الكويتي ليس عنصرياً! – بقلم : مزيد مبارك المعوشرجي
malmoasharji@gmail.com
التقيت في إحدى المناسبات الاجتماعية برجل كبير في السن من عائلة شهيرة ونبيلة وفاضلة، أخرجت العديد من رجالات الكويت المهمين، وتعتبر من أهم عوائل منطقة الجهراء، توجه نحوي بسؤال عندما عرف اسمي: شيصير لك عبدالله المعوشرجي؟ رددت: أخي، ثم قال: لا رجل كبير بالسن من عمر أبوي، رددت: يمكن تقصد يا عم جدي عبدالله سعد المعوشرجي.. توفي في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، رد وقال: اي كان تاجر سلاح شهيرا في الماضي، وكان عنده أخ اسمه مزيد بن سعد نوخذة شهير بالماضي، رددت: اي نعم صحيح، رد: انت معزوم عندي بأي يوم تختاره من الاسبوع القادم على العشاء، عزيمة لا ترد، وبعلمك حينها بسبب العزيمة.. وبالفعل بعد العزيمة ذكر لي أن بعد فضل الله تعالى كان لجدي موقف بالشهادة لنيل جده الجنسية على انه كان يملك دكانا في سوق السلاح ويتردد عليه عندما كان يعمل جدي مسؤولا بلجنة الجنسية الكويتية بإحدى المحافظات في الماضي، ولم ينس ابنه ذلك الموقف ونقله لأبنائه.
في المقابل في قصة نقيضة للسابقة، كنت أملك مع شريك مشروعا في أحد المجمعات في شارع السور عبارة عن صالة فخمة متعدد الأغراض للمناسبات والفعاليات الخاصة وتحوي مسرحا واستديو ومكاتب، دخل علينا صبي مع اخته وهو يحمل كرة قدم وبدأ «يشوت فيها» داخل الصالة بين المعدات والكهربائيات والاضاءات، طلب منه مهندس الكهرباء التفضل بالخروج دون جدوى، ثم طلب مساعدة أمن المجمع الى أن استطاعوا اخراجه، وكنت حينها مع شريكي في اجتماع مع ضيف كريم ومن جنسية عربية ومعنا مهندس الكهرباء من جنسية عربية، حينها سمعنا صوتا صارخا لامرأة تشتم رجل الأمن ومهندس الكهرباء بأصل جنسيتهما ودخلت علينا بالقوة الى غرفة الاجتماعات، وأمرت المهندس بالوقوف وهي تسحبه من قميصه وتطلب منه الاعتذار لابنها بسبب إخراجه لابنها من المكان، الأمر الذي أغضبها وجرح ابنها! دون الاكتراث لخصوصية المكان وإمكانية تكسير الكرة للمقتنيات والديكور! وطلبت الذهاب الى مخفر الضاحية لتسجيل قضية ضد رجل الأمن وضد المهندس! وافقنا على ذلك، وذهب معنا كل رجال الأمن في المجمع للشهادة بما حدث، وكان الضابط حينها رجلا شهما تفهم نفسية المهندس ورجل الأمن اللذين تلقيا الأذى الجسدي والنفسي من كلام المرأة بالسب والشتم والتهجم باليد واللفظ تجاههما.
قبل ذلك، ونحن بالطريق انا وشريكي باتجاه مخفر الضاحية تراهنت مع شريكي والضيف على أن جنسية الأم قد تكون كويتية ولكن جنسية الولد ليست كويتية! وبالفعل اتضح ان جنسية والد الصبي والأم نفس جنسية المهندس ورجل الأمن، وكانت الأم تشتمهما وتسيء الى جنسية بلديهما وهو ما اتضح في المخفر بعد رفضها الطويل تقديم اوراقها الثبوتية لأنها توقعت عدم قبولنا الذهاب الى المخفر، حيث تبين أنها تحمل نفس جنسيتهما وتدعي أنها مواطنة لإتقانها اللهجة الكويتية وان القضية سجلت ضدها كونها اقتحمت المكان بالقوة وتهجمت على المهندس، وقد يحول ابنها الى الاحداث لو استمرت القضية، وانتهينا مع الضابط أن تقوم هي وابنها بالاعتذار للمهندس الكريم ورجل الأمن الكريم امام جميع من أهانتهما امامهم وتسكير الشكوى.
ما أريد تأكيده في ختام هذه المقالة أن الاصيل يعتز ويفتخر بأصله ولا يهزه شيء، في المقابل «من لديه نقص هو من يدعي ويؤلف القصص» خلف ظهر الناس بأشياء ليست فيهم ولكنها موجودة بالفعل بمن نقل القصة ومن سمعها ومن صدقها، فالعنصري قد يكون ضد الوافد وأمه وافدة، ومن يتكلم بشدة عن الاصل قد يكون لا اصل له، ومن يتكلم عن المتجنسين ويحاربهم قبل امس متجنس، ومن تتكلم عن الجنسية الأولى جنسية زوجها سابعة أو خامسة او مزورة! والكويتي الأصيل يرى اننا كلنا من لحم وعظم والجميع سواسية.. كما تعلمنا ذلك من آبائنا الكرام وأجدادنا الذين كانوا لا يملكون سوى قوت يومهم عندما كانوا صغارا عندما كانت الكويت فقيرة، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وإن الدنيا دوارة، وليس هناك أحد افضل من الآخر الا بخلقه.