يحتفل العالم في التاسع عشر من أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني بهدف استذكار العاملين في المجال الإنساني والتحديات والعقبات التي يواجهونها أثناء تأدية مهامهم الإغاثية ومحاولاتهم المستمرة من أجل الوصول إلى الناس في جميع دول العالم وتقديم المساعدة لهم أثناء الأزمات الإنسانية كالسيول والفيضانات والزلازل والحروب والنزاعات وتفشي الأوبئة.
إن الإنسانية لا تتجزأ عن العادات والتقاليد وأخلاقيات المجتمع وهي جزء من الأخلاق التي حثت عليها الديانات السماوية، فالشعور بالآخرين ومساعدتهم والرأفة بهم من أخلاق المسلم الذي يهتم بشأن الآخرين. وقد تم اختيار هذا التاريخ تخليدا لذكرى الممثل الخاص للأمين العام بمنظمة الأمم المتحدة السابق «سيرجيو فييرا دي ميلو» والذي تم اغتياله في نفس التاريخ أثناء تواجده في العاصمة العراقية بغداد برفقة 21 شخصا آخرين عراقيين وأجانب أثناء قيامه بمهمة إنسانية في العراق، فقد اغتيل داخل سيارة مفخخة عن عمر يناهز 55 عاما ومنذ عام 2009 قررت الأمم المتحدة تخليد هذا اليوم ليكون يوما عالميا للعمل الإنساني.
ويعرف العمل الإنساني أنه التقييم الذي يشمل كافة الاحتياجات الإنسانية في العالم مع ضرورة وضع خطط قابلة للاستجابة والتصدي للحالات الإنسانية الصعبة مثل المجاعات والأمراض المميتة ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وقضايا الهجرة والنزوح. ويشمل العمل الإنساني الجهد التطوعي الفني والمادي والمعنوي والعلمي والاقتصادي الذي يقدمه الفرد للآخرين بهدف النهوض بالقضايا الإنسانية وتتعدد الأعمال التي يمكن للأشخاص القيام بها كنوع من الأعمال الإنسانية والتي يكون الهدف منها تقديم العون للآخرين مثل تقديم العون والمساعدة لفئة كبار السن وفئة ذوي الإعاقة وذوي الاضطرابات العقلية والنفسية وكذلك توزيع الطرود الغذائية على الفقراء في المناطق الفقيرة وتسديد الديون المترتبة على الفقراء.
ومن أمثلة الأعمال الإنسانية أيضا تقديم الخدمات الطبية لغير القادرين على تحمل تكاليف العلاج وتقديم الدعم للمؤسسات العاملة في مجال العمل الإنساني والعمل على توفير مساكن آمنة للمشردين والهاربين من الحروب. وكان الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله لا يستطيع أن يرى أحدا يتألم إلا ويقدم له المساعدة وكان لا يدخر جهدا لأجل نجدة طالبها على امتداد الدول العربية والإسلامية والعالم كافة وضرب أروع الأمثلة في البذل والعطاء وقد لقب «قائد العمل الإنساني» في 9 سبتمبر 2014 تقديرا من المنظمة الدولية للجهود التي بذلها الأمير وبذلتها الكويت في خدمة الإنسانية وحلت وساطاته ـ رحمه الله ـ الكثير من الأزمات في المنطقة العربية وكانت مبادراته في دول العالم امتدادا لإرثه الإنساني.
