سياسة النهوض التعليمي .. بقلم : شيخة العصفور
@Lines_Title
لا شك أن العملية التعليمية لدينا تحتاج إلى قدر كبير من التطوير، ولكننا لو نظرنا إلى المناهج التعليمية لوجدناها ثقافة عالية تعطى لأبناء المجتمع، وإنما تبقى السياسة التعليمية والاحتياجات المعاصرة في التعليم كمناهج ومفاهيم تتطور حولنا بسرعة التطور التكنولوجي الذي نشهده اليوم، ومن أهم سياسات التعليم اليوم هي الأنشطة التعليمية الفعالة، فعامل الحركة مهم جدا لطالب اليوم أكثر من أي جيل مضى، فهو يعيش في عالم السرعة والحركة، وعلينا مجاراة السبل التي تلعب دورا في توصيل المعلومة التي تتناسب مع نفسيات طلاب اليوم، فالتعليم بالأنشطة أمر مهم من أجل صقل الطالب بالمعلومة بدلا من الاستماع الممل والمرهق لنفسيته، فخلو المناهج من الأنشطة سبب مباشر في ظاهرة الغش، والهروب من المدارس، والانحدار في مخرجات التعليم، كما أنها سبب ثانوي للعنف والعدوان، والأنشطة حل سريع ومباشر للحماية من تلك الظواهر.
إلى جانب تمديد ساعات الدراسة في فصل الشتاء والربيع في الكويت، وذلك لسد الفاقد التعليمي الذي يعانيه طلابنا اليوم من جهة، ورفع مستوى القيم السلوكية من جهة أخرى، فعلى المسؤولين والمختصين في وزارة التربية العمل الجاد في إلقاء الضوء على هاتين السياستين كخطوة أولى في معالجة التدهور التعليمي.
ومن المهم أيضا تشجيع المعلمين أصحاب المشاريع التعليمية والهمم على وضع بصماتهم في النهج التعليمي بدلا من احباطهم وقمعهم، فهناك فئة من الشباب المعلمين في الكويت لهم التحية والتقدير على جهودهم المبذولة في التصدي للدروس الخصوصية، ونشر الوعي التعليمي بين الطلبة ومساندة الواقع التعليمي ليس عن طريق الوزارة، وإنما اعتمادا على جهودهم الخاصة باستغلال وسائل التواصل الاجتماعي واستثمار التكنولوجيا الحديثة في التطوير والابداع قدر المستطاع.
كذلك ومن المهم أيضا تسليط الضوء على مكامن الضعف لدى الطلبة في القراءة والكتابة وتعلم القرآن الكريم ثقافة وتلاوة وحفظا، وذلك لجميع طلاب المراحل التعليمية حتى الجامعية للأسف إلا من رحم ربي منهم.
كذلك من الأمور المهمة أيضا التي تتطلب اليوم النظر إليها ومعالجتها مسألة الحقيبة المدرسية التي باتت قضية قديمة منذ أزل لم تعالج حتى اليوم، ومحط قلق لأولياء الأمور وتراجع وإهمال ملحوظ من المسؤولين، فالعالم المتقدم عالج تلك الأمور بالتكنولوجية الحديثة ونحن لا نزال على النهج القديم، حيث اتباع سياسة التعليم بالخفة والانطلاق بدل التثاقل أمر مهم في رفع كفاءة طالب اليوم، فالأمور الصغيرة هي أساس تنمية قيم سلوكية تغرس في نفسية الطالب وتجعله أكثر انطلاقا وحبا في التعليم.
وأخيرا وليس بآخر، السياسة التعليمية المتطورة والمعلم الصالح والمجتهد هما نبراس التعليم المثمر والنهوض بالسلك التعليمي واللذان يؤمنان التنمية لا التراجع، فمن المهم تسليط الضوء على أداء المعلم ومهاراته التربوية والتعليمية وسلوكياته العامة داخل الحرم المدرسي، وعندما تتم معالجة ما سبق كأول خطوة للنهوض سوف تتمكن الوزارة من وضع السياسات الثانوية والمعدة اليوم من قبل المختصين في معالجة التدهور التعليمي.