طالعنا بيان صادر عن «نساء قبيلة مطير» الكريمة فيه نقلة نوعية في مشاركة المرأة للتغيير في النمط الاجتماعي السلبي والذي يعد محل قلق وأرق للعوائل والشباب الذين يعانون من هدر الجهود والأموال الطائلة كثمن للتفاخر والتنافس في مظاهر لا جدوى فيها.
ولعل أبرزها، كما أشار البيان، الإسراف والتبذير في حفلات الخطبة وهدايا «الدزة» وعقد الزواج والحفلات والمناسبات الأخرى كالتخرج من الدراسة والقرقيعان وحفلات ذكريات الميلاد التي يكثر فيها المغالاة في الهدايا، والطعام الفائض الذي مصيره إلى القمامة، حتى كان سببا في تأسيس لجان خيرية تطوعت لتسلم هذا الفائض من الطعام لإعادة توزيعه على الأسر المتعففة، وان لم يمنع ذلك إلقاء كميات أخرى هائلة في حاويات القمامة!
لكن لا يمنع ذلك ولا يستهدف إلغاء أصل الولائم من إقامة ولائم الطعام في المناسبات الدينية والاجتماعية.
ورد في الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته لعلي عليه السلام: «يا علي! لا وليمة إلا في خمس: في عرس، أو خرس، أو عذار، أو وكار، أو ركاز».
ثم شرح الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هذه المناسبات فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فالعرس التزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار في بناء الدار وشرائها، والركاز الرجل يقدم من مكة».
لكن لا يعني ذلك حرمة الإطعام للمناسبات مطلقا، من غير إسراف مع التخطيط المسبق للتصرف في الطعام الفائض، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر».
ومع الأسف هذا الإسراف مستشر حتى في الموائد اليومية في البيوت او المطاعم، ناهيك عن المآدب الرسمية التي حدث بها ولا عجب! عكس ما نراه في المعاجم الرسمية في الدول العربية ولاسيما الخليجية وقد حذر القرآن الكريم من هذه الآفة التي كانت سببا في انحطاط الأمم وسقوطها عندما اغترت بنعم الله بعد أن ضاقت مرارة الفقر فلم تشكر الشكر اللائق الذي يحفظ النعم وينميها.
