صحوة مطلقة – بقلم : محمد العويصي
تروي إحدى المطــلقات عن معاناتها بعد الطلاق فتقول: اسكن مع بناتي الأربع وخادمتي في شقة مستأجرة من قبل طليقي حسب القانون.
يوميا اقوم بتوصيل بناتي الأربع الى مدارسهن الابتدائية والمتوسطة صباحا، ومن ثم اذهب الى عملي متأخرة بسبب الازدحام المروري.
مديرتي في الوزارة دائما تعاتبني وتحاسبني على تأخري عن العمل وتخصم من راتبي شهريا.
في نهاية الدوام أذهب الى بناتي اللاتي ينتظرن في الحر الشديد، واذا مرضت احداهن ذهبت بها الى المستوصف لعلاجها، ويوميا اذهب الى الجمعية التعاونية لشراء احتياجات بناتي والمنزل.
في احد الايام حدث ثقب في اطار سيارتي، فجلست انتظر المساعدة من الناس، فليس لدي زوج او اخ اتصل به ليقوم بمساعدتي، انتظرت طويلا حتــى جاءت سيارة الشرطة وقام الــشرطي مـــع زميله بتبديل اطار سيـارتي مشكورين ومأجورين.
بناتي في الصيف يلحون عليّ دائما بالسفر، لكني اعتذر منهم لعدم وجود محرم يسافر معنا!
تبون الصچ ندمت على تسرعي في طلب الطلاق لأسباب تافهة يمكن حلها بالحكمة والصبر، وتذكرت المثل المصري «ضِل راجل ولا ضِل حيطة».
المرأة خلقت للرجل، ولهن خُلق الرجال، والدليل قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ـ الروم: 21)، وقوله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ـ البقرة: 187).
أي هن ستر لكم وانتم ستر لهن، لأن كليهما يستر صاحبه ويغنيه عن الحرام.
نصيحتي الى النساء المتزوجات بحل مشاكلهن الزوجية بالتفاهم والتراضي والصبر والحكمة وعدم العناد وفرض الرأي ويبوسة الرأس، والاستعجال في اتخاذ قرار الطلاق عند الغضب.
عليكن الاستعانة بمكتب الاستشارات الاسرية التابع لوزارة العدل لحل مشاكلكم الزوجية من قبل مستشارين من اهل الاختصاص والخبرة، لديهم المقدرة على حل المشكلات الزوجية واصلاح ذات البين.
فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.
٭ آخر المقـال: حديث خطير: عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة».