هزة جديدة لـ«زلزال المغرب».. و«ساعات حاسمة» بحثاً عن ناجين
شيّع المغرب أمس ضحاياه بعد الزلزال العنيف الذي دمر جزءا كبيرا من مناطق بالبلاد وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص وأوقع مئات الجرحى والمصابين، فيما تسابق فرق الإنقاذ الوقت من أجل البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وذكر التلفزيون الرسمي المغربي أن عدد قتلى الزلزال المدمر ارتفع إلى 2122 شخصا والمصابين إلى 2421. وأعلن مرصد الزلازل الأورومتوسطي تسجيل هزة أرضية ارتدادية جديدة في المغرب بقوة 4.5 درجات على مقياس «ريختر» على بعد 77 كيلومترا جنوب غرب مدينة مراكش. وقد أقيمت صلاة الغائب ترحما على أرواح الضحايا بعد صلاة الظهر في جميع مساجد المملكة. فيما كانت الأعلام منكسة في أول أيام حداد وطني لـ 3 أيام.
وسرّعت فرق الإنقاذ امس عملياتها بحثا عن ناجين محتملين وسط الأنقاض التي خلفها الزلزال الذي دمر العديد من القرى جنوب مراكش. وعرضت قنوات محلية امس مشاهد جوية لبعض القرى وقد هدمت تماما، جلها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة الحوز الجبلية. بينما تواصل القوات المسلحة نقل مساعدات عاجلة عبر الجو. كما أظهرت مشاركة متطوعين من السكان المحليين في عمليات إنقاذ. ولاتزال هناك آمال في العثور على المزيد من الناجين، حيث أظهرت مقاطع تم التقاطها في منطقة مولاي إبراهيم رجال الإنقاذ وهم يسحبون شخصا من تحت الأنقاض.
ويواجه عمال الإغاثة تحديا للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالبا ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل فيها.
ولاتزال المملكة المغربية تحت صدمة الزلزال الأعنف من نوعه، والذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، حسبما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (6.8 حسب هيئة الزلازل الأميركية).
ومن بين القرى التي تكاد تكون دمرت تماما، قرية «تفغاغت» الواقعة على بعد حوالى 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش.
في الأثناء تواصل إقبال المتطوعين على مراكز التبرع بالدم في عدة مدن مغربية، وفق صور تبثها وسائل الإعلام المحلية.
وفي غضون ذلك سجلت ثاني أقوى هزة ارتدادية منذ ليل الجمعة الماضي بلغت شدتها 4.5 درجات وفق ما أكد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور لموقع هسبريس المحلي، موضحا أن «النشاط الزلزالي بدأ ينخفض تدريجيا».
وفي الغضون، قالت منظمة الصحة العالمية، إن أكثر من 300 ألف تضرروا من كارثة الزلزال المدمر، فيما أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أن «الساعات القادمة ستكون بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح»، حيث ستعطى الأولوية لجهود البحث والإنقاذ إلى جانب التأكد من حصول الناجين على الرعاية».
وأعلنت عدة دول استعدادها لتقديم مساعدات. وقد أرسلت الجارة إسبانيا فريقا من 56 من رجال الإنقاذ، بعدما تلقت طلبا رسميا من الرباط. ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن احتياجات المغرب من المساعدات هائلة، مشددة على أهمية إيصالها بالسرعة الممكنة. وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أعلن في وقت سابق أن المعونة التي ستقدمها مدريد «مؤشر على التضامن الإسباني والشعور بالصداقة الذي يجمع الشعب الإسباني بالشعب المغربي»، مشيرا الى أنه تلقى اتصالا من رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش لطلب المساعدة. وأكد الوزير الإسباني أن مدريد ستقدم «مساعدة بقدر ما يحتاج إليه المغرب، بداية ما نعده هو فرق بحث وإنقاذ لأن محاولة العثور على أكبر عدد ممكن من الأحياء وإنقاذهم هو أمر طارئ. ومتى حان الوقت لإعادة الإعمار، ستكون المساعدة الإسبانية جاهزة أيضا».
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جاهزية بلاده لمساعدة المغرب، وذلك في تصريحات في ختام قمة دول مجموعة العشرين في نيودلهي.
وقال: «لقد حشدنا كافة الفرق الفنية والأمنية لتتمكن من التدخل عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا». وأشار ماكرون الى أن السلطات المغربية «تعرف بالتحديد ما يمكننا توفيره وطبيعته وتوقيت ذلك»، مؤكدا أنه «في اللحظة التي يتم طلب هذه المساعدة، سيتم إرسالها ونحن مستعدون (لذلك)».
وأكد أنه يعود للسلطات المغربية «أن تقرر بناء على تقييمها الميداني» لكي تعود المساعدة الفرنسية بالفائدة.
إلى ذلك، وصل فريق من رجال الإنقاذ المتطوعين الفرنسيين الى المغرب للمشاركة في عمليات الإنقاذ قرب مراكش، وفق سلطات محلية فرنسية. ويتألف الفريق من 4 عناصر متخصصين في عمليات الإنقاذ والدعم والبحث، وممرض ومدرب متخصص برفقة كلب بحث.