وزارة الصحة – بقلم : عادل نايف المزعل
الرعاية الصحية التي تقدمها الدولة للمواطنين ليست منة ولا هبة، إنما هي حق كفله الدستور الكويتي لكل مواطن، الذي من حقه أن توفر له الدولة كل الرعاية الصحية داخل الكويت، فإن لم يجد العلاج هنا تتكفل الدولة بعلاجه في الخارج.
لكن إذا أردت أن تحظى برؤية طبيب استشاري فعليك أن تنتظر شهورا حتى يأتيك الدور، أو أن تذهب إلى مستشفى خاص وتدفع أموالا طائلة، لذا على من لا يجد أن يصبر على آلام المرض حتى يحين موعده مع الاستشاري، وإذا ألم بك مرض مفاجئ فعليك أن تذهب أولا إلى المستوصف لتأخذ دورا بطابور طويل ثم تحظى بتحويل للمستشفى ثم تتوجه إلى المستشفى لتقف في طابور طويل أيضا، وتبدأ المعاناة على أبواب الطبيب الذي يحتشد أمامه العشرات.
وإذا وصف لك الطبيب وصفة وذهبت إلى صرفها فستجد أن بعض الدواء الذي وصفه لك الطبيب غير موجود في الصيدلية وتضطر لأن تذهب إلى صيدلية خاصة.
هناك خلل ظهر مؤخرا لابد من الإسراع في معالجته، وهو اقتصار عمل عيادات السكر على الفترة الصباحية وإلغاء عملها في الفترة المسائية، وقد تسبب ذلك في ازدحام شديد على العيادات، ووصل الأمر إلى تأخر حصول بعض المرضى على الاستشارة والدواء المناسب رغم حالتهم الصحية، لذا نرجو من الوزارة سرعة اتخاذ قرار بإعادة عمل هذه العيادات كما كانت في فترة ما بعد الظهر، إضافة إلى الفترة الصباحية.
وإذا ذهبت إلى مركز الجلدية في جميع المراكز فسنجد أغلب الأدوية غير موجودة !
وأود أن أشير إلى مشكلة تواجه الوافدين عندما يذهب الوافد إلى المستوصف يؤخذ منه ديناران وخمسة دنانير لصرف الدواء وإذا ذهب إلى المستشفى فالكشف بعشرة دنانير، وصرف الدواء بعشرة دنانير أخرى، ناهيك عن تكاليف التحاليل والأشعة كذلك بمبلغ معين حسب نوعها، ودواء السكر يصرف لشهر واحد وكلها بمبلغ، وعند تحليل السكر التراكمي في المستوصف يؤخذ منه ديناران، فنرجو من وزارة الصحة أن تقلل من هذه المبالغ وتأخذ مبلغا بالمعقول نظرا لظروف كثير من الوافدين.
أين نحن يا وزارة الصحة.. ألسنا في بلد الخير والنعمة والنفط ولا نجد بعض الأدوية في الصيدليات؟! كيف توزع أموال الكويت على العالم ومستشفياتنا تعاني من نقص في الدواء؟ أين القائمون على شؤون الأدوية؟
وأود هنا أن أطالب الوزير ومساعديه بإعادة النظر في رواتب الأطباء نظير عملهم الشاق، كما أنه لابد من استقطاب الأطباء من ذوي الخبرة والعلم الذين تتهافت عليهم مستشفيات العالم بأسره.
لقد أفاء الله علينا بخير كثير فلا أقل من أن نصلح البنية التحتية لجميع مستشفياتنا ونوفر لها الأطباء والأجهزة ونحاسب كل مقصر، وأرواح العباد ليست محل للتجارب.
كذلك لدي ملاحظة بشأن وقف الإجازات على أساس مكافحة الجائحة، فقد جاء رد عن البديل النقدي للإجازات للأطباء غير الكويتيين مفاده: يرجى من الأطباء غير الكويتيين مراجعة المنطقة الصحية التابعين لها وإلغاء طلب البديل للإجازات وسيعاد لهم الرصيد المخصوم، والبديل النقدي للإجازات يكون فقط للكويتيين. هؤلاء الأطباء اشتغلوا في وقت كورونا، والأطباء الكويتيون كذلك اشتغلوا في وقت كورونا، فلماذا التفرقة؟! ما يجوز، كلهم اشتغلوا.. نرجو من وزير الصحة إعادة النظر في هذا القرار.
يا وزير الصحة، أعلم أنك ورثت تركة مثقلة بالمتاعب، لكن بالإصرار والتحدي والشفافية تستطيع أن تعالج كل السلبيات، وما دمت يا معالي الوزير قد عرفت الداء فلابد له من دواء، فتوكل على الله ومعك مساعدوك، ولا تأخذك الرأفة بأي متقاعس، واستثمروا أموالنا في إنشاء المستشفيات التخصصية.
شكرا لجميع الأطباء المخلصين في جميع مستشفياتنا على ما يقومون به من رعاية للمرضى، وندعو الله أن يكون كل ذلك في ميزان حسناتهم، اللهم آمين.
قال الشاعر:
ليس يدري لذة الصحة من
لم يذق قبل مرات السقم
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه.. اللهم آمين.