار الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، مشيرا إلى أن المسابيح الثمينة والتي يتراوح سعرها من 10 إلى 25 ألف دينار لن تجدها داخل المحل ولكنها تطلب من الخارج لزبائن معينين.
وأضاف: مسباح الكهرب لا تقل قيمته عن 500 دينار وهو من الحجر الكريم باللون الأصفر الفخم والمميز بالكركوشة والفواصل الفضة المصقولة بإتقان والدائرية الشكل ناعمة الملمس وبألوان جذابة وتناسب جميع الأذواق.
أشهر الأنواع
بدوره، ذكر البائع خليفة ان لديهم جميع أنواع المسابيح بالكويت وأشهرها الكهرب، لافتا إلى أحد المسابيح عمره أكثر من 30 عاما وتصل قيمته لأكثر من ألفي دينار، وآخر يفرز رائحة جميلة وعند تعليقه في الرقبة يتغير لونه مع الوقت من الأصفر حتى يصل إلى الاحمرار.
وحول كيفية استخراج مسابيح الكهرب، قال انها مادة صمغية تفرزها أشجار الصنوبر منذ آلاف السنين وحاليا يستخرج من بحر البلطيق القريب من اليونان ويستخرج من هذا البحر الكثير من الأحجار التي تستخدم في المسابيح والعقود والخواتم، مشيرا إلى أن أقوى أسواق مسابيح الكهرب في الخليج هي أسواق الكويت وتحديدا المباركية، وكثير من الزوار الأجانب يقومون بشرائها من الكويت ومحلات دول الخليج تستورد بعض المسابيح الثمينة من الكويت.
الشباب الأكثر شراء
وبين أن اكثر الفئات شراء للمسابيح هم الشباب، وأكثر الألوان المطلوبة الأصفر والحجم المتوسط وهناك من يفضلون شراء مسابيح الكهرمان المحشرة وبعض المسابيح يصل سعرها إلى 25 أو 30 ألف دينار وتشتريها بعض الشخصيات التي تحب اقتناء القطع النادرة.
هواية مفضلة
من جانبه، أشار عبدالعزيز العوضي وهو من أشهر الزبائن في سوق المسابيح بالمباركية إلى انه يمتلك أكثر من 300 مسباح ثمين وتصل قيمتها إلى آلاف الدنانير وسعر أقل مسباح لديه ألفي دينار، وقد أخرج من الشنطة مسباحين أحدهما سعره ألفي دينار والآخر بـ 5 آلاف، لافتا الى ان المسباح الذي في يده للاستخدام اليومي وسعره 3 آلاف دينار.
وذكر العوضي ان أغلب أصحاب المحلات يعرفونه منذ أكثر من 12 عاما ولديه كل ما هو نادر من المسابيح، مبينا أن اقتناء المسابيح هوايته التي يعشقها ويدفع مبالغ طائلة فيها.
من جهته، أكد مشعل تقي وهو من هواة اقتناء المسابيح ان هذه الهواية ورثها عن جده ووالده ويملك مسابيح نادرة منذ عشرات السنين، مبينا انه آخر مسباح أعجبه اشتراه بمبلغ 40 ألف دولار من العراق وتحديدا من محافظة السليمانية وعمره أكثر من 100 سنة ومصنوع من الأحجار الكريمة الطبيعية، مشيرا إلى انه لو قام بعرضه للبيع حاليا سيربح فيه 5 آلاف دينار.
وتابع تقي: تجارة المسابيح لا توجد بها خسارة لأن أسعارها ثابتة وفي ارتفاع ولكن الخسارة تكون عند فقدان المسباح في مكان ما، وفقدت سابقا مسباحين أحدهما بـ 800 دينار والآخر بـ 5 آلاف دينار، وفقدته في محطة وقود بالسالمية وقمت وقتها بالإعلان عنه في إحدى الصحف الإعلانية وخصصت 500 دينار مكافأة لمن يعثر عليه.
وزاد: أمتلك حاليا أكثر من 100 مسباح وتصل قيمتها إلى ثمن قسيمة في إحدى مناطق الكويت، وأكبر دليل على ان تجارة المسابيح رابحة كثرة المحلات التي تتاجر بها فقد كانت في السابق لا تتجاوز 3 محلات والآن تصل إلى أكثر 15 وهي في ازدياد مستمر.
أسعار متنوعة
٭ الكهرمان «الكهرب» يبدأ من 75 ديناراً إلى 20 ألفاً ويباع بالوزن.
٭ العاج يبدأ من 35 دينارا فما فوق.
٭ وهناك أنواع أخرى يبدأ سعرها من 30 ديناراً.
