عشوائية الجليب.. إلى متى؟! – بقلم : سعد النشوان
من المعيب أن يكون لدينا في الكويت منطقة يطلق عليها مجازا «المنطقة العشوائية»، فعندما نتحدث عن الجليب فنحن نتحدث عن مأساة حقيقية تمس الأمن الوطني وسمعة الكويت وتمس الأخلاق وتمس ما هو جميل في هذا البلد الكريم.
ربما يقول لي شخص ما إن كل الدول في العالم تعاني من هذه المشكلة، فلماذا انتم «مكبرينها». أقول له ردا على ذلك: إنه في كل دول العالم من يسكن هذه العشوائيات هم مواطنون من الدولة نفسها ولكن في الجليب نسبة المواطنين أقل من 10% بل إن عددا من الوافدين فيها هم من مخالفي قانون الإقامة، بل ان المنطقة تعاني الإهمال حتى إن جولة في الشوارع الداخلية في الجليب تجعلك ترى العجب العجاب، فترى الشوارع التي لا تستطيع السير بها بسبب سوء حالتها أو المجاري الطافحة مع وجود عدد كبير من السكان.
إن مشكلة الجليب ليست مشكلة وزارة بعينها أو مؤسسة بذاتها، ان حل مشكلة الجليب لا يمكن إلا بتضافر الجهود الحكومية والقطاع الخاص فلا يمكن اخراج سكان هذه المنطقة دون إيجاد حل لهم، فيجب الإسراع ببناء مدن عمالية على طراز عالمي بالشراكة مع القطاع الخاص. كما يجب أن يكون هناك بعد ذلك حل جذري وسريع بإلزام الشركات بتسكين عمالها لحين الانتهاء من المدن العمالية. هذا من الناحية العملية المتعلقة بالسكان. أما بخصوص المنطقة ككل فيجب عقد جلسة خاصة في مجلس الأمة لحل المشكلة فمنطقة الجليب ذات موقع متميز يجب ان تكون منطقة جمركية لقربها من المطار الدولي، وكذلك يجب ان تعطى الحكومة وقتا زمنيا لحل هذه الأزمة.