اليوم «قفال» رحلة الغوص الـ 32 وسط احتفال شعبي كبير في «البحري»
وسط احتفال شعبي كبير، وبحضور وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد العيبان ممثلا عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، يسدل الستار الساعة الخامسة عصر اليوم الخميس، وعلى ساحل النادي البحري الرياضي الكويتي في السالمية، على فعاليات رحلة إحياء ذكرى الغوص الثانية والثلاثين، التي نظمتها لجنة التراث البحري في النادي البحري تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بمشاركة سفينتي غوص من السفن المهداة من قبل الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد إلى جانب مشاركة ما لا يقل عن 60 شابا كويتيا من (النواخذة والمجدمية والبحرية). وسيسدل الستار على الرحلة من خلال إقامة مراسم «القفال» أو ما يسمى بقفال الغواصين والتي سينقلها تلفزيون الكويت على الهواء مباشرة، حيث تبدأ مع وصول الوزير العيبان إلى جانب مدير عام الهيئة العامة للرياضة يوسف البيدان، ومن ثم متابعة وصول سفينتي الغوص إلى ساحل النادي وعلى متنها النواخذة والمجدمية والبحرية، ثم يترجل الجميع منها حاملين عدتهم ومحصولهم من المحار في الوقت الذي سيشارك الأهالي باستقبالهم على الشاطئ، وستقدم فرقة بن حسين للفنون الشعبية ومجموعة من شباب النادي بعض عروض الفنون الشعبية البحرية، يصاحبها قيام مجموعة البحرية بعملية فتح المحار «الفلاق»، يعقب ذلك التوجه إلى ممثل سمو الأمير لعرض حصيلة اللؤلؤ، فيما ستختتم مراسم «القفال» بإنزال علم الكويت إيذانا بانتهاء موسم الغوص.
وجدد أمين السر العام في النادي خالد الفودري اعتزاز وتقدير النادي بشرف الرعاية الأبوية الكريمة السامية من قبل سمو الأمير.
وكان 60 شابا من النواخذة والمجدمية والغاصة والبحرية، شاركوا في اليوم الرابع لرحلة إحياء ذكرى الغوص الـ 32 على متن سفينتين، بدءا من منطقة السالمية وصولا إلى «الهيرات» بمنطقة الخيران، وذلك إحياء لتراث الرعيل الأول من الآباء والأجداد، وتجسيدا للتضحيات التي بذلوها في سبيل الوطن، وجاءت هذه الرحلة لتكون بمنزلة محاكاة مصغرة للمعاناة التي عاشها الرعيل الأول من الآباء والأجداد، وللظروف التي مروا بها أثناء رحلات الغوص، لكي يتعلم الأبناء الاعتماد على النفس، والتأقلم مع الظروف المناخية والبيئية، وهو ما عايشه الشباب خلال هذه الرحلة من تحديات، ومن أبرزها حرارة الطقس الشديدة والرطوبة العالية. وبدأ البحارة يومهم في هذه الرحلة مع طلوع الفجر، حيث أدوا صلاة الفجر، وبعدها تناولوا الإفطار، ومن ثم انطلقوا بالسفينتين مع بداية شروق الشمس إلى المواقع الرئيسية للمحار وسط صيحات النهام، الذي يشدو لرفع معنويات الشباب ويحمسهم أثناء رحلة الغوص، وبعد حصولهم على المحار افترش البحارة ظهر السفينة لتفريغه، وقاموا بفلق المحار للحصول على حبات اللؤلؤ، التي تختلف أنواعها من حيث الحجم والشكل، فالكبير منها يسمى دانة أو حصباة أو جوهرة، والصغير منها يسمى قماشة، أما الدر فهو الذي يستخرج من داخل المحار، وعقب ذلك قام البحارة بتنظيف السفينة، ومن ثم تناول وجبة الغداء.
وقال مدير لجنة التراث البحري في النادي البحري الرياضي النوخذة حامد السيار: شهدنا في منتزه الخيران إخوانا وأولادا يجددون تاريخ الآباء والأجداد والتراث البحري الكويتي، وهو تقليد يقام سنويا، مشيرا الى ان هذا اليوم الرابع في رحلة إحياء ذكرى الغوص والأجواء كان بها شيء من المعاناة على الشباب الغاصة وغيرهم، ومن رطوبة عالية وحر.
وتابع قائلا: الشباب أثبتوا وجودهم من خلال التدريبات التي تدربوا عليها في فترة وجيزة جدا، حيث إن عددا من الشباب لا يستهان بهم اليوم، يطلقون ما تدربوا عليه وتعلموه في تلك الفترة من غوص تقليدي، ومن تعامل مع السفينة، حيث تعلموا بعض المسميات التقليدية، مؤكدا عدم تعرض أي من الشباب للإصابات، والحمدلله حصيلتهم خلال دخولهم البحر كانت جيدة من اللؤلؤ، وكانت الكمية بالنسبة للوقت والعدد مناسبة جدا. وذكر ان الغوص على اللؤلؤ كان في السابق لأجل لقمة العيش ومحاربة لأجل الحياة، اما اليوم فالهدف منه احياء التراث البحري ورسالة للأجيال المتعاقبة، مؤكدا ان هناك دعما حكوميا ماديا ومعنويا من القيادة السياسية من أعلى مقام سياسي في البلد، وكذلك الجهات الحكومية الاخرى كان لها الدور البارز في هذه الرحلة، داعيا الشباب الى خوض تجربة الغوص في السنوات المقبلة.