تدرّب الكلاب على حماية الأغنام من النسور
وسط قطيع من الأغنام يرعى في حقل في المرتفعات الاسكتلندية، يراقب “لويجي” و”بيتشز” السماء.. فهذان الكلبان يتعلمان حماية الأغنام من النسور الكبيرة التي تفترس الحملان.
ويأمل جوني وديزي إيمس اللذان بدأا برنامج التدريب في روثيمورتشس في شمال اسكتلندا، بأن يسمح مشروعهما للمزارعين والنسور بالتعايش، فيما يدعو مربّو ماشية السلطات إلى قتل النسور.
وقالت ديزي “آخر شيء نريده هو قتل النسور” مضيفة “يجب إيجاد حل يناسب الطرفين”.
كانت النسور في الماضي جزءاً من المناظر الطبيعية في اسكتلندا، لكنها طوردت حتى انقرضت في القرن التاسع عشر، وفي العام 1975، كجزء من برنامج إعادة إدخالها إلى البلاد، نقلت نسور من النروج إلى جزيرة رم النائية في اسكتلندا، ثم أعيد إدخال طيور أخرى إلى مناطق أخرى في التسعينات وفي عامَي 2007 و2012.
وإذا كانت عملية إعادة إدخال النسور ناجحة، فإنها لا تناسب مربّي الماشية، إذ إن الطيور تهاجم الحملان لتقتات.
وبهدف حل المشكلة، استلهم جوني من تجربته في مشروع حماية الفهد في ناميبيا حيث استخدمت كلاب ماريما-أبروزا بنجاح لإبعاد السنوريات عن الماشية، ولتدريب الكلبين، يربط جسماً يشبه النسر بطائرة مسيّرة ويحلق بها فوقهما.
ويسمح جوني وديزي أيضاً لنسر بأن يقتات بجيفة أمام الكلبين في بيئة خاضعة للرقابة، وأوضح جوني “نريد أن نظهر للكلبين أن النسر حيوان مفترس وأنه إذا كان هناك واحد قرب الحملان، يجب إخافته”.
من جهتها، أكدت جيني لاف، وهي مربية أغنام على ساحل اسكتلندا الغربي، أن النسور كان لها تأثير مدمّر في المنطقة، وقالت: “النسور ليست شريرة.. ليس لها غذاء آخر، لذلك فهي تفترس الحملان التي تعتبر فريسة سهلة بالنسبة إليها”.
وأضافت “لكن ذلك يلحق خسائر فادحة بمربّي الماشية. فهم يحرمون من مصدر رزقهم. تعتقد العامة أن هؤلاء المربين هم الأشرار”.
وفي إطار خطة لإدارة النسور، يتلقى مربّو الماشية ما يصل إلى خمسة آلاف جنيه إسترليني (5800 يورو) سنوياً، تعويضاً عن الماشية التي خسروها بسبب النسور، لكن عملية المطالبة بالتعويض مكلفة ومعقدة ولا تعوض الخسائر إلا جزئياً، وفق لاف.
وأوضحت أن مربياً خسر حملاناً بقيمة 30 ألف جنيه إسترليني (حوالي 35 ألف يورو) في موسم واحد.
وأضافت “رأيت رجالاً أقوياء ينهارون بالبكاء أمامي لأنهم لم يعرفوا ماذا يفعلون”، معربة عن تشكيكها في قدرة الكلاب على حل المشكلة.
ووفقاً لها، يتطلب الأمر آلاف الكلاب لحراسة الأغنام في الجبال، حيث تُفقد الحملان بشكل شبه كامل بسبب النسور.
أما الحل، بحسبها، فيكمن بدلاً من ذلك في تعويض أفضل وأكبر ويمكن الحصول عليه بسهولة.