إيران: لاريجاني يشبّه متشددي النظام بكنيسة القرون الوسطى
انتقد الرئيس السابق لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الإيراني، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي لاريجاني، مجموعة المتطرفين في نظام بلاده، معتبراً أن هذه المجموعة الصغيرة تريد الاستيلاء على السلطة بشكل كامل وتلغي الآخرين. وقال لاريجاني، خلال اجتماع للشباب الأصوليين في أحد المساجد ليلة الخميس- الجمعة، إن هناك مجموعة في البلاد تعتبر نفسها وحدها ثورية ومن حق أنصارها فقط أن يتبوأوا المناصب الحكومية والسيادية، مضيفاً أن هؤلاء يتصرفون كما تصرفت الكنيسة في أوروبا بالقرون الوسطى، وهم لا يستوعبون أن سبب إقصاء الكنيسة وحتى ابتعاد الناس عن الدين هناك كان تصرفاتها وتصورها أنها هي وأتباعها لديهم الحق فقط في تقرير مصير الناس وحقهم في الحياة. وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي لثلاث دورات متتالية إلى أنه في النهاية انقلبت الشعوب الأوروبية على الكنيسة وقالت إنها ترفض أن يتم حد حريتها وهي تريد تقرير مصيرها، متوقعاً أن تسير إيران إلى مصير مشابه. وبحسب شابٍّ كان حاضراً في اللقاء الذي عقد بمناسبة اقتراب ذكرى أربعين الإمام الحسين، فإن لاريجاني الذي جرى إقصاؤه من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أبلغ الحاضرين أنه سيقاطع الانتخابات التشريعية المقبلة لأنه لا جدوى من المشاركة السياسية في الظروف الحالية. إلى ذلك، ثارث ثائرة المعارضين الإيرانيين إلى جانب الأصوليين بسبب قيام أحمد الخميني نجل حسن الخميني وحفيد الإمام الخميني مؤسس النظام الإسلامي في طهران بتسمية ابنته التي وُلِدت منذ بضعة أيام باسم «إيران». واسم «إيران» يعتبر من الأسماء القومية غير الدينية، حيث إن النظام في طهران يسعى إلى ترغيب عامة الناس في إطلاق أسماء دينية على أبنائهم، وقد قامت الحكومة من أجل ذلك بوضع لائحة بالأسماء المسموح بها مع تهديدهم بعدم إصدار هوية لهؤلاء في حال جرى تسميتهم بأسماء مختلفة. وعلى الرغم من أن اسم «إيران» موجود على هذه اللائحة، فإنه يعتبر أقرب إلى القوميين منه إلى المتدينين. ولاقت خطوة الخميني انتقادات من الأصوليين والمعارضين على حد سواء. وتحاول عائلة الإمام الخميني التي يقودها حالياً حسن الخميني والمقربة من الإصلاحيين إعطاء صورة إصلاحية وقومية للعائلة تتعارض مع صورة المرشد علي خامنئي وعائلته، حيث يسعى الإصلاحيون إلى دفع حسن الخميني للترشح للرئاسة. وأحمد الخميني، حفيد الإمام الخميني، هو طالب علوم دينية يدرس في الحوزة العلمية لمدينة قم ولديه شعبية كبيرة خصوصاً في صفوف النساء.